العالم بأسره يترقب ماذا سيفعل اليابانيون لتجاوز زلزال وتسونامي الحادي عشر من الشهر الماضي, معظم أبناء هذا العالم ينظرون الى اليابان كمصدر للالهام للقوة والانضباط والجودة والقدرة على التكيف, وهذا ما قد يجعل الكثير منهم لا يساوره القلق على تعامل اليابانيين مع هذه الأزمة التي اودت بأكثر من عشرة الاف قتيل ومفقود ودمار كبير في القوة الاقتصادية والتقنية, وذلك بحكم ما عرف عن هذا الشعب بحسن تعامله مع الأزمات تاريخيا ومدى تماسكه والاستعداد الكامل لتقديم التضحيات في سبيل اعادة واستقرار اليابان. اليابان التي تخلت عن موقعها كأكبر ثاني اقتصاد في العالم بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية لصالح جمهورية الصين, تعيش فترة صعبة جدا بتخلي بعض شركاتها المنتجة موقعها القيادي لتحل محله شركات أخرى وكما أعلن الأسبوع الماضي فقد تخلت شركة تويوتا المنتجة للسيارات موقعها كأكبر شركة منتجة للسيارات في العالم لتحل محلها شركة جنرال موتورز الأمريكية, ويتبع ذلك حصار على المنتجات اليابانية في اغلب دول العالم نتيجة الفحص والتأكد من نتائج تأثر المواد المصدرة اليابانية من الاشعاعات النووية, وقد يشعر الواحد منا ان اليابان حوصرت بأزمات ودمار بشكل مفاجئ وفي أكثر من اتجاه, والمراقبون يتابعون سير تعامل اليابانيين بشكل دقيق, وهي ما عودتنا باظهار التجارب والنظريات, ولا نغفل ان هناك مجموعة كبيرة من المحللين والاقتصاديين من انحاء العالم غير متفائلين بأن تخرج اليابان من أزمتها بسرعة في ظل استمرار الأزمة العالمية والذي من المتوقع ان تفرز أزمات في دول جديدة قريبة في ظل نمو اقتصادي بطيء لبعض الدول واستحقاقات لفوائد الديون التي أصبحت صعبة ومتراكمة على بعض الدول, مما يعيش العالم هذه الفترة لحظات حرجة ومترقبة. اليابان التي تخلت عن موقعها كأكبر ثاني اقتصاد في العالم بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية لصالح جمهورية الصين, تعيش فترة صعبة جدا بتخلي بعض شركاتها المنتجة موقعها القيادي وقد يكون من الملاحظ ان العالم يثق باليابان وشعبها بأنها ستخرج من هذه الأزمة, وقد تعود اليابان بقوة أكثر من ذي قبل, والملفت للنظر ان اليابان تعالج الأمور في هدوء شديد في ظل عواصف من الزلازل والانهيارات الاقتصادية والبشرية التي تلحق بهم وفي فترة قصيرة, وهنا الجميع يترقب ان تكون الحلول اليابانية المرتقبة بمثابة منهجيات ودروس جديدة في علوم كثيرة سيستمدها العالم الراغب في البناء ويستفيد منها لعقود قادمة من الزمن, فماذا نتوقع من اليابانيين؟