قد تنهي تهديدات دمشق وحليفها حزب الله اللبناني بتحويل هضبة الجولان إلى جبهة مقاومة ضد إسرائيل، هدوءا استمر قرابة أربعة عقود عبر خط وقف إطلاق النار الفاصل بين القوات الإسرائيلية والسورية. وحافظ الرئيس السوري بشار الأسد ومن قبله والده على هدوء خط الجبهة بين سوريا والجولان المحتلة برغم حالة الحرب رسميا بين البلدين وبرغم دعم سوريا للنشطاء في لبنان وقطاع غزة. غير أنه عقب الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل في مطلع هذا الأسبوع قرب دمشق، نقل عن الأسد قوله إنه سيحول الجولان إلى "جبهة مقاومة" وهو ما يشير إلى أنه ربما أعطى الضوء الأخضر لجماعات مسلحة لشن هجمات انتقامية. ووعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، عقب ذلك بدعم جهوده من أجل تحرير الجولان السوري. وقال محلل للشؤون العسكرية الإسرائيلية، إنه عندما قال الأسد هذا استقبل المسئولون الإسرائيليون ذلك بالسخرية، لكن عندما يوجه الأسد ونصر الله نفس التهديد، فينبغي أن يؤخذ على محمل الجد. وأضاف، يمكن أن يبدأ حزب الله، في العثور على موطئ قدم على الحدود السورية الإسرائيلية، التي تتسم بالفوضى في غياب حكومة مركزية في دمشق. وخاض حزب الله، حربا استمرت 34 يوما مع إسرائيل في عام 2006م، أطلق خلالها آلاف الصواريخ على شمال إسرائيل. وقال نصر الله إنه ردا على الغارة الجوية الإسرائيلية التي قالت مصادر بالمخابرات، إنها استهدفت أسلحة كانت متجهة لمقاتليه فإن سوريا ستزود الحزب بأسلحة أكثر تطورا. وقال عضو البرلمان السوري، شريف شحادة، إن سوريا وحزب الله، قادران على تدمير إسرائيل، وأضاف، إنه عندما يقول الأسد إن سوريا أصبحت أمة مقاومة فهو واثق مما يقوله. وعلاوة على حزب الله، لا يزال بإمكان الأسد الاعتماد على بعض الفصائل الفلسطينية المقيمة في سوريا، لشن هجمات على إسرائيل. وقالت جماعة تطلق على نفسها اسم حركة فلسطين الحرة، إن مقاتليها هاجموا موقع مراقبة إسرائيلي في الجولان، وقال الجيش الإسرائيلي، إنه ليس لديه علم بأي حادث. وأصبح الجانب السوري من الحدود، ساحة معارك بين قوات الأسد والمعارضة المسلحة الساعية للإطاحة به وتقع معارك أيضا داخل المنطقة الفاصلة الضيقة بين سوريا والجولان التي تراقبها الأممالمتحدة. وقال دبلوماسي غربي في بيروت، يراقب التطورات في منطقة الجولان، الوضع يزداد هشاشة. ويسبب تنامي قوة المقاتلين الجهاديين في صفوف المعارضة المسلحة صداعا في رأس إسرائيل التي تخشى أن يسيطر مقاتلو القاعدة للمرة الأولى على أراض قرب حدودها الشمالية.