اعتاد ابراهيم عبدالله ان يغادر وعائلته المكونة من ثلاثة ابناء الدوحة في الصيف لمدة لاتتجاوز اربعة اسابيع بغرض الاستجمام وهروبا من الحرارة المرتفعة. فالقطريون كغيرهم من مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يتركون المنطقة بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي قد تتجاوز احيانا 50 درجة مئوية ويتوجهون الى احدى المناطق السياحية. وتظهر الاحصائيات ان 80 في المئة من الحركة السياحية في الخليج هي تلك السياحة الخارجة من المنطقة الى وجهات سياحية اخرى وتحديدا في فصل الصيف ويرى البعض ان السياحة في المنطقة تكاد تنعدم بسبب حرارة الصيف. وقال عبدالله الذي يعمل في وزارة التربية والتعليم انه لا يستطيع وعائلته تحمل درجة الحرارة المرتفعة خلال الصيف لذا يغادرون الدوحة مضيفا ان معدل انفاقه في الرحلة السياحية الدولية لا يتجاوز ثمانية آلاف دولار امريكي اي ما يعادل 30 الف ريال قطري . وطبقا لدراسة اقتصادية اجرتها مؤسسة (أي بي كي) وهي مؤسسة دولية تعنى بالشؤون السياحية فقد بلغ انفاق مواطني دول مجلس التعاون الخليجي في السياحة الخارجية ما يعادل 27 مليار دولار امريكي في سنة 2000. وقالت الدراسة ان متوسط انفاق الفرد الخليجي في سفرته الخارجية بلغ في تلك السنة ما قيمته 1814 دولارا امريكيا اما عدد الرحلات التي قام بها الخليجيون خلال عام 2000 فبلغ اكثر من ثمانية ملايين رحلة. والى جانب الاستجمام فان هناك اهدافا اخرى في السفر لدى السائح القطري والخليجي وتتمثل في زيارة الاصدقاء والاهل والتسوق وسياحة الاعمال واقامة المؤتمرات والمعارض لكن سياحة الاستجمام والنقاهة تتم في الصيف بينما الانماط الاخرى في السياحة تتم غالبا في الشتاء. وقال باحث في الشؤون السياحية انه في احدى السنوات اقيم في مختلف دول الخليج 352 معرضا عقد نصفها في الربع الاخير في السنة بينما لم يعقد اي معرض في شهري يوليو واغسطس. وكان القطريون كما الخليجيين في السنوات الماضية يفضلون ان يقضوا فصل الصيف في الولاياتالمتحدة او الدول الاوروبية كاليونان وتركيا واسبانيا والمملكة المتحدة لكن الظروف الدولية خاصة بعد هجوم الحادي عشر من سبتمبر جعلتهم يغيرون وجهتم الى السياحة في الدول العربية والخليجية او حتى السياحة الداخلية. ويقول المراقبون ان الاردن وحدها استقبلت نحو مليون سائح من الخليجيين عام 2002 ومن المتوقع ان يزورها حتى نهاية هذه السنة قرابة 2ر1 مليون سائح خليجي. وتعد الاردن وسوريا ومصر وتونس والمغرب ولبنان وجهات سياحية متميزة للقادمين من قطر وبقية دول مجلس التعاون الخليجي لما تتمتع به هذه الدول من تنوع في المقومات السياحية التي تجتذب السياح ليس من منطقة الخليج فقط بل من مختلف انحاء العالم. وهذه الدول تمتاز بمناخ صيفي معتدل ومناظر طبيعية خلابة واماكن وآثار تاريخية عديدة وشواطىء ساحلية جميلة اضافة الى المنتجعات والفنادق الراقية والخدمات السياحية المتنوعة. وعلى الجانب الآخر ازدهرت السياحة الداخلية في قطر ودول الخليج الاخرى وبالتالي لم تعد حركة السياحة القطرية تتركز على السياحة الخارجية انما ايضا على السياحة الداخلية اضافة الى السياحة البينية مع دول الخليج. وقال محمود صالح العبدالله وهو موظف بوزارة الشؤون البلدية والزراعة انه اعتاد على ان يقضي اجازة الصيف في الدول الخليجية مؤخرا مضيفا ان هذه الدول تمتلك مقومات سياحية هائلة تمكنها ان تكون احدى اهم مناطق الجذب السياحي. وذكر العبدالله انه لمس تغيرا في وجهة السائح القطري من البلاد الغربية الى الدول العربية والخليجية قائلا في السابق كان القطريون يعشقون الذهاب الى لندن والدول الغربية والآف فهم يعشقون الذهاب الى القاهرة او بيروت او غيرهما من المدن العربية الجميلة.