أ ف ب - حذرت السفارة الأميركية في كينيا أمس، من خطر شن هجوم وشيك في مدينة مومباسا الساحلية السياحية، ودعت «كل رعاياها» إلى مغادرة المدينة وعلقت رحلات مسؤوليها إليها. ومع صدور التحذير الأميركي، أوصت السفارة الفرنسية في نيروبي رعاياها «بالتزام اكبر قدر من اليقظة» في مومباسا ومحيطها. وقالت السفارة الأميركية في رسالة وجهتها إلى الموظفين الأميركيين في مومباسا، حيث لا تملك واشنطن قنصلية: «تلقينا معلومات عن خطر هجوم إرهابي وشيك في مومباسا، لذا ندعو كل الطاقم الإداري الأميركي إلى مغادرتها، ونعلن تعليق كل الزيارات الحكومية إليها حتى الأول من تموز (يوليو) المقبل». جاء ذلك بعد إعلان الشرطة الكينية احتجاز إيرانيين اثنين للاشتباه في انتمائهما إلى خلية إرهابية أعدت لهجمات على العاصمة نيروبي ومدينة مومباسا، علماً أنها أوقفت احدهما في نيروبي الأربعاء والثاني في مومباسا في اليوم التالي. وقال قائد شرطة منطقة مومباسا الساحلية اغري ادولي إن «استجواب الرجلين سمح بمصادرة كيسين صغيرين يحتويان مواد كيماوية يمكن أن تستخدم في صنع متفجرات». لكن الناطق باسم الشرطة اريك كيرايث طمأن إلى أن «رجال الأمن يستبقون الأحداث»، مشيراً إلى أن الشرطة تعمل مع مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) ووكالات دولية أخرى، علماً أنها تبحث خصوصاً عن عدد كبير من الأجانب الذين تشتبه بأنهم شاركوا في التخطيط لهجمات أو لصلتهم بإسلاميي حركة «الشباب الصوماليين» الموالين لتنظيم «القاعدة». وأوقفت الشرطة فعلياً عدداً من الإسلاميين الصوماليين، وأحالتهم على القضاء في نيروبي أو مومباسا خلال الشهور الأخيرة، وبينهم جيرمين غرانت الذي يحمل الجنسية البريطانية والمتهم بتخطيط تفجير. ويحاكم غرانت في مومباسا للاشتباه في علاقته بسامانثا لوثويت، أرملة احد الانتحاريين البريطانيين الذين نفذوا هجمات لندن عام 2005، والتي تبحث الشرطة الكينية عنها في نيروبي. كما اعتقلت الشرطة ألمانياً من اصل تركي يدعى امراه اردوغان، للاشتباه في ارتباطه بمتطرفين في تنزانيا المجاورة. وكانت السفارة الأميركية في نيروبي حذرت نهاية نيسان (أبريل) رعاياها في كينيا من خطر تنفيذ اعتداءات ضد فنادق ومبانٍ رسمية في العاصمة الكينية، ودعتهم إلى توخي الحذر. وقالت السفارة حينها إن «وقت الاعتداء غير معروف، لكن السفارة لديها أسباب تدفعها إلى الاعتقاد بأن التحضير لاعتداء محتمل بات في مراحله الأخيرة». وشهدت كينيا هجمات عدة بقنابل استهدفت محطات باصات وحانات، منذ أن أرسلت قوات إلى جنوب الصومال في تشرين الأول (أكتوبر) لمحاربة «حركة الشباب الصومالية»، المتحالفة مع القاعدة والتي تحملها مسؤولية هجمات عبر الحدود. ورحبت وزارة الدفاع الأميركية ب «الضغط» الذي يمارسه الجيش الكيني على المتمردين الإسلاميين الذين تتهمهم نيروبي بانتهاك سيادة البلاد وتهديد مصالحها الاقتصادية، خصوصاً القطاع السياحي.