في الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله".. هذا الشرف الذي بشر به رسول البشرية كل المدافعين والمرابطين عن حمى الأوطان وما تشمله من صون للدين والمال والعرض وللحياة كلها، يجعلنا فخورين أكثر بما تقدمه هذه الكوكبة من أبنائنا وإخواننا في شتى مرافق الدفاع والمواجهة. من حق هؤلاء الساهرين قلوبا وعقولا وعيونا أن نشد على أيديهم.. من حقهم علينا أن نجلَّ تضحياتهم ونحن نرى دماءهم الطاهرة وهي تسيل تعطر تراب الوطن الغالي، وأرواحهم الزكية وهي ترفرف فداء لقيم هي أغلى وأعز وأشرف ما يمتلكه الإنسان. من حقهم، أن نؤكد على قيمة الوفاء والاعتزاز، التي أكدت عليها قيادة المملكة وأوضحها سمو ولي العهد من أن هذا الوطن لن ينسى أبدا كل شهيد أو جريح في معركته الكبرى ضد الإرهاب. ولأننا في هذا المجتمع ولله الحمد نسير على درب التواصل والتكاتف، نجد أنفسنا مطالبين أكثر من أي يوم مضى بالوقوف صفا واحدا، على قلب رجل واحد وفي خندق واحد خدمة لقضية أمتنا الكبرى في جهادها الأكبر ضد كل من يحاول الإساءة إلى ديننا ويشوه قيمنا وينال من مجتمعنا. علينا أن نكون جميعا، رجال أمن أمناء على هذا الوطن وحماة له.. مدافعين عنه في كل المرافق وفي كل المواقع، لا ينبغي أن نستهتر أو نساهم في إهدار تضحيات إخوة لنا ببعض التساهل أو التعاطف أو التستر مع أي إرهابي أو مغرض أو مسىء. فهذه التضحيات، وهذه الدماء وهذه الجراح التي تكون وساماً يحمله المرء ويفخر به، ينبغي أن تكون مثالا وقدوة لنا جميعا رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا، شبابا وعجائز.. وينبغي أيضا أن نسمو بها سلوكيا ونقدرها معنوياً.. ولا نسمح لدم نبيل أن يهدر عرضاً، ولا نسمح أيضا لروح فدت هذا التراب أن تذهب عبثا. لكل رجل أمن أيا كان موقعه، تحية إجلال وتقدير لكل شهيد دعاء ورحمة وعهد بأن دمه الطاهر سيكون بذرة صالحة وعنوانا واضحا على حجم التضحية والفداء. لكل جريحٍ مكان في القلب وفخر على أن معارك الشرف دائما ما تحفل بالأوسمة. جزاء من الله عز وجل تصديقا لكلام رسوله.. وامتنانا من عباده وأمته. ( مراقب )