لا شك ان الأزمة الاقتصادية العالمية تثير قلق الكثير من الدول والشعوب، وكثير من هذا القلق ينتج عن عدم ارتياح للأداء الاقتصادي العالمي من جهة وكذلك حالة اللاوضوح التي تسيطر وتهيمن على كل القرارات الاقتصادية والسياسية العالمية، ورغم مساعي دول عديدة من العالم سواء بمفردها او من خلال مشاركتها وسط تكتلات لدعم اقتصاديات بعض من الدول وسط مخاوف من تفاقم الأزمة بداخلها مما يصعب اي حلول مستقبلية ، ومع مرور الوقت يبدو ان الدعم والإجراءات التي اتخذت لا تتعدى سوى انها مرحلة انعاش فقط وليس مرحلة زوال الخطر. وان كان العالم يترقب أزمة اقتصادية او ركودا اقتصاديا جديدا ، علينا الا نغفل انه ومنذ نشأة الأزمة العالمية الاخيرة في سنة 2008 م ، هناك دول لم تتأثر بهذه الأزمة بل قد تكون الازمة عاملا مساعدا غير مباشر في تطوير اقتصاد هذه الدول بشكل افضل ومن هذه البلدان الصين والهند وروسيا وتركيا والبرازيل ، ولكن تظل الصين صاحبة الحظ الأوفر من جميع دول العالم خلال هذه الفترة بنسبة نمو الاقتصاد السنوي والذي بفضله تجاوزت القوة الاقتصادية الثانية في العالم وهي اليابان وتعمل على ان يتخطى اقتصادها الولاياتالمتحدةالامريكية خلال العقد القادم ، ومهما تحدثنا عن الصين او الهند فالايام القادمة كفيلة بأن تكشف لنا ما انجزته الصين والهند وتنجزه من اجل ان تتبوأ هذه الدول مكانة اقتصادية هائلة في المستقبل القريب ، وقد يكون ذلك مهمة الباحثين والاقتصاديين . فالايام القادمة كفيلة بأن تكشف لنا ما انجزته الصين والهند وتنجزه من اجل ان تتبوأ هذه الدول مكانة اقتصادية هائلة في المستقبل القريب ، وقد يكون ذلك مهمة الباحثين والاقتصاديين .ولكن ما قامت وتقوم به الصين من عمليات شراء لأسهم شركات كبيرة وعملاقة في عدة دول من العالم وفي قطاعات هامة وحيوية على مستوى العالم وليس في تلك الدول فقط واستغلالها فترة انخفاض القيمة السوقية لهذه الشركات واستحواذها على هذه الأصول في وقت مناسب بحكم الوفر المادي الذي تملكه ، والذي سيمكنها بلا شك من احتلال منزلة اقتصادية عالمية جديدة ، وهذا يدعونا ان نتساءل أليست الفرصة متاحة لنا بحكم الظروف المادية التي تعيشها المملكة في الوقت الحالي والمناسبة للقيام بعمليات استحواذ على حصص من شركات دولية ، تسمح لنا بتنوع الدخل الاقتصادي وامتلاك التقنية ودعم الشراكة الاستراتيجية في العديد من دول العالم . المملكة بقوة اقتصادها ومواردها من حقها ان تتطلع الى مواقع اقتصادية متقدمة من خلال ممارسات متنوعة ، وما نقدمه من مقارنات مع اقتصاديات متميزة وما انجزته بعض الدول ليس مستحيلا او بعيدا عن ايادينا في ظل وجود الرغبة والإرادة والرؤية الواسعة. [email protected]