أدت بعض العادات الغذائية السيئة والاعتماد على الوجبات السريعة والأطعمة الجاهزة الغنية بالشحوم والدهون في ظل عدم تناول الخضروات الطازجة والفواكه وعدم ممارسة الرياضة والخمول والكسل والسهر، إلى ظهور بعض الأمراض لدى الجيل الحالي من النساء لم تكن موجودة في جيل الأمهات والجدات كهشاشة العظام وسرطان الثدي والأورام، فيما أدت مرحلة ما بعد الأربعين لدى السيدات إلى تغيرات في الهرمونات نتيجة تبدلات في أداء المبيضين فتبدأ الحاجة لأخذ الهرمونات التعويضية لسد قصور الهرمونات الأساسية. الهرمونات التعويضية «عكاظ» رصدت العديد من هذه الحالات وعرضتها على نخبة من الإخصائيين: كانت فاطمة وهي امرأة في الخامسة والأربعين من عمرها في قمة نشاطها وحيويتها ولكن بسبب تدهور حالتها الصحية تقاعدت مبكرا؛ لأنها لم تعد كما كانت في شبابها سابقا ولكنها تعتقد في ذات الوقت أن استخدامها للهرمونات التعويضية بدون استشارة الطبيب كان سببا في إصابتها بالأورام الليفية في الرحم. ولم تكن سلوى تعلم بأنها مصابة بهشاشة العظام بعد سن اليأس، فيما كانت أيضا تستخدم الهرمونات التعويضة بدون استشارة الطبيب. و«أم أحمد» التي أصيبت بورم ليفي في الرحم لم تكن هي الأخرى تعرف إصابتها بالمرض إلا بعد أن حصل لها نزيف حاد وبعد إجراء الفحوصات تأكدت أن لديها ورما ليفيا. وكانت زكية التي بلغت الخمسين من عمرها تعاني من أعراض سن اليأس، مثل النوبات الحرارية وعدم المقدرة على النوم والقلق المستمر وفقدان الرغبة، وعند تشخيص حالتها قال لها الدكتور إن هذه الأعراض بسبب نقص الأستروجين في الجسم. استشارة الطبيب إلى ذلك، يؤكد البروفيسور حسن جمال أخصائي أمراض النساء والولادة أهمية أخذ هذه الهرمونات باستشارة طبيب مختص وتحت إشرافه، والاستمرار في مراجعة الطبيب مراجعة مستمرة إلى أن يحدد الطبيب متى يتم إيقاف استخدامها ومتى الرجوع إليها، مضيفا أن الهرمونات البديلة ليس لها حد معين في استخدامها بحسب احتياج المريض لهذه الهرمونات، وهذا الاحتياج يختلف من شخص لآخر بحسب الحالة التي يحددها الطبيب المختص فقط، مشيرا أن ارتفاع نسبة هشاشة العظام في عمر مبكر قد يصل إلى 35 في المائة تقريبا، كاستخدام حبوب منع الحمل وهي تعتبر من الهرمونات التي لابد من المتابعة المستمرة لها مع الطبيب والكشف على الحالة الصحية للمرأة لتجنب حدوث أي آثار جانبية أو مضاعفات، موضحا أن كثيرا من السيدات لا يعلمن أن لديهن ورما ليفيا في الرحم وهن يستخدمن الهرمونات التعويضية فتسبب لهن ازدياد حجم هذا الورم، لافتا أن سن اليأس لا تحدده المرأة بنفسها وإنما يجب أن تتأكد من الطبيب أنها وصلت لهذه المرحلة فلربما لا تكون قد وصلت سن اليأس وإنما بعض الضغوط النفسية تؤدي إلى انقطاع الطمث لفترة طويلة وتحسب المرأة حينها أنها وصلت إلى سن اليأس، ولذلك يجب على السيدة التي تصل إلى عمر الأربعين مراجعة المختص وباستمرار لتفادي حدوث أي مضاعفات وللمحافظة على نفسها حتى ولو لم تكن تعاني من مشاكل صحية. عوامل بيئية ووراثية ومن جانبه أكد رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في مستشفى الملك فهد بجدة الدكتور سقاف السقاف، أن الشيخوخة أمر طبيعي للإنسان وخاصة في المراحل المتقدمة من عمره، أما للنساء ففي مرحلة ما بعد انقطاع الطمث بشكل عام أو ما بعد وصول المرأة إلى سن الستين فما فوق، مشيرا أن للشيخوخة عوامل بيئية ووراثية، فمثلا شخص عمره 80 عاما في كامل قواه العقلية