استبعد الرئيس الأمريكي جورج بوش كينيا من جولته الافريقية رغم انها من اكثر حلفاء الولاياتالمتحدة ولاء، وهي خطوة اعتبرها الكينيون بوجه العموم بمثابة محاولة ضغط جديدة في اطار الحرب على الارهاب. وضاعفت واشنطن خلال الاشهر الاخيرة الانذارات بحصول هجمات ارهابية وشيكة في كينيا. كما اقفلت سفارتها في كينيا بصورة مؤقتة عدة مرات ونصحت رعاياها بعدم التوجه الى هذا البلد. وانتقد السفير الأمريكي اخيرا الحكومة الكينية واتهمها بعدم بذل جهد كاف لمطاردة الاشخاص الذين يشتبه بانهم ارهابيون. وساهمت وزارة الخارجية الأمريكية بموقفها هذا من كينيا في اغراق القطاع السياحي في ركود كبير، في حين انه يشكل احد الموارد الرئيسية لكينيا. وصعد المسؤولون السياسيون الكينيون والصحافة وكذلك المواطنون العاديون في الايام الاخيرة لهجة انتقاداتهم الى الأمريكيين الذين يلقنون العبر في حين انهم عاجزون عن إلقاء القبض على اسامة بن لادن او صدام حسين. وتزداد مشاعر الذل والاستياء بين الناس الذين يخضعون لعمليات تفتيش عند دخولهم مباني فيها غربيون او متاجر كبرى احيانا، في حين ان البيض لا يخضعون للمعاملة نفسها. وقال رجل مسن بغضب لحارس امره بالخضوع لعملية تفتيش عند مدخل مبنى يضم مكاتب في وسط المدينة اننا نعامل كارهابيين في بلدنا بسبب الأمريكيين. وبدل التوقف في كينيا التي كانت ستشكل محطة اكيدة قبل الحرب على العراق، قرر بوش زيارة السنغال، الحليفة الحديثة لواشنطن، واوغندا، الدولة الوحيدة في شرق افريقيا التي قدمت دعما صريحا لواشنطن في حربها على العراق. لكن الواقع ان الشعب الكيني دفع ثمنا باهظا للهجمات ضد الأمريكيين او الاسرائيليين. وقال البروفسور محمد حيدر رئيس الصندوق الاسلامي للتربية المدنية في نيروبي معبرا عن مشاعر الاستياء العامة الكينيون غاضبون من تجنب بوش كينيا لان روابطنا القوية مع الولاياتالمتحدة هي التي عرضتنا لهجمات ضدها.