طبتي يا جازان البطولة والفداء، وطاب كل شبر من بلادي الغالية المملكة العربية السعودية، وبقيتي في عزة ومنعة وفخر، فلا يضرك عبث العابثين ولا نعيق الناعقين. لقد أقر الله أعيننا نحن السعوديون كما هي العادة ولله الحمد بجنودنا البواسل، فهاهم يسطرون من جديد بطولات جديدة هذه المرة على حدودنا الجنوبية، وهاهو الدم السعودي الطاهر والزكي يسيل بلون هو لون الدم وبريح هي ريح المسك على أرض الكرامة والفداء، وهاهي السواعد السعودية كما هي دائما تحمل السلاح لا للاعتداء، بل لصد كل من يسعى للنيل من عقيدة وسيادة بلادنا. صد أولئك المجرمين المعتدين على حدودنا الجنوبية لا شك هو واجب قام به وبكل اقتدار جنودنا البواسل، فقد قاموا بذلك الواجب وهم محتسبون يذودون عن وطن لا كل الأوطان. إنه قبلة المسلمين ومحط أنظارهم، وطن فيه مكةالمكرمة والمدينة المنورة ويضم ثراه جسد خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم وأجساد آله وصحبه رضوان الله عليهم، وفيه أيضا مقدسات الإسلام ومنه منطلق العقيدة ويأرز إليه الإيمان كما تأرز الحية إلى حجرها. جنودنا البواسل مثابون بإذن الله وهم على ثغر من ثغور الإسلام، جهادهم جهاد في سبيل الله، فهم يجاهدون عدوا حاقدا لا شك أنه يتربص بنا الدوائر عليه دائرة السوء وقاتله الله جميعا وخذله وجعله من الأخسرين فما أروعهم وهم يقاتلون كأنهم بنيان مرصوص فالله يحبهم وبالتالي يحبهم كل مؤمن، قال تعالى: «إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص»، والدم السعودي وهو يذود عن دينه ومقدساته ووطنه هو كذلك دم محبوب عند الله وعند عباده الصالحين، قال صلى الله عليه وسلم: «ما من قطرة أحب إلى الله تعالى من قطرة دم في سبيله أو قطرة دمع في جوف ليل من خشيته». وعيون جنودنا البواسل وهي تحرس حدودنا هي عيون لها فضل عظيم وأجر كبير، قال صلى الله عليه وسلم: «عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله». لا شك أن جنودنا البواسل ليسوا وحدهم في المعركة، بل كلنا معهم فردا فردا نقف معهم قلبا وقالبا صفا واحدا، فكل واحد منا عليه واجب المشاركة، فالأب والأم في بيتهما والمعلم في مدرسته والخطيب من على منبره والإعلامي من خلال عمله، المهم أن على كل واحد منا دورا في هذه المواجهة. أحمد بن محمد الجردان