ان لهرمون الانوثة الأستروجين أثرا بالغا على مختلف أجهزة الجسم، ابتداء من التغيرات التي تظهر على الشكل الخارجي للفتاة عند البلوغ، مثل: نمو الشعر، وتغير الصوت، ونمو الثدي وصولاً إلى داخل جسم الفتاة، ودوره في انتظام الدورة الشهرية. كما أن لهذا الهرمون دورا حيويا في سلامة أعضاء وأنسجة أخرى وأدائها لوظائفها، مثل: نسبة الدهون، ونضارة الجلد، وكثافة العظام. مع التقدم في العمر يقل إفراز هرمون الأستروجين في جسم المرأة إلى ان تصل إلى سن انقطاع الطمث أو ما يسمى بسن اليأس (يتراوح بين سن ال45-55 سنة)، مما يترتب عليه تأثيرات سلبية كثيرة على صحتها؛ منها القلق والأرق والشعور بالإحباط والوهن العام، كما تحدث نوبات أو هبات من السخونة والتعرّق. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد دلت بعض الدراسات الحديثة على امكانية وجود ارتباط بين نقص هرمون الأستروجين وحدوث تشوش ذهني أو مرض الخرف (الزهايمر) ويرتبط ايضا تناقص هرمون الاستروجين بضعف العظام وهشاشتها وربما ادى ذلك إلى كسور تلقائية في العمود الفقري أو الحوض. ونظراً لما لنقص هذا الهرمون من آثار بالغة فقد قام الاطباء بإعطاء هرمون الاستروجين للتعويض عن نقصه في الجسم في محاولة لعلاج الأعراض الناجمة عن نقصه مما يعرف بالهرمونات التعويضية. هل تعتبر الهرمونات التعويضية هامة لجميع السيدات؟ وهل توجد لها مضاعفات جانبية. تأتي اهمية الهرمونات التعويضية من الدراسات التي تشير إلى فوائدها في الحد من نسبة كسور العظام، والإقلال من نسبة الوفيات نتيجة جلطة بالمخ أو القلب بنسبة تصل إلى 50% وهناك العديد من الدراسات التي تفيد بتناقص عدد الوفيات لدى نساء سن اليأس وهن صغيرات السن اللواتي استخدمن الهرمونات التعويضية (الاستروجين) بالمقارنة مع سيدات سن اليأس الاكبر عمراً. واشارت الدراسات انه على الرغم من وجود مخاطر ارتفاع حالات سرطان الثدي والجلطات الرئوية إلا ان الفوائد تضمنت تناقص حالات جلطات القلب الشريانية المميتة وسرطان القولون وهشاشة العظام وكسور الحوض مما ادى إلى تناقص حالات الوفيات بالاضافة إلى تحسن كفاءة ونوعية صحة المرأة. ولا يزال موضوع استخدام الهرمونات التعويضية للسيدات في سن اليأس موضوع جدل كبير لعديد من الجمعيات الطبية المهتمة بهذا الموضوع وقد ابان تقرير حديث تم تقديمه في المؤتمر العالمي لسن اليأس الذي عقد مؤخرا في روما بايطاليا ان استخدام الهرمونات التعويضية في سن اليأس قد تكون آمنة وافادت الدراسة بانه يمكن أن يكون العلاج ببدائل الهرمون آمنا إذا ما توافق واحتياجات كل سيدة في مرحلة ما بعد انقطاع الحيض. واستنتج ان: «هناك أدلة مؤكدة أن السيدات (في أعمار بين 50 إلى 59 عاما) اللاتي يتمتعن بصحة جيدة، يستفدن جيدا من علاجات بدائل الهرمون». وقد تضيف هذه التوصيات إلى الجدل الذي بدأ عام 2002 في أعقاب تقرير دراسة (مبادرة صحة المرأة) والذي حذر من العلاج ببدائل الهرمون. وقد اشارت نتائج هذه الدراسة في ذلك الوقت أن تناول هرمونات الاستروجين والبروجستبرون لا يحمي القلب بل إن مضاره قد تفوق فوائده. إلا أنه عندما راجعت جمعية «سن اليأس» هذه الدراسة بنظرة متأنية خلصت إلى أن العلاج ببدائل الهرمون آمن بشكل عام لدى معظم السيدات اللاتي وصلن لسن اليأس (مرحلة انقطاع الحيض). فائدة العلاج التعويضي بالهرمونات للعظام مما لا شك فيه ان الهرمونات التعويضية تزيد من كثافة العظام وتقيها من الكسور بإذن الله إلا أنه وبسب الجدل القائم حول محصلة فوائدها ومضارها وفي ظل توفر بدائل أخرى لعلاج هشاشة العظام تذهب توصيات كثير من الجمعيات الطبية إلى عدم استخدام الهرمونات البديلة بغرض علاج هشاشة العظام إلا أنه عندما يكون الهدف من العلاج استدراك اعراض سن اليأس الأخرى كالهبات الساخنة والحالة النفسية للمرأة.. وغيرها فلا بأس من تناول الهرمونات بإشراف طبي دقيق ومتابعة دورية لصيقة للتعرف على ماقد ينشأ من مضاعفات وتجنب مخاطرها. * قسم طب العائلة