العلاقة بين الملكية الفكرية والحرية في الاعلام معقدة ومتناقضة فالنظم السياسية تحدد شكل النظام الاعلامي لاي بلد فضلاً عن القيود الاقتصادية التي تعد الاساس لصناعة الاعلام وان كانت الملكية الفكرية لا تضمن حقوقا اوسع في الحرية.. هذا الموضوع الهام والشائك كان محور ندوة "الاعلام بين الملكية والحرية" التي استهلها حسن حامد رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون بكلمة اكد فيها على ان الدساتير الحديثة تكفل حرية التعبير لكن المشكلة تكمن في القيد فهناك القيد الاساسي وكذلك الاقتصادي فالحصول على رأس المال اساسي لصناعة الاعلام وفي حالة عدم توفير رأس المال يتم ذلك من خلال وسيلة اعلام جماهيرية تمولها الدولة حيث تتنوع اشكال النظم التي تدير اجهزة الاعلام بين دكتاتورية وليبرالية ونظم العالم الثالث التي تتطور بسرعة في اتجاه الحرية فالولايات المتحدةالامريكية تعد الاستثناء الوحيد في العالم التي لم يظهر بها اعلام حكومي وذلك بسبب وجود قانون حكومي يحظر وجود اعلام ملك الدولة فاعلامها موجه للخارج واغلبه ملكية خاصة باستثناء PBS ولذلك فالاعلام الامريكي سطحي ويعد اتفه اعلام عرفه البشر لانه قائم على الربح. ويضيف حامد: المهم وجود التعددية داخل الدولة الواحدة بين القنوات الحكومية والخاصة لضمان الحرية والمنافسة ويكفي ان امريكا تدعي دائماً انها بلد الحرية الديمقراطية لكن في حرب العراق ظهرت سياسة الصوت الواحد، فهناك امر بالغ الخطورة يتمثل في انني قد اكون صاحب رأس المال لكن من يدير المؤسسة الاعلامية يصبح المتحكم فيها وفي المادة الاعلامية المذاعة ولذلك تنبهت الصهيونية العالمية وتدخلت في تكوين الكوادر الاعلامية بتدخلهم في تعليم الاعلام في جامعة كاليفورنيا وكولومبيا بدءاً من الساعي وحتى رئيس الجامعة. ويستطرد حامد في حديثه قائلاً: كذلك يتحكم الغرب في تدفق المعلومات ولا يسمح بالتدفق المعاكس ورفض الغرب أي مسائل عند توازن تدفق المعلومات لذلك ادخلوا نظام الكابل ليتم المراقبة حتى بعد انتشار تكنولوجيا الاقمار الصناعية. بينما اشار ماجد صليحة إلى ان الملكية الفردية للاعلام لا توفر للفرد الصورة الكاملة للاعلام فهي تعبر عن آراء اصحابها والاعلام بصورته الحالية سواء الخاصة او الحكومية يخدم المشاهد والمستمع ومن المهم وجود الحكومة في الاعلام مضيفا ان هناك اكثر من 150 قناة فضائية عربية تستهدف المواطنين العرب ولعل لبنان اكبر مثال لذلك بعد ان اصدرت قانونا يسمح بعمل اذاعات خاصة. وذكر جمال العسيري الخبير الاعلامي بالبحرين ان الحرية اذا اقيمت بشكل اكبر لوسائل الاعلام لا بد ان يكون لذلك تأثيرات ايجابية على المجتمع وندعو كل الانظمة العربية على اطلاق حرية وسائل الاعلام حتى يتاح لها اكبر قدر من الموضوعية والفائدة. على جانب آخر اكد الدكتور حسن راتب رئيس قناة المحور ان ملكية الاعلام قيد عليه والدليل ان شعوب الغرب تتعاطف مع اسرائيل باعتبارها حملا وديعا مهددا من الذئاب العربية مشيرا الى ان العالم اقتنع بان الشعب العراقي صاحب حضارة ما بين النهرين مجموعة ليس من الغوغاء يتسابقون لسرقة مخزن اطارات وأتى ذلك من جراء كسر القيد مستدركا نحن بحاجة لزيادة عدد منابر الملكية الخاصة. ويرى الدكتور سامي عبد العزيز استاذ العلاقات العامة بكلية الاعلام جامعة القاهرة أن المفهوم الكلاسيكي لحرية الاعلام في الحصول على المعلومات ونشر الافكار دون قيد قد تغير نتيجة التغيرات التكنولوجية واصبح مفهوم الرقابة المسبق هو الذي يحدد شكل الاعلام. أما الدكتور حسن عماد مكاوي وكيل الاكاديمية الدولية لعلوم اعلام الندوة فيقول: أما أحدث مصطلح العولمة علاقات متشابكة بين كل الانظمة سواء اقتصادية او سياسية او اعلامية بالكل يعمل في اطار حدود معينة وهذه الظاهرة ادت إلى اعادة تشكيل النظام الاعلامي العالمي وتزايد الاتجاه نحو الاعلام المتخصص. حسن حامد