مع إطلالة الشهر الفضيل تنتشر البسطات العشوائية الرمضانية في جدة لبيع المعجنات والخضروات والعصائر ويغلب عليها طابع العشوائية دون ادنى اهتمام بالنظافة ومع ذلك يقبل عليها الأهالي، ورغم أن أصحابها يدافعون عن أنفسهم ويقولون إنهم ملتزمون بتوفير اشتراطات الصحة إلا ان الواقع يخالف ذلك حيث ان جمع المال في هذه الأيام المعدودة هو هدفهم الأساسي. كما ان باعة المأكولات والمشروبات الرمضانية يبيعونها مكشوفة في الشوارع والأرصفة مما يعرضها للتلوث.واعتاد الباعة الجائلين الوافدين على استغلال زيادة الطلب في الشهر الكريم على منتجاتهم لعرضها للبيع في بسطات عشوائية ورغم ذلك يقبل عليها الأهالي لرخص أسعارها. وتجدهم يرددون بأصواتهم (اليوم يومك يا صايم و حلي يا صايم)، لجذب انتباه المتسوقين لسلعهم الملوثة . وكشفت (جولة الندوة) فوضى هذه البسطات وعدم مطابقتها للشروط الصحية و خطورة هذه المأكولات المكشوفة على الصحة العامة وطالب عدد من المواطنين بتكثيف الرقابة الميدانية لكشف وضبط العاملين في هذه البسطات. بداية تحدث احمد مصرد العلي فقال: ان كثيراً من هؤلاء الباعة لا يهتمون بالنظافة نظراً لاستعجالهم في تجهيز المأكولات ولا يهتمون بنظافة الأواني التي توضع وتطبخ فيها ويبيعونها مكشوفة وتستمر نحو ساعتين في جو شديد الحرارة وهذا يكفي لتلوثها. أما المواطن هاشم العمري فقال: استغل هؤلاء شهر رمضان لعمل هذه البسطات والمحلات المؤقتة لترويج بضاعتهم بشكل عشوائي نظراً لكثافة الإقبال عليها.وأضاف: نطلب من أمانة جدة منع هذه البسطات حيث ان بقاءها بهذا الشكل يسيء للمنظر الحضاري لجدة . خطر على الصحة وقال صالح الشهري رغم الإقبال الكبير على المأكولات التي يعرضها هؤلاء الباعة إلا أنهم يشكلون خطراً كبيراً على الصحة العامة اذ إنها تكون مكشوفة فترة ليست بالقصيرة وهي معرضة لأدخنة شكمانات السيارات والمبيدات الحشرية، لذا لا بد من متابعة هذه المأكولات من قبل الجهات المختصة لمنع بيعها. وأكد الشهري ان معظم بضاعة هذه البسطات فاسدة لأنها تباع بشكل مكشوف ويتم إعدادها بشكل بدائي ولا تتوفر فيها اشتراطات السلامة. خاصة أنها تسبب الربكة المرورية مع قرب موعد الإفطار، يضاف الى ذلك ان منعها بات امرأ ضرورياً لأنها تشكل خطراً على صحة المستهلكين. المواطن يحي عطية الزهراني قال هؤلاء استغلوا رمضان بهذه البسطات والمحلات المؤقتة لترويج بضاعتهم بشكل عشوائي نظرا لكثافة الإقبال عليها ورخصها الذي يغري بعض المتسوقين لشرائها.وبضاعة هؤلاء الباعة غير صحية إذ تعرض في بسطات يتم العمل فيها بطرق غير سليمة وهي معرضة للغبار والذباب، ويشير إلى أنه اشترى العام الماضي كنافة من هذه البسطات وقال عندما أكلتها أصبت وبعض أفراد أسرتي بحالة تسمم وفي كل شارع تجد بائعي مشروبات السوبيا والتمر الهندي والزبيب ينتشرون بأشكال مختلفة ونتساءل: من يضمن نظافة هذه المشروبات.وأضاف: ان بائعي هذه المشروبات هدفهم بيع اكبر كمية في اقل وقت وهذا ما يجعلهم يهملون النظافة. اشتراطات صحية اما احمد محمد الغامدي مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة فقد أشار الى ان فرق الأمانة تقوم بمراقبة هذه البسطات لإزالة المخالف منها إضافة للتأكد من توفر اشتراطات السلامة في جميع البسطات. وألمح الغامدي إلى أن لجان المراقبة ستتابع سير عمل البسطات الرمضانية ومدى التزامها بالاشتراطات الصحية ، حيث يجب أن تكون ثابتة وفي مكان واحد وغير متنقلة، حتى لا تتسبب في عرقلة السير وحركة المرور للسيارات والمارة، أو مضايقات للمحلات التجارية والمساكن المجاورة، مع تحديد نوع النشاط في كل مبسط بحيث تشمل الأنشطة المسموح بها في الموقع الواحد، لافتا إلى أنه سيمنع من مزاولة البيع كل من لا تتوفر فيه الشروط الصحية الخاصة بالأنشطة الصحية ويعاقب من يخالف ذلك حسب لائحة الغرامات والجزاءات البلدية، مع وجوب التزام صاحب البسطة بقفل بسطته عند إغلاق السوق مع مراعاة المحافظة على نظافة الموقع والبسطة وعدم توسعتها ، وان يمارس العمل بنفسه في البسطة التي حصل عليها وعدم تأجيرها من الباطن، مؤكدا على عدم السماح لغير السعوديين بمزاولة العمل في البسطات الرمضانية المستقلة ما عدا من هم على كفالة صاحب البسطة. وكشف الغامدي عن وجود فرق طوارئ في البلديات الفرعية لتلقي البلاغات والشكاوى على مدار الساعة عن طريق العمليات ( 940 فيما يخص حالات الاشتباه بالتسمم الغذائي أو فساد الأغذية أو نظافة البسطات ، وأهاب بالمواطنين بضرورة التعاون بالإبلاغ عن أي مخالفات، مؤكدا بأنه سيتم أخذ الإجراءات النظامية حيالها. وشدد الغامدي على ضرورة القضاء على ظاهرة الباعة الجائلين وتعاون المواطنين مع الامانة نظراً لخطورة المواد الاستهلاكية التي يبيعونها حيث تكون معظمها مجهولة المصدر وغالبا ما تكون منتهية الصلاحية، لافتا إلى أن البعض يقبل عليها نظرا لرخص أسعارها ومؤكدا في الوقت نفسه على ضررها بالصحة العامة.