الرجل الذي يحتفي به المحافظون وينتقده الليبراليون بول وولفويتس ويوصف بالمهندس الذي أعد لحرب الخليج الثانية، تراه في درجة الحرارة الملتهبة بسترته الزرقاء ورابطة عنقه الحمراء في ما يزيد على 115 درجة حرارية ممتدة إلى ما وراء الأفق 0 وستعرف إنه ليس هناك مكان آخر في العالم يمكن لوولفويتس ان يكون متواجد فيه ، لقد حلقنا بالهيليكوبتر مسافة 100 ميل شمال شرق البصرة وانحدرنا نحو جهنم التي صنعها رجل في الجزء الشرقي من هذا المكان والتى كانت ذات مرة من أكثر الأراضي العراقية خصوبة 00 هذه المنطقة اليوم صحراء مالحة نتيجة غضب صدام من نصف مليون شخص0 السبب انه لأكثر من عقد كامل يفرغ الطاغية المستبد العراقي المياه من أراضيهم ، ان حملاته للإبادة الجماعية كانت سببا أكبر للدمار أكثر حتى من حروبه المسلسلة على الأكراد في شمال العراق ، والتي قدرت خسائرها ب 300 ألف قتيل وعلى رأس قائمة زيارة وولفويتس لبغداد أن يلقي الضوء على ضحايا صدام وان يزور المقابر الجماعية في معقل الشيعة والأكراد ويتكلم في كل موقع وينتقد بوضوح جرائم حزب البعث الحاكم ضد الانسانية ، وقد تساءلت مؤخرا إذا ما كان وولفويتس قلقا 00 إنه يمعن النظر في الماضي بينما تحتاج العراق لتأمين المستقبل ؟ هل يبحث في وحشية السلطة القديمة في العراق بينما يحتاج الأمر لتحديد المشاكل الجديدة للعراق المحرر ؟. يرى وولفويتس إنه بحكم معرفته كخبير للعلاقات الدولية أصبحت لديه حالة من الحنق تجاه الاحتياجات والامكانات المتاحة للتغيير في العراق والعالم العربي ، وقال: ان الرغبة تتجه الآن بشكل أكبر فى سياسة إدارة بوش التي لتعد نحو شرق أوسط اعظم ، ويقول المفكر ذو ال 59 عاما إنه امر مهم أن تحصل على شهادات وادلة مباشرة من المصادر عن الاشياء التي طالما قرأت عنها في الكتب ولقد لاحظت عن هذا الجزء في التاريخ الذي يسيطر عليه التدمير والإبادة والخوف بل والارتعاد من النظام القديم مازال حيا ومسيطرا في عقول الكثير من العراقيين ، ويجب علينا ان نكون مدركين لان هذه الأشياء قد تعود للظهور وتؤثر في الحاضر ، إذا لم نتواصل معهم في هذا الجزءمن تاريخهم. ويواصل ولفويتس: إنني أدافع عن التفاؤل ولكن ليس التفاؤل المفرط إن هنا بشرا قادرون على تغيير حياتهم مما قد يغير المنطقة كلها 00 لقد بدا وولفويتس في ذلك عام 1979 عندما كان محللا سياسيا ناشئا في البنتاجون وقال وقتها: ان العراق هي منطقة التحديات للولايات المتحدة وكان ذلك عندما سخر الآخرون من الفكرة 0 ويقول لابد ان نبتهج لان هؤلاء الناس أحرار الآن، وإنهم مع ذلك يذكرون كم عانوا ، وكيف كانت معاناتهم الشديدة أمرا ضروريا، وأكد على ان نهاية حرب الخليج عام 1991 في ادارة بوش الأب كانت سابقة لأوانها ، وعلى الأقل مازالت هناك حضارة عربية العراقيون قادرون على حمايتها الآن دون ان يضطروا للانتظار 12 عاما اخرى. إن من ينتقدونه يطلقون عليه اسم ووليفونتس العرب ، ولكن مثل هذا النقد يجهل مدى عمق تفكير وولفويتس ومدى اهتمامه بالمجتمعات العربية وايمانه بانها قادرة على اعادة تشكيل نفسها خاصة إذا تلقت تشجيعا من الخارج ، وقال انه من المهم جدا والضروري للعراقيين أن يروا ما يستطيع العرب فعله عندما يعيشون في حريه يجب ان ينتهي جدل ما اذا كانت هذه الحرب ضد العراق أم حرب للعراق ، لاإنها طبعا حرب للعراق. الواشنطن بوست جيم هوجلاند