بينما توعد حزب الله اللبناني بأسر جنود اسرائيليين جدد اذا لم تتم تسوية قضية المعتقلين اللبنانيين لدى اسرائيل، أعلنت سوريا أن هذا الحزب مسألة لبنانية والتعرض له أمريكيا سيفتح الباب لاسرائيل لتستأنف العدوان. وأعلن الامين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله امام حشد من انصاره في قرية جبشيت في جنوبلبنان: سنعطي فرصة اخيرة للمفاوضات حول التبادل واذا لم نصل الى نتيجة سنعتبر ان العدد الذي لدينا غير كاف وسنعمل ليلا ونهارا لزيادة هذا العدد بأسر عدد آخر من الاسرائيليين. ودعا المانيا الى استئناف وساطتها في هذا الملف في اقرب وقت ممكن. وقال: ندعو الوسيط الالماني الى تحريك وساطته في اقرب وقت. وكان نصر الله يتحدث بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لاختطاف اسرائيل الشيخ عبد الكريم عبيد احد قيادي حزب الله على أيدي فريق كوماندوس اسرائيلي في 28 تموز / يوليو 1989 من قريته جبشيت ولا يزال شمعتقلا، وقد قدمته سلطات الاحتلال الاسرائيلية على انه المسؤول العسكري لحزب الله في الجنوباللبناني. وقبل ساعات من تصريحات نصر الله، أعلن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع أن حزب الله الذي تصنفه الولاياتالمتحدة في لائحة الارهاب وتطالب بتفكيكه، مسألة لبنانية، محذرا أن تفكيكه قبل إحلال السلام سيفتح الباب لتدخل اسرائيلي وما يتبع ذلك من ايقاظ غرائز الطائفية. وأعلن الشرع للصحفيين في دمشق: نحن نتعرض لضغوط خارجية كبيرة جدا، في إشارة الى الضغوط الأمريكية. يجدر بالذكر أنه منذ انتهاء الحرب على العراق زادت واشنطن ضغوطها على دمشق. ووصف المسؤولون الامريكيون وجود نحو 20 الف جندي سوري في لبنان بانه احتلال. وقامت سوريا اخيرا بانسحاب عسكري جزئي من لبنان الرابع في اقل من ثلاث سنوات. وأضاف الشرع: إن الادارة الامريكية الحالية استثنائية، ربما جاءت ادارات في السابق شبيهة لكن ليس على هذا المستوى العالي من العنف والحماقة، يوجد خلاف بين المعتدلين والصقور الذين يريدون ان يبقى السيف مسلطا فوق رقاب السوريين. وعن قانون محاسبة سوريا الأمريكي، قال وزير الخارجية السوري: إذا صدر هذا المشروع فلن نصاب بالاحباط ولن نبكي، هذا لا يعني اننا نشجع الولاياتالمتحدة، لكن المتضرر الاساسي هو الولاياتالمتحدة والشركات الامريكية خصوصا النفطية منها التي تستثمر في سوريا. يذكر أنه في الاشهر الاخيرة تم توقيع عقود لاستكشاف النفط بين سوريا وشركات نفطية امريكية بينها ديفون انيرجي وغالف ساندز بتروليوم رغم اطلاق حملة امريكية معادية لسوريا منتصف نيسان / ابريل. وأكد الشرع ان اسرائيل تلعب دورا كبيرا وراء مثل هذه القرارات في الشرق الاوسط. واضاف ان امريكا هي التي لا تريد ان تكون على علاقة طيبة مع سوريا بسبب ضغط اسرائيل على الادارة الامريكية. واعتبر أن معظم اركان الادارة الامريكية يخافون من اسرائيل، متهما الولاياتالمتحدة بانها لا تفي بوعودها وبانتهاج سياسة منحازة الى حد كبير لاسرائيل. واشار الى وعد قطعه في الماضي مسؤول كبير في الادارة الامريكية حول الانسحاب الاسرائيلي (من الجولان) حتى خط الرابع من حزيران 1967، وحول وعد من الادارة بأن امريكا لا توافق على ضم انش واحد من الجولان المحتل الى اسرائيل. وتساءل اين الوعود الان؟. يشار الى ان مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية مجمدة منذ كانون الثاني / يناير 2000 وتطالب دمشق بانسحاب اسرائيلي كامل من هضبة الجولان.