وشخص عمره 50 عاما ومصاب بالشيخوخة وهذا يرجع إلى العوامل البيئية المحيطة أو العوامل الوراثية. سن اليأس ولفت رئيس قسم النساء والولادة بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز البروفسور حسان صلاح عبدالجبار، أن الهرمونات التعويضية في الماضي كانت تعطى لجميع النساء بعد سن معينة وهي سن انقطاع الطمث أو سن النضج والبعض يقول عنه سن اليأس، موضحا أنه بعد العام 2005م بينت نتائج بعض الأبحاث أن هذه الهرمونات التعويضية شبح تخافه النساء؛ ذلك أنه بعد مراجعة النتائج وتحليلها تحليلا منطقيا كانت هناك توصية تنص على أن الهرمونات التعويضية تعطى للنساء اللائي يعانين من أعراض نقص الهرمون النسائي، مثل الهبات الحرارية والاكتئاب وهشاشة العظام وغير ذلك، ويجب أن يعطى الهرمون بجرعة صغيرة ويصاحبه هرمون البروجيتسرون والاستمرار فيه لأكثر من خمس سنوات، وقال: إن لهذه الهرمونات سلبيات وإيجابيات على الصحة العامة للمرأة على المدى البعيد فالإيجابيات تتمثل في علاج جميع أعراض سن اليأس، إضافة إلى حماية العظام من الهشاشة والكسور وأمراض القلب والنضارة والشباب وعدم الشعور بالكسل والخمول، فيما تتمثل السلبيات في زيادة الوزن وأمراض سرطان الثدي، وأن هناك بدائل طبيعية للنساء اللائي لا تتلاءم هذه الهرمونات معهن، مثل: فول الصويا وبذر الكتان، ناصحا النساء اللائي تجاوزن ويرغبن في المحافظة على حيويتهن وشبابهن بالغذاء الصحي المحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات ومنتجات الحليب والإكثار من شرب الماء والتمرينات الرياضية والاهتمام بالجلد والتقليل من شرب القهوة والشاي والإقلاع عن التدخين وأخذ أقراص الكالسيوم، نافيا أن تكون الهرمونات وعمليات التجميل عوامل مساعدة على إخفاء معالم السن باستثناء بعض العمليات التي تساعد على شد الجلد وخاصة في الوجه، أما الهرمونات فليس لها أي فائدة على الجلد. هشاشة العظام وأكدت استشارية طب الأسرة الدكتورة نورة الحربي، أن الشيخوخة لدى النساء تكون بعد عمر ال 65 وسن اليأس لا يسمى سن الشيخوخة، فيما يختلف تحديد سن اليأس من امرأة لأخرى من 45 إلى 55 سنة تقريبا، مشيرة أن هذه الفترة هي أكثر الفترات لتعرض النساء للجلطات بسبب اختفاء الاستروجين وزيادة ما يسمى بالمرض الصامت وهو هشاشة العظام، كما أن هناك بعض الأعراض المختلفة عند وصول المرأة لسن اليأس كزيادة الكورسترول والضغط والسكر والاكتئاب، محذرة أن الدراسات أثبتت أن الهرمونات التعويضية لها مضار شديدة ولا تستخدم إلا في حالات الضرورة القصوى ولمدة ستة أشهر تحت إشراف الطبيب، ويمكن الاستغناء عن الهرمونات التعويضية واستبدالها بالفيتامينات حسب الحالة الصحية، ناصحة جميع النساء بالتغذية الصحية والمشي والرياضة المناسبة والتقليل من الملح وتزويد البروتاسيوم ومحاولة العيش حياة صحية متوازنة. السكر وآلام المفاصل وبدورها تؤكد أخصائي أول نساء وولادة بمستشفى الملك عبدالعزيز رئيسة مكافحة العدوى والنفايات الطبية والخطر الدكتورة عائشة متولي، أنه كلما تقدمت المرأة في العمر زادت نسبة إصابتها بالضغط والسكر وآلام المفاصل وتقلص الشرايين وأمراض القلب والكلى وتساقط الشعر؛ مرجعة أسباب ذلك إلى نقص هرمون الاستروجين بسبب انقطاع الطمث، مشيرة أن هناك أعراضا معينة يمكن عند حدوثها استخدام العلاج الهرموني، منها الاكتئاب العصبي والتعرق، محذرة من استخدام هذا العلاج لأنه قد يسبب أوراما في عنق الرحم.