بدأت أول سرية من الجيش العراقي الجديد تدريباتها في منطقة كردستان العراق وهي مكونة من عدد من ضباط الصف العرب والأكراد يمثلون الوجبة الأولى من مراتب الجيش العراقي السابق والجدد الذين عادوا ليكونوا نواة الجيش العراقي الجديد الذي لن يتجاوز عدد منتسبيه اكثر من 40 الف شخص0 وخلال عدة سنوات بينما سيكون عدده للعام الجاري 12 الف عسكري في وقت سيتم فيه تسريح الباقين واحالة آخرين على التقاعد ونقل آخرين الى وظائف مدنية ، وإلغاء الخدمة الإلزامية للجيش التي كان معمولا بها منذ تأسيس الجيش العراقي عام1921.ووفقا لمصادرعراقية مطلعة فان تكوين الجيش العراقي الجديد سيكون من ضباط ومراتب موالين للوضع السياسي الجديد ومن غير الذين سبق لهم التعاون او القيادة في عهد الرئيس السابق صدام حسين ، ومن المؤمل ان يكون ضباط الصف الذين تم استدعاؤهم في السرية الأولى نواة الجيش وأول التشكيلات العسكرية التي ستقوم بتهيئة معسكرات التدريب خلال الشهر الجاري ليتم بعدها استدعاء بقية أفراد الجيش . ونقلا عن مصادر موثوقة فان إدارة الجيش ستكون أمريكية في بادئ الأمر وتنتقل تدريجيا الى الضباط العراقيين واغلبهم من الضباط الذين عملوا في صفوف المعارضة العراقية ضد النظام السابق ، ومن بين ابرز الأسماء المطروحة لقيادة الجيش العراقي هو الجنرال وفيق السامرائي الذي عمل سابقا مديرا للاستخبارات العسكرية لعدة سنوات في نظام صدام قبل ان يغادر الى خارج العراق وينتمي الى المعارضة ، حيث عاد الى بغداد بعد سقوط النظام وهو من المرشحين البارزين في عضوية المجلس السياسي العراقي الذي أسسه بريمر قبل أيام وسيعلن عنه قريبا ليكون بمثابة حكومة عراقية مؤقتة تمارس دورا استشاريا للقوات الأمريكية في العراق ويضم 35 شخصا كما سيكون هناك دور للضباط المنتمين الى حركة الضباط والمدنيين الأحرار التي يقودها اللواء نجيب الصالحي التي كانت في لندن قبل سقوط النظام . المعلومات التي توفرت ل(اليوم ) أكدت ان الجيش الجديد سيكون ذا طابع دفاعي ويتركز دوره في الحفاظ على الحدود وأمن المناطق المهمة والمعسكرات والمنشآت النفطية وخطوط إمداداتها في مختلف أنحاء العراق ليكون بديلا للقوات الأمريكية الحالية . اما تسليح الجيش الجديد فسيكون وفقا للمدرسة العسكرية الغربية وبتسليح محدود من أمريكا حيث تدرس القوات العسكرية الأمريكية الموجودة في العراق الآن مع بعض قادة الجيش السابقين دراسة إمكانيات التسليح التي ستقتصر على الجانب التقليدي مثل الدبابات التي ستكون من طراز أم 1 و أم 6 وطائرات سمتية من نوع اباتشي وطائرات مقاتلة من نوع أف 16 و اف15 دون ان يكون للجيش تسليح صاروخي بعيد المدى ، وأسلحة تدمير شامل وستمول صفقات توريد الأسلحة الجديدة الى العراق التي تقدر مبالغها بمليار دولار سنويا من خلال اقتطاع 5% من قيمة عائدات النفط العراقي بعد ان تكون القوات الأمريكية قد صادرت جميع الأسلحة الروسية الصنع من القوات العراقية التي اعتمدت عليها منذ اكثر من 40 عاما مضت وبعد ان يتم تدريب عدد من العسكريين العراقيين عليها بإشراف أمريكي . وستأخذ بنظر الاعتبار القوات الجديدة للعراق الإفادة من خبرات مجموعة كبيرة من أفراد الجيش العراقي السابق في المجالات التسليحية والتدريبية لتفادي الانعكاسات السلبية التي أعقبت قرار حل الجيش العراقي وتسريح اكثر من 400 الف عسكري عراقي ظلوا بلا رواتب منذ حل الجيش ولم تصرف رواتب إلا لعدد قليل منهم خاصة في مناطق الجنوب حيث قامت القوات البريطانية وبعد مظاهرات قام بها العسكريون في عدد من مدن العراق لاستلام رواتبهم بصرف رواتب لمئات العسكريين في مدينة البصرة هذا الأسبوع وهو راتب شهر أيار - مايو الماضي بعد عملية تنسيق بين القوات البريطانية التي تشرف على المدينة ومجموعة من العسكريين العراقيين في حين سيتم توزيع بقية الرواتب خلال تموز - يوليو الجاري حسب تصريحات المسؤولين الأمريكان في العراق . وتشمل الرواتب المراتب والضباط بواقع 100 الف دينار عراقي للمراتب ، و 200 الف دينار عراقي للضباط من رتبة رائد فما دون ، و300 الف دينار عراقي للضباط من رتبة رائد فما فوق ، وتعد هذه أول منحة مالية يتقاضاها العسكريون العراقيون منذ توقف مرتباتهم في الشهر الماضي على اثر حل الجيش العراقي.