بعد عشرة دامت قرابة ربع قرن زواج اصدرت سميرة حكماً باعدام زوجها بعد ان ضاقت بتصرفاته وحول حياتها الى جحيم.. وقررت ان تنفذ الاعدام في زوجها بيديها.. وضعت له الحبوب المنومة في كوب الشاي وعندما راح الزوج المجني عليه في نوم عميق امسكت سميرة بسكين المطبخ وقامت بتمزيق جثة زوجها ثم اشعلت فيها النيران ودفنت رفاته في حديقة منزلها لتنتهي رحلة من الآلام. ثلاث سنوات مرت والمقاول الثري عبدالعال مختف. لا احد يعرف اين ذهب حتى اولاده الثلاثة لا يعرفون اين اختفى ابوهم وسر سفره المفاجئ ولماذا لم يخبرهم بسفره اسئلة كثيرة راحت تطارد سميرة وعجزت عن الاجابة على اية من تساؤلات اولادها او اشقاء زوجها او الجيران.. تؤكد ان زوجها اخبرها قبل ثلاث سنوات انه سوف يسافر الى الاسكندرية للقيام بانهاء بعض اعماله واخذ بعض ملابسه بعد ان اكد لها انه سوف يغيب عدة ايام لكنه لم يعد.. هذه الاجابة الوحيدة التي تنطق بها الزوجة وليس لديها معلومات اخرى. ثلاث سنوات وتحول اختفاء عبد العال المقاول الثري الى لغز محير.. لا احد يعرف مكانه وسر اختفائه.. وهل الاسكندرية عروس البحر المتوسط قد ابتلعت عبد العال في بطنها ورفضت اخراجه ام انه غرق في مياه البحر المتوسط، اسئلة كثيرة لا اجابة عنها..طاف اولاد المقاول الثري شوارع الاسكندرية بحثاً عن ابيهم.. طافوا المستشفيات والسجون يسألون عن ابيهم لكن دون جدوى الاب لم يظهر. خلعت سميرة ملابس الحداد السوداء على زوجها المختفي وراحت تشيع انه ترك منزل الزوجية وهرب بصبحة ساقطة اراد الزواج منها بعد ان رفضت ان توافق على زواجه من امرأة اخرى وراحت سميرة تروج كشائعتها بعد ان بدأت التساؤلات عن غياب زوجها تكثر.. واسرعت سميرة الى محكمة دمنهور للاحوال الشخصية ترفع دعوى تطلب فيها فسخ عقد زواجها من زوجها الذي اختفى ومر على اختفائه ثلاث سنوات دون ان تعرف مكانه او ان يتصل بها.. وقد فاجأت سميرة الجميع بالدعوى التي رفعتها حتى اولادها اعترضوا على تصرفاتها. وحصلت سميرة على حريتها وراحت تستعد لزواجها من صديق زوجها المختفي. وبدأت الاستعدادات وتجهيز شقة الزوجية وهي تعتقد انها ارتكبت الجريمة الكاملة وان احداً لن يكتشف جريمتها. وكان خبر زواج سميرة من صديق زوجها المختفي قد اثار علامات الدهشة وملأ القلوب بالشكوك حتى اولادها امتلأت قلوبهم بالشك في وقوف والدتهم خلف اختفاء ابيهم.. وابلغ شقيق الزوج المختفي مباحث قسم شرطة دمنهور باتهامه مطلقة اخيه باختطافه وقتله.. وقتها تم اعادة فتح محضر التحقيق في قضية اختفاء المقاول الثري مرة اخرى.. وبدأ ضباط المباحث في اجراء التحريات حول اختفاء المقاول مرة اخرى. وتمت اعادة سؤال الزوجة مرة ثانية فاضطربت وقامت بتغيير اقوالها التي سبق وان ادلت بها في محضر الشرطة عند اختفاء زوجها واكدت انه اتصل بها مرة بعد اختفائه باسبوع من الاسكندرية من منزل صديق له يدعى نجيب وبسؤال نجيب نفى صحة اقوال سميرة واضاف انه في ليلة اختفائه تلقى منه اتصالا تليفونيا وكان في منزله في ذلك الوقت وليس في الاسكندرية كما ادعت زوجته