وسط سكون الليل الشديد في الريف المصري وظلامه الدامس.. كان طائر الموت الحزين يحلق فوق منزل موظف بسيط ينتظر اللحظة التي يقبض فيها روحه على يد اقرب الناس اليه زوجته في جريمة قتل بشعة هزت محافظة الشرقية كلها. حيث قامت ممرضة بقتل زوجها طعناً بالسكين وقامت بدفن جثته في منزلها وبعد خمسة ايام من جريمتها ابلغت الشرطة باختفاء زوجها لابعاد الشبهات عنها لكن نقاطا من دماء الزوج القتيل تركتها القاتلة في غرفة نومها واعتراف طفلها الاصغر كشف جريمتها وقادها إلى حبل المشنقة.الزوجة اعترفت بجريمتها وبررت ارتكابها لها بحبها الشديد لزوجها ورفضها زواجه من امرأة اخرى. الزميل محمد رمضان تابع الموضوع في القاهرة: المكان: منزل متواضع باطراف احدى قرى الريف المصري. الزمان: عقارب الساعة تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل.. الهدوء والسكون يسيطران على ارجاء القرية السكان البسطاء راحوا في نوم عميق وهي عادة سكان الريف في مصر.. شخص واحد فقط كان ما زال مستيقظاً وخارج منزله هو سالم محمود الموظف بالادارة الزراعية بالقرية حيث كان يقوم بزيارة لشقيقه المريض بالقاهرة العاصمة وتأخر في العودة.. وزوجته تدعى هناء ربما تكون السيدة الوحيدة في القرية التي لم تنم بعد.. جلست في منزلها مستيقظة تنتظر عودة زوجها المسافر.. ليس للاطمئنان عليه واعداد الطعام له وانما كان هناك شيء آخر اكثر اهمية وبالغ الخطورة بالنسبة لها ولبيتها الصغير. لحظة المواجهة كانت هناء شديدة القلق والتوتر ومشغولة.. عيناها ترفض النوم قبل عودة زوجها لتفتح معه اهم ملفات حياتها الذي يتوقف عليه استقرار اسرتها الصغيرة ومستقبل اولادهما تحملت هناء السهر حتى وقت متأخر من الليل من اجل قضيتها التي هي قضية حياتها والتي لم تكن تعتقد ان هذه القضية سوف تنتهي بجريمة قتل بشعة تنهار معها اسرتها ومنزلها الصغير. وصلت عقارب الساعة إلى الواحدة بعد منتصف الليل.. ووجدت هناء زوجها يطرق باب البيت.. وقبل ان يبدل ملابسه راحت هناء توجه لزوجها سيلاً من الاسئلة والاتهامات.. اتهمته بالسعي إلى الزواج من ارملة من احدى القرى المجاورة واخبرته بأن الشائعة تتردد على كل الالسنة ولم يؤكد سالم الزوج البسيط حقيقة الشائعة ولم ينكرها.. وازداد غضب هناء وارتفع صوتها وراحت صرخاتها تدوي في انحاء القرية حتى وصلت إلى اسماع الجيران النائمين وايقظت بعضهم من نومهم.. واشتدت حدة الخلافات وتصاعدت المشكلة وتطورت حتى اضطر سالم إلى ترك زوجته تصرخ وحدها وذهب إلى غرفة نومه ليستريح فاشتد غضب هناء واسرعت إلى زوجها وراحت توجه له الاتهامات المتواصلة ووسط الخناقات المشتعلة طلبت هناء من زوجها الطلاق كنوع من التهديد لزوجها.. توقعت ان يرفض ويثور في وجهها رافضاً.. تخيلت انه سوف يحتضنها او يقول شيئاً يطمئن قلبها وفكرها الحائر والقلق وتوقعت ان يكون رده في اسوأ الحالات هو الصمت لكنها فوجئت به يلبي طلبها دون أي نقاش او تساؤل فوجئت هناء بزوجها يطلقها دون تردد.. قالها بهدوء شديد وكأنه كان ينتظر اللحظة التي تطلبها فيها هناء.. قالها والقى بجسده على الفراش