الفنان المسرحي احمد الشرقي يعد واحداً من أقدم المسرحيين في المنطقة الشرقية.. استطاع أن يحتل مكانة على خارطة المسرح بالمنطقة، فكان من الفنانين الذين اكتسبوا احترام الجميع، من خلال التزامه واحترامه.. الخجل عنوانه الأبرز.. أصبح قدوة لكل المسرحيين بالمنطقة، برصيد فني يتجاوز 30 مسرحية.. التقينا به، فكان هذا الحوار: حي الأدباء والمثقفين @ في البداية حدثنا عن حياتك الشخصية؟ ولدت في حي الرفعة بالهفوف، عام 1370ه، والرفعة أحد الأحياء العريقة والمعروفة هناك, حيث يحظى باهتمام كبير من الأدباء والمثقفين على وجه العموم، لما عرف عنه من تاريخه الطويل. @ كم عدد أولادك؟ لدي من الأبناء عبد الله، و4 بنات، ولله الحمد. اليتم والدراسة @ وماذا عنك أنت؟ ولدت يتيم الأب، حيث توفي والدي وعمري اقل من سنة، وقد عمل أخي (علي) على إعالتنا، وكان بحق (رحمه الله) نعم الأخ والأب، حيث كان نبع حنان، فجزاه الله عني خير الجزاء. @ من ناحية الدراسة، هل منعك عدم وجود الأب من دخول المدرسة؟ على العكس من ذلك، فلقد كان أخي يشجعني على الدراسة، وبالفعل أكملت دراستي حتى الصف الثالث الابتدائي، بعدها توقفت عن الدراسة، وفضلت العمل، بسبب عدم وجود الرغبة لدي في إكمال الدراسة، وكان عمري وقتها 18 سنة. عامل بناء @ وماذا فعلت بعدها؟ حاولت البحث عن عمل، ففضلت العمل مع أخي علي، وكان يعمل مقاولاً، وله خبرته في هذا المجال، وكان عمري حينها 19 سنة. @ وماذا عن الأجر؟ أتذكر أن العامل الواحد كان يعمل من الصباح الباكر وحتى المغرب دون توقف، بأجر قيمته 10 ريالات فقط. مساح في البلدية @ وهل أكملت المسيرة في هذا المجال؟ لا، فلقد أشار علي أخي الأصغر عبد العزيز (رحمه الله)، بالعمل في البلدية، وبالفعل عملت في البلدية بوظيفة مساح، براتب 180 ريالاً شهرياً، وكان هذا الراتب مناسباً في ذاك الوقت. @ ومن هم زملاؤك في العمل في ذلك الوقت؟ أتذكر منهم محمد الزامل, عبد الرحمن الخوفي, صالح الزامل, صالح الهودار وراشد الغنام. ضياع معاملة @ من خلال عملك في البلدية هل تتذكر أصعب موقف واجهك؟ هناك العديد من المواقف الصعبة، ولكن هناك موقفا لا أنساه، وهو أن إحدى المعاملات الكبيرة قد ضاعت، فبحثت عنها في كل مكان، ولكنني لم أجدها، حينها لم تر عيني النوم، وفي الصباح الباكر دعوت الله سبحانه أن يفرج همي، وبالفعل وجدت المعاملة في قسم التخطيط. نادي الجيل والديكور @ بعيداً عن البلدية، نتكلم عن المسرح.. كيف أصبحت عضواً في جمعية الثقافة والفنون بالأحساء وفناناً معروفاً؟ البداية كانت من خلال نادى الجيل الرياضي، حيث كانت لدي اهتمامات رياضية، من خلال لعب كرة القدم واليد وألعاب القوى. @ ومن كان مدير النادي في ذلك الوقت؟ صالح الظفر والمهندس سالم الوزق. المريخي أدخلني المسرح @ وكيف دخلت مجال المسرح؟ لي اهتمامات بالديكور، وأمور كثيرة تخص المسرح في أكثر من مسرحية، وكان المسرح يلعب دوراً كبيراً في ذاك الوقت، والقائم عليها آنذاك كان الأخ عبدالرحمن المريخي ويوسف الخميس. وقد عرض علي المريخي حينها العمل في مسرحية (الشياطين)، من تأليف صقر عبدالمحسن وإخراج عبد الرحمن المريخي، لتتوالى بعدها الأعمال المسرحية. @ من من المخرجين الذين تعاملت معهم؟ أتذكر منهم المخرج المسرحي يوسف الخميس، إبراهيم الخميس، عبدالرحمن الحمد، وعلي الغوينم وغيرهم. @ وما الأدوار التي تعشقها؟ هناك العديد من الأدوار التي مثلتها، منها الأعمى والنخلاوي وغيرهما. 30 مسرحية @ وما عدد المسرحيات التي شاركت بها؟ ربما تصل إلى 30 مسرحية، ولقد حصلت على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية. @ وما هذه المشاركات؟ أتذكر أنني شاركت في مهرجان الجنادرية من الخامس وحتى الخامس عشر، وكذلك في مهرجان الرئاسة العامة للفنون المسرحية بالرياض من سنة 1396ه وحتى 1402ه، ومهرجان الألعاب الشعبية في أعوام 1415،1416،1417ه. ومهرجان هجر الثقافي الثاني وغيرها. @ سمعنا أنك هجرت المسرح؟ هذا الأمر بعيد كل البعد عن الواقع، فمازلت أعمل مع الإخوة المسرحيين في الكثير من الأمور التي تخص المسرح. المسرح أبكاني وأحرجني @ ماذا عن مشاركتك في سلطنة عمان؟ يعتبر هذا يوماً أسود، وذلك عندما لم أشارك في المهرجان المسرحي في سلطنة عمان، ووصل بي الحد إلى البكاء. @ ولماذا بكيت؟ كان هذا الحزن لحبي الشديد للمسرح. @ وما الأسباب في عدم مشاركتك؟ تعود إلى أمور كثيرة، منها رؤية المخرج ووجهة نظره. @ وما المواقف التي حدثت معك خلال أدائك الأدوار؟ أتذكر انه في إحدى المرات وقفت بجانب الفنان الرائع صلاح بودي، وكان ذلك في أبها، وقلت له كلمة (أشطوله)، فدخل في موجة عارمة من الضحك، ولم يتوقف، وكان ذلك موقفاً محرجاً بالنسبة لي أمام الجمهور. العلاقة مع الخميس @ ما سر العلاقة الوطيدة بينك وبين الخميس؟ هي علاقة وطيدة منذ زمن بعيد، حيث ان يوسف الخميس بالنسبة لي اكثر من أخ، والجميع يقدره، لأنه يحمل قلباً يتسع للجميع. @ ألا تعتقد أن حقك مهضوم إعلامياً، بالرغم من مشوارك الطويل في هذا المجال؟ نظر إلى بابتسامة، وقال: عندما دخلت المسرح لم أضع الإعلام في حسابي البتة، ولكنني كنت أبحث عن شيء في نفسي، فالجمعية أعطتني الكثير، وبالأخص مجموعة من الاخوة الفنانين منهم سامي الجمعان، عبدالله التركي ونوح الجمعان وغيرهم الكثير. الضيف مع أولاده