وانه وعده بالسفر الى الاسكندرية بعد خمسة ايام ليسلمه مبلغ عشرين الف جنيه لكنه اختفى ولم يأت الى الاسكندرية. وقتها بدأت الشكوك في سميرة فقررت الهروب بعدما ادركت ان حبل المشنقة سوف يلتف حول عنقها.. وقبل هروبها تمكن رئيس مباحث قسم شرطة دمنهور من القبض عليها وبحوزتها نقود زوجها وملابسه حتى تقوم باخفائها.. وبمواجهتها انهارت واعترفت بجريمتها وفجرت المفاجأة عندما اكدت انها قتلت زوجها حتى تستريح من اعتداءاته المستمرة عليها بالضرب ورغبته في الزواج من امرأة اخرى عليها وتهديده لها بتطليقها. وبدأت الزوجة القاتلة اعترافاتها المثيرة قائلة نعم قتلته واحرقت جثته ودفنت عظامه ولست نادمة على جريمتي.. زوجي كان يستحق الموت الف مرة فقد حطم حياتي وحولني الى اطلال امرأة وحطام انثى. حرمني من زيارة اشقائي وحرم اخواتي من زيارتي في منزله.. منعني من الخروج من البيت وذلك بسبب رفض زواجه من امرأة اخرى وشكه في وجود علاقة بيني واحد اصدقائه وهذا كان غير صحيح.. كان ينهال علي بالضرب المبرح دون اسباب ولا يتركني الا بعد ان تشاهد الدماء تتساقط من جسدي.. كان يتلذذ بمشاهدة دمائي تسيل ثلاث سنوات لم أر فيها الشارع نهائياً.. في احدى المرات قمت بفتح نافذة البيت فقام بتوثيقي بالحبال واحضر النيران وقام بكي جسدي بالنار وقتها شعر بالراحة.. واجهشت سميرة بالبكاء واضافت قائلة: اصيب زوجي بالجنون في آخر ايامه وتحول الى شخص مفترس.. اصيب بالصرع عندما امتلك المال.. اقسم على الزواج مني وان يحضر بعروس جديدة وان اكون لها خادمة لم اعترض على زواجه من امرأة اخرى لكني فقط اعترضت على ان يأتي لي بضرة طلبت الطلاق لكنه رفض واصر على ان يقوم باذلالي كرهت الحياة معه.. فكرت في الهروب من البيت او الانتحار لكني لم استطع لانه يحكم مراقبتي.. اولادي الثلاثة لم يكونوا يعلمون شيئاً عن تصرفات والدهم معي.. فقد هددني بالقتل اذا اخبرتهم بتعامله معي بوحشية وقسوة شديدة حتى كانت الليلة التي لم استطع فيها التحمل فقررت التخلص منه. فوجئت به يعود الى البيت يترنح من اثر الخمر التي ادمنها.. كانت الساعة تقترب من الثانية صباحاً.. انهال علي بالضرب المبرح لانه عاد وجدني نائمة.. طلب مني كوب شاي فوجدت فيه فرصتي الوحيدة للخلاص منه.. وضعت له الحبوب المنومة وعندما راح في نوم عميق امسكت السكين ورحت اطعنه وقطعت جسده الى اربعة اجزاء ثم قمت باشعال النيران فيها وحفرت قبراً له في حديقة المنزل وقمت بدفن ما تبقى من جثته بعد حرقها.. بعدها ادعيت انه سافر الى الاسكندرية حتى اهرب من تساؤلات اولادي. وانهت الزوجة القاتلة اعترافاتها قائلة: لست نادمة على جريمتي.. زوجي يستحق الموت الف مرة وليس مرة واحدة.. حطم حياتي وحولها الى جحيم حولني الى حطام امرأة.. لا تعدموني فأنا استحق البراءة. وارشدت الزوجة القاتلة الى القبر الذي حفرته لزوجها وتم استخراج بقايا جثته وامرت النيابة باحالتها الى محكمة جنايات دمنهور وبعد تداول عدة جلسات اصدرت المحكمة حكمها باعدام الزوجة القاتلة شنقاً.. واستقبلت المتهمة الحكم ببرود شديد.