وراح في النوم. لم تصدق هناء اذنيها.. اصيبت بصدمة قوية.. لم تتوقع ان يضحي سالم بعشرة دامت اكثر من خمسة عشر عاماً بهذه السهولة.. ادركت ان الشائعات حقيقية والا ما اقدم زوجها على تطليقها. اشتعلت نيران الحقد والكراهية في قلب هناء رغبة قوية في الانتقام من زوجها سيطرت عليها.. لم تفكر طويلاً ورفضت أي صوت للعقل وتملكها الشيطان واسرعت إلى المطبخ وامسكت بسكين واتجهت إلى غرفة نومها حيث يوجد زوجها وراحت تسدد الطعنات إلى قلب وجسد زوجها ولم تتركه الا جثة هامدة وقتها راحت تبكي بعد ان لوثت دماء زوجها ملابسها وفي لحظات تمالكت نفسها وراحت تفكر ماذا تفعل في جثة زوجها وكيف تهرب من حبل المشنقة؟! لحظات وتوصلت إلى الحل الذي ينقذها من حبل المشنقة قررت ان تدفن جثة زوجها في الحديقة الملحقة بالبيت.. وبسرعة وتحت ستار الظلام الدامس حفرت هناء قبر زوجها وقامت بدفن جثته واعتقدت أنها قد استراحت منه إلى الابد.. لكنها فوجئت بابنها الاصغر وقد شاهدها وهي تنفذ جريمتها وراح يبكي فهددته الام بالذبح ونفس مصير والده اذا اخبر احدا بما شاهده فالتزم الطفل الصمت خوفاً من ان تذبحه والدته. ومرت الايام وابلغت هناء الشرطة باختفاء زوجها وقام رئيس مباحث قسم شرطة ابو حماد باجراء التحريات حول الزوج المختفي وتبين انه طيب القلب وكان يستعد للزواج من ارملة باحدى القرى المجاورة لقريته المنصورية وانه كان على خلاف مع زوجته وان الجيران سمعوا مشاجرة بينهما قبل اختفائه، وقتها اتجهت شكوك رجال الشرطة إلى الزوجة فتمت مداهمة البيت وبتفتيشه تم العثور على آثار دماء الزوج تغطي بلاط غرفة نومه وبسؤال الزوجة ارتبكت واكدت انها لا تعرف عن زوجها شيئاً. وقتها لمح رئيس المباحث الابن الاصغر للزوج المختفي يبكي بشدة فراح يوجه له التساؤلات فكشف الابن المفاجأة.. وكشف الجريمة البشعة التي ارتكبتها والدته وروى التفاصيل المذهلة التي شاهدها منذ اللحظة التي شاهد والدته وهي تقتل اباه حتى دفن جثته وقتها انهارت الزوجة واعترفت بجريمتها تفصيلياً وارشدت عن مكان الجثة وتم استخراجها وامر رئيس نيابة مركز ابو حماد بحبس الزوجة القاتلة على ذمة التحقيق ووجه لها تهمة قتل زوجها عمداً مع سبق الاصرار. قتلته لاني احبه وفي لقاء لمندوب (اليوم) بالقاهرة كشفت الزوجة القاتلة عن ادق تفاصيل جريمتها البشعة حيث اكدت انها لم تكن ابداً تتخيل ان ترتكب هذه الجريمة البشعة حيث ارتبطت بزوجها بعد قصة حب مثيرة استمرت اكثر من خمس سنوات وكانت تحب زوجها إلى درجة الجنون حتى علمت انه يخطط للزواج من ارملة من قرية مجاورة فراحت تواجهه فانكر.. وعندما اشتد النقاش بينهما حاولت ان تهدده فطلبت الطلاق ففوجئت به يطلقها. واكدت الزوجة القاتلة انها لم تشعر بنفسها الا وهي تمسك بالسكين وهي تقطر من دماء زوجها واجهشت بالبكاء لكنها لم يكن امامها سوى ان تخفي الجثة حتى تخفي جريمتها لكنها لم تكن تعلم ان ابنها الاصغر قد شاهدها وهي تنفذ جريمتها. وانهت المتهمة بقتل زوجها اعترافاتها بندمها الشديد على ارتكابها الجريمة واكدت انها قتلت زوجها لانها تحبه. الزوج الضحية