اعتقلت قوات الاحتلال الامريكية فى العراق حوالى خمسين شخصا من الحرس الجمهورى وافراد اجهزة الامن فى النظام العراقى السابق. وكانت القوات الامريكية قد داهمت مزرعتين قرب مدينة تكريت وعثرت على مبالغ مالية تصل الى ملايين الدولارات والجنيهات الاسترلينية واليورو والدنانير العراقية. ونقل عن ضابط امريكى رفيع قوله انه يعتقد ان هذه الاموال كانت مخصصة لدفع المكافآت للعراقيين الذين يقتلون الجنود الامريكيين. واعلن قائد فرقة المشاة الرابعة في الجيش الامريكي الميجور جنرال راي أوديرنو من بغداد ان القوات الامريكية التي نفذت العملية وجدت في حوزة المسلحين الذين اعتقلتهم 5ر8 مليون دولار وما بين300 و400 مليون دينار عراقي ومبالغ غير معدودة من الجنيه الاسترليني واليورو اضافة الى كميات كبيرة من المجوهرات والاحجار الكريمة التي تتجاوز قيمتها مليون دولار. وقال أوديرنو الذي كان يتحدث في بث تلفزيوني حي الى البنتاