ما ان تضع قدماك احد الشوارع الرئيسة في مدينة الدمام اوغيرها من مدن وقرى وهجر المنطقة الشرقية, الا وبدت ارصفتها مرصوفة ببضائع وسلعة غذائية متراصة, ومجموعة من المتسوقين يفاضلون في اسعارها, وسط زحام يؤكد عدم وجود رقابة من قبل الجهات الرسمية. واصبحت ظاهرة الباعة الجائلين الشغل الشاغل للامانات وبلديات المناطق في مختلف مناطق المملكة, ورغم ان تلك الجهات جندت فرقها التفتيشية لمصادرة مايعرض على الارصفة من سلع تجارية تشمل, الاغذية, الادوات الكهربائية, الالكترونية, العطورات, الملابس, الاحذية, اكسسورات الجوالات, ومطاردة من يقومون بترويج تلك السلع على المارة والمتسوقين, بعد ان لاقت تلك المعروضات اقبالا كبيرا من قبل العمالة الوافدة. وقد اخذت ظاهرة الباعة الجائلين في التزايد في الاماكن المزدحمة وامام المساجد الى تذمر الكثير من اصحاب المحلات التجارية على اختلاف سلعهم التي يقومون بتسويقها. واوضح انور جمعة الصالح احد اصحاب محلات بيع الخضار في الدمام ان البائعة الجائلين اثروا على عملية البيع والشراء بشكل ملحوظ في الاونة الاخيرة بسبب احجام المواطنين عن المحلات التجارية والاقبال على السلع التي تعرض على الارصفة, بسبب انخفاض اسعارها. مما يدفع اصحاب المحلات الى التخلص من بعض الخضروات والفواكه المكدسة في محلاتهم نتيجة عدم صلاحيتها للاستهلاك الادمي, بعد تخزينها لفترات طويلة دون ترويجها بسبب قلة المتسوقين, واقبالهم على سلع الارصفة, رغم جهلهم بمصدر تلك السلع التي يقوم ببيعها الباعة. واضاف الصالح انه في بعض الاحيان يقوم بدفع رواتب الموظفين لديه ومصاريف الكهرباء والهاتف والماء دون تحقيق اية عوائد ربحية, في حين ان الباعة الجائلين لاتكون لديهم اية التزامات مالية سوى قيمة البضاعة التي يقومون بتسويقها. ويقول محسن بن محمد مواطن انه يحبذ الشراء من الباعة الجائلين لانخفاض اسعارهم وتواجدهم على الطريق المؤدي الى منزله, في حين يرى ابو صالح مواطنا اخر انه من الصعب تصديق هؤلاء الباعة لمخالفتهم الصريحة للانظمة والقوانين المعمول بها في المملكة. لاسيما ان البعض منهم يقوم بعرض سلع غذائية تحت اشعة الشمس والهواء الطلق مما يعرضها للاتربة وادخنة عوادم السيارات, مما قد تتسبب في حدوث اثار صحية سلبية على المستهلك. ويقول يوسف بن علي بائع جائل ان ما يتم عرضه من سلع من قبل كثير من الباعة الجائلين تعتبر جيدة وتفي بالغرض المطلوب وفقا عن تناسب اسعارها مقارنة بسعرها في محلات تجارية اخرى, وان ما يتم عرضه من سلع تعد معروفة المصدر, وان المتسوق قبل الشراء يتفحص ما يرغب في شرائه, ويتأكد من جودتها ومصدر صناعها, ليجد امامه الخيار مفتوح لاقتناء حاجته, مشيرا الى ان ما يروج من قبل الباعة الجائلين ماهو الا عبارة سلع يتم شراؤها من محلات التجارية تقوم بعمليات تصفية شاملة لبضائعها. وهذا سر انخفاض اسعارها عندما تروج من قبل الباعة الجائلين. من جهتها, افادت امانة مدينة الدمام ان عملية المتابعة الميدانية للباعة المتجولين تقع ضمن الاعمال المناطة بالبلديات حيث تبذل جهودا كبيرة لمتابعة ظاهرة الباعة المتجولين والعمل على القضاء عليها في حدود الامكانيات البشرية ووسائل النقل المتوافرة لدى كل بلدية من مناطق الشرقية, مشيرة الى انه تم تنظيم حملة مصادرة في الفترة المسائية حتى تتمكن البلدية من خلالها معالجة العديد من المخالفات ومن ضمنها مخالفة الباعة الجائلين وذلك بالتنسيق مع الجهات الامنية في بعض الاحيان. واضافت الامانة ان هناك العديد من الخطط للقضاء على هذه الظاهرة.