صدر للكاتب الصحفي عبدالله العميرة كتاب (العرب والإعلام الغربي) أحداث وأسرار تاريخية يتحدث عن الإعلام ودوره المؤثر في رسم الصورة الإعلامية لأي حدث يمر علينا. لقد أصبح الإعلام فنا يدرس ولا يمكن ان ينظر له فقط عند الحرب بل في السلم أيضا وحسب المؤلف فإن قضية بدون إعلام قوي هي قضية هشة لا جذور لها ولا فروع. فالإعلام القوي هو حائط السد الذي تعتمد عليه أي دولة في إرساء دعائمها وتوضيح سياساتها الى العالم. ويحاول الكتاب ان يكون فرصة مناسبة للمتابع ان يرى من خلاله كيف يرسم الإعلام الغربي صورة نمطية عن العربي والمسلم وكيف يربط ذلك الإعلام بين الإرهاب والإسلام, وكيف يسخر كل أدواته التي تقف الصهيونية خلفها في تدمير عقول الشباب. ويطرح الكاتب منذ البداية تساؤلا لماذا تم ضرب برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك ومن المستفيد؟ ويرى الكاتب ان الاجابة في نيويورك كانت جاهزة وهم المسلمون مضيفا ان الإجابة أتت ببساطة ودون عناء. وشنت وسائل الإعلام الأمريكية هجوما شرسا على الإسلام وكل ما يمت للدين بصلة وعلى رأسهم العرب والمملكة حصلت على نصيب وافر في هذا المجال. ويعقب الكاتب بان الإعلام الأمريكي والغربي لم يراع الحرية في الرأي وانما مارس الكذب والافتراء فضلا عن الجهل بالإسلام والشريعة الإسلامية متغافلا أحكام القرآن الكريم التي تحض على التسامح والتعايش بين البشر. ويرجع الكاتب كيد الإعلام وانحيازه الى دور اليهود في السيطرة عليه حيث كان لليهود دور تاريخي معروف منذ القدم. ويرتبط المستشرقون الصهاينة بالتضليل ارتباطا عميقا وكأنه اتجاه أكاديمي يعمد الى دراسة الشرق وحضارته عموما والى دراسة الحضارة الإسلامية خصوصا, ولكنه في حقيقته جزء من الحروب الحديثة ضد المسلمين التي أخذت صيغة جديدة بان صارت حربا فكرية بدلا من العسكرية اذ يسيطر اليهود على أغلب وسائل الإعلام في العالم لاسيما في الولاياتالمتحدة. ويعمل المستشرقون اليهود على تصوير المجتمع الإسلامي على انه مجتمع مفكك بين قيادته ويهون من شأن الحضارة الإسلامية واحتقار آثارها وكذلك اخضاع النصوص الإسلامية للفكرة الاستشراقية وفق أهواء المستشرقين وتحريف النصوص لإيجاد جو من الشك والبلبلة. ومن أهم الأمور تزييف الوعي حيث يوجد الإعلام وعيا كاذبا يحاول تضليل المجتمعات حيث يقال في المثل ان العملة الرديئة تطرد العملة النظيفة ويستشهد الكاتب بأن هناك مصادر اعلامية كشفت ان وكالة المخابرات الأمريكية والأوروبية عمدت الى نشر أخبار كاذبة حتى تدفع الأمور في حرب الخليج الى الكارثة التي شهدها العالم عام 90م وتهدف للوقيعة بين الشعوب. وفي نهاية الكتاب يطرح عميرة تساؤلا قائلا لماذا حملة الكراهية ضد السعوديين في أمريكا والغرب؟ ويؤكد الكاتب في جوابه ان الحملة الصهيونية تقف خلف هذا الأمر وذلك من أجل توسيع الفجوة بين السعودية والغرب معتقدين ان الإسلام متمثلا في العرب والسعودية هو العدو الحقيقي, وإلا ما الذي فعلته المملكة سوى الخير للإنسانية؟ ويحمل الكاتب الإعلام الإسلامي والعربي ومن ثم السعودي مسؤولية الوقوف ضد الحملات الشرسة المغرضة, مؤكدا انه ينبغي التوقف لقراءة خطابنا الإعلامي وأهدافنا وتوجهاتنا من جديد ووضع خطط واستراتيجية واضحة ورصد منهجية إعلامية مناسبة لعصرنا وللمستقبل. الكتاب: العرب والإعلام الغربي الكاتب: عبدالله العميرة عدد الصفحات: 187 من القطع الكبير