فتحت القوات الأمريكية النار أمس الاربعاء على تظاهرة في بغداد مما ادى الى مقتل ضابطين عراقيين سابقين واصابة اثنين آخرين بجروح. وقال المتظاهرون: ان القتيلين والجريحين العراقيين نقلوا الى داخل مقر قيادة القوات الامريكية في العاصمة العراقيةبغداد وكان في السابق مجمعا رئاسيا وتظاهر نحو 300 جندي عراقي في وسط بغداد قبالة القصر الرئاسي وبدأوا برمي القوات الأمريكية بالحجارة فرد الأمريكيون باطلاق النار عليهم. وكان المتظاهرون يطالبون بدفع رواتبهم التي لم يحصلوا عليها منذ قرار بول بريمر الحاكم الأمريكي للعراق المحتل حل الجيش العراقي في23 مايو مطالبين بالاسراع في تلبية مطالبهم بشأن تقرير مصيرهم من الخدمة في الجيش بعد حل وزارة الدفاع والنظر في صرف رواتبهم للاشهر الثلاثة الماضية. وهتف المشاركون في التظاهرة التي انطلقت من امام مبنى فندق فلسطين الدولي بشعارات (جيش العراق لو زحف يدوس حتى امريكا) و(بالروح بالدم نفديك يا عراق). وطالب النقيب محمد مهدي (بضرورة قيام قوات الاحتلال بحسم موضوع عودة ضباط الجيش الى الخدمة او تسريحهم والاسراع في صرف الرواتب الشهرية المتأخرة من ابريل الماضي). وعبر نائب الضابط فليح جبار عن استيائه من التصرفات غير المسؤولة التي تقوم بها الادارة المدنية الامريكية في العراق وعدم التزامها بالمواعيد التي قطعتها فيما يتعلق بتسريح وعودة الضباط والمراتب الى الخدمة في الجيش العراقي. يذكر ان ضباط ومراتب الجيش العراقي نظموا العشرات من التظاهرات منذ سقوط بغداد في التاسع من ابريل الماضي منددين بقرارات الادارة المدنية الامريكية بحل وزارة الدفاع وتسريح الالاف من الضباط والمراتب وعدم صرف رواتب لهم. ويعد هذا آخر اشتباك في سلسلة مواجهات بين القوات الأمريكية ومدنيين عراقيين وكان جندي أمريكي قد اصيب بجروح خطرة في معارك عنيفة الجمعة بالموصل (شمال) بين عراقيين وجنود أمريكيين. واصيب جندي أمريكي آخر اضافة الى ثلاثة عراقيين في الاشتباك. وتظاهر الثلاثاء مئات من الجنود العراقيين في الموصل للمطالبة بدفع رواتبهم. وحاول جنود سابقون اقتحام مباني الادارة المحلية غير ان الشرطة منعتهم مما ادى الى اشتباكات. وكان المتظاهرون قد هددوا خلال هذه التظاهرات بالقيام باعمال عسكرية ضد قوات التحالف خاصة وانهم مازالوا يمتلكون كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة. ومن ناحية أخرى دعت قوات الاحتلال الأمريكية-البريطانية امس الاربعاء العراقيين الى الانخراط للعمل في قوات حفظ امن محترفة مسؤوليتها حماية المنشآت والوزارات والمواقع العراقية. وفي نداء وجهته عبر اذاعتها دعت قوات التحالف العراقيين الى الانخراط في العمل في قوات امن محترفة تمثل الحكومة العراقية المؤقتة وتحترم من قبل العراقيين. واوضحت ان المسؤولية الاساسية لهذه القوة حماية المنشآت والوزارات والمواقع المهمة في العراق. واشارت الى انه سيتم بشكل خاص تشجيع الافراد الذين كانوا يعملون في قوة حفظ الامن من العسكريين السابقين لتقديم طلباتهم. واكدت الاذاعة انه في حال قبولهم سيتم تجهيزهم ببدلات ومعدات لمزاولة مهنة حفظ الامن وستتاح الفرصة لاختيار الأكفاء فقط لهذا العمل. ودعت الاذاعة الراغبين في التقدم للعمل في هذه القوات الى تقديم طلبات خاصة الى اثني عشرة مركزا تم فتحها في عموم العاصمة العراقية اعتبارا من الرابع عشر من يونيو الحالي. واعلن بول بريمر الحاكم الأمريكي المدني الاعلى في العراق في 23 مايو حل الجيش العراقي واجهزة الامن وعدة وزارات بينها خصوصا وزارة الدفاع. وفي الثاني من يونيو اعلن بريمر انه سيتم البدء في تجنيد عناصر للجيش العراقي الجديد نهاية يونيو، وذلك في اعقاب احتجاجات متعددة من جنود سابقين اصبحوا عاطلين عن العمل. وعلى الرغم من مرور اكثر من شهرين على سقوط النظام العراقي في التاسع من ابريل الماضي لا تزال عمليات النهب والسلب وتصفية الحسابات تسود المدن العراقية خصوصا العاصمة بغداد. المحتجون العراقيون يرشقون قوات الاحتلال بالحجارة يطلق الامريكيون الرصاص فيقتلون ويجرحون اربعة عراقيين