اعتاد الكثيرون على إطلاق سن اليأس على المرحلة العمرية التي تصاحب انقطاع الطمث لدى السيدات وبذلك فسر ذلك المصطلح بشكل خاطئ حيث تداوله الناس وكأنه مرحلة يأس المرأة من الحياة وعجزها. ولكن تعريفه واضح جداً وهو يأس المرأة من استمرار الدورة الشهرية لديها فقط. ولكن نعتقد أن ذلك المفهوم الخاطئ جاء من وجهة نظر الرجال ولمصالحهم الخاصة فقط ليقول دائماً أصغر من زوجاتهم بعدم مرورهم في مثل تلك المرحلة ولكن ومع تطور الطب واهتمام المرأة المستمر بنفسها من كافة النواحي أصبحنا نرى الكثير من السيدات اللواتي تخطين تلك المرحلة يظهرن دون تأثير كبير لتلك المرحلة عليهم وبالتالي هناك مراحل شكلية كبيرة حالياً وأزواجهم الذين لا يبالون بالقيام بأي تعديلات أو اهتمام لمقاومة التأثيرات الزمنية. ما هو سن اليأس؟! مع تقدم المرأة في العمر تدخل مرحلة سن اليأس وهذه المرحلة ليست مرضاً ً ولا مشكلة طبية انه مجرد طور لابد من أن تمر به كل امرأة كمرحلة المراهقة ومرحلة الخصوبة. وكما هو الحال مع المراحل السابقة فانه لا يمكن التكهن بالعمر الذي يحدث فيه سن اليأس عند أية امرأة ولكنه يحدث عادة ما بين سن الخامسة والأربعين وسن الخامسة والخمسين وقد أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على أكثر من ألفي امرأة في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن متوسط سن اليأس لديهن هو 49سنة. وقد أكد الباحثون أنه ليس هناك أي علاقة بين سن اليأس ووزن المرأة وطولها أو بينه وبين استعمال المرأة لحبوب منع الحمل أو عدد مرات الحمل. أعراضه يعد ضعف المبايض من الأعراض الرئيسية لسن اليأس حيث يكون هناك قصور في إنتاج الهرمونات وخاصة هرمون الاستروجين ويصاحب ذلك زيادة في كمية هرمونات الغدة النخامية المؤثرة على المبيض وغالباً ما تأتي هذه التغييرات تدريجياً قد تمتد لدى بعض السيدات ما بين عشر إلى خمس عشرة سنة وليس من المحتم أن تعاني المرأة من كافة الأعراض فقد لا تواجه الكثير من السيدات أكثر من عرض أو اثنين وتلك الأعراض تحدد بالتالي. لفحات الحرارة وهي أشد أعراض سن اليأس إزعاجاً للسيدات وتصيب 80% من النساء وتحدث عادة في السنة الأولى أو الثانية بعد انقطاع الدورة الشهرية وتقل تدريجياً وقد تمتد لدى بعض السيدات إلى عشر سنوات وتصف بعض السيدات هذه اللفحات الحارة وكأن هناك مدفأة مشتعلة بجوارهن وتبدأ الحرارة في الجزء العلوي من الجسم يعقب ذلك عرق غزير وتستمر الحالة لعدة ثوان أو دقائق وتتكرر تلك النوبات من مرة إلى أربعين نوبة في اليوم ويؤدي العلاج بهرمون الاستروجين إلى التخفيف من هذه اللفحات. ومن الأعراض الأخرى تخلخل العظام أو هشاشتها وهو نقص تدريجي في سمك العظام وهو من أخطر أعراض سن اليأس يحدث نتيجة فقدان كمية كبيرة من الكالسيوم وأهم وسائل الوقاية منه بالحصول على كميات كافية من الكالسيوم يومياً ولما كان هرمون الاستروجين هو العامل المساعد إلى تخزين الكالسيوم في الجسم فإن دخول المرأة لسن اليأس ونقصان هذا الهرمون لديها يجعلها بحاجة إلى 1500 مللجرام من الكالسيوم يومياً. وتكمن الأعراض الأخرى الطبيعي حدوثها بانقطاع الدورة الشهرية والتأثير على الجلد والشعر وتصلب الشرايين وأمراض القلب والتي كان يحمي المرأة منها هرمون الاستروجين. تجارب من الواقع أوضحت السيدة جميلة أمن تجربة مرحلة انقطاع الطمث مريرة جدا والسبب يكمن في الإحساس المستمر بأعراض الدورة الشهرية فيما يحدث معي من أعراض ليس بجديد ولكننا كنا نتحمله لفترة مؤقتة كل شهر مثل الإحساس بحرارة في الجسم دون التأثر بدرجة الحرارة الخارجية حتى في أكثرها برودة كما أن التغيرات النفسية نفسها ولكنها مستمرة وهنا تكمن الصعوبة فبعض السيدات وأنا منهن نعاني من تغيرات نفسية قوية تحكمها أسباب معينة لذلك نعمد لا إراديا لجلب المشاكل والتعاسة لانفسنا لذلك الجأ للانطواء أما الآن فلا أستطيع اعتزال الناس بشكل دائم ومع ذلك لا استمتع دائما باجتماعي بهم وعموما فإن مقاومة تلك الأعراض بالعلاجات الهرمونية ساعدني كثيرا ولكن له أيضا مساوئه فهناك شعور بالغثيان كما أن معدتي لا تتحمل بشكل دائم تلك العلاجات. أما السيدة أم عبد العزيز فتشير إلى أن أعراض سن اليأس بدأت معها قبل أكثر من ثلاث سنوات وهي بالفعل أعراض صعبة ومملة جدا ولكني مؤمنة بان الله هيأها بهذه الطريقة كي تؤهل المرأة لدخول هذه المرحلة دون وقع كبير عليها حيث تعيش المرأة مشاكل هذه المرحلة ولا يصبح لديها وقت للتفكير بتقدمها في العمر وعموما يكمن الفرق بين النساء بتخطيهن لمشاكل هذه المرحلة بقدرة كل واحدة على مواجهة تلك التغيرات النفسية بالإيمان والانشغال بالأعمال المطلوبة منها أما إذا كان لديها الكثير من وقت الفراغ فعليها الاتجاه للعمل في الأعمال الخيرية وغيرها حتى لا تبقى طويلا .. تفكر بمشكلتها وايجاد مشاكل غير موجودة أساسا توحيها لها الحالة النفسية غير المستقرة في هذه المرحلة. وتقول السيدة أم خالد : الحمد لله قرأت وعرفت عن الحالة التي قد أمر بها في يوم من الأيام واستطعت بالفعل مواجهتها بقوة حيث كانت البداية بالاتجاه للطبيب الذي أوضح لي الكثير وكيفية مقاومتها بالأدوية وتقوية النفس بعد ذلك حددت طريقة مقاومتي لها عن طريق الأغذية والأعشاب الصحية وبالفعل لم اشعر بالكثير مما قيل عن هذه المرحلة لذا أنصح كافة السيدات بالاعتماد على المشروبات العشبية والأغذية الصحيحة حتى قبل الدخول لهذه المرحلة ولا اعتقد ان هناك سيدة ليس لديها معرفة بكل تلك الأعشاب التي تفيد السيدات حتى أني تخطيت مشاكل هذه المرحلة دون الاعتماد الفعلي على الأدوية التي ذكرها لي الطبيب. أما السيدة سارة فقد تخطت هذه المرحلة كما تقول : دون الإحساس بما قيل عن صعوبتها مثل لفحات الحرارة والتغيرات النفسية واعتقد أن السبب يكمن في الوراثة فليست كل سيدة تواجه مثل تلك الصعوبات لذلك لا يجب تضخيم الأمر بما يقال وعلى كل سيدة أن تراجع تاريخها الوراثي مع أمها وجداتها لمعرفة ما قد تواجهه. من جهة أخرى اثبت الباحثون في الولاياتالمتحدةالأمريكية وجود علاقة مباشرة بين التدخين وسن اليأس حيث أن المدخنات يدخلن سن اليأس في وقت مبكر عن غيرهن من النساء غير مدخنات ويعزى السبب في ذلك الى تأثير التدخين على الهرمونات. التغيرات النفسية أكد الدكتور سليمان العودة استشاري الأمراض النساء والولادة في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر أستاذ امراض النساء والولادة بجامعة الملك فيصل بالدمام. على أن هناك مجموعة متنوعة من الأعراض النفسية التي تصاحب سن اليأس من المحيض لدى المرأة ولا يسلم منها إلا القليل من النساء ويختلف نوع وشدة تلك الأعراض من امرأة إلى أخرى وكثير منها مجرد أعراض مؤقتة وأكثرها شيوعا القلق النفسي والتفكير الدائم بفقدان المرأة لجاذبيتها وشبابها يتولد الخوف من البدانة وتسيطر عليها أوهام الإحساس بزوال أهميتها وينعكس ذلك على تصرفاتها فتصبح عصبية سريعة الانفعال تغضب لأتفه الأسباب وتبكي دون مبرر وتفقد شهيتها للطعام وقد تصاب بالنسيان وعدم التركيز وقد تشتكي من التعب والصداع المستمر وتبدو عليها إمارات الحزن والأسى وقد تتطور بعض الحالات للإصابة بالاكتئاب . العلاج والخروج من هذه المرحلة النفسية الحرجة، حيث أكد الدكتور العودة إلى أن الغالبية العظمى من النساء يجتزن هذه المرحلة دون رواسب تذكر ودون الحاجة لعلاج وتكون المرأة هنا أحوج إلى من يفهمها ويساندها وهنا يأتي دور الزوج والأقارب في تشجيع المرأة على التكيف مع هذه المرحلة وقد تحتاج بعض النساء إلى بعض المسكنات ومهدئات الأعصاب أو مضادات الاكتئاب التي لابد هنا من استشارة الأخصائي النفسي لاستخدامها . العلاج بالهرمونات أشار الدكتور / سليمان العودة إلى أن المرأة قد تحتاج أحيانا إلى العلاج بهرمون الاستروجين لتعويض ما فقدته منه طبيعيا عند بلوغها سن اليأس حيث أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن الاستروجين يخفف كثيراً من لفحات الحرارة وتكرارها ويساعد على حماية المرأة من تخلخل العظام ولكن لابد من تناوله بمقادير مدروسة تحت إشراف طبي مستمر ويستخدم هذا الهرمون مع هرمون البروجسترون حيث يعتقد بعض الخبراء أن هذا الهرمون له دور في منع حدوث سرطان الرحم والثدي اللذين يزداد خطر الإصابة بهما عند تناول هرمون الاستروجين بمفرده . وأخيراً فقد توصل علماء التغذية مؤخراً إلى أن تعاطي هرمونات الاستروجين لسنوات طويلة خاصة المصنعة كيميائيا قد يسبب مضاعفات أخرى للمرأة ومن أخطرها الإصابة بسرطان الثدي وعليه يشير خبراء التغذية أنه لابد من التحول إلى استخدام هرمون الاستروجين والمصنع من الصويا وهذه متوفرة في المحلات المتخصصة . مفاهيم خاطئة روجت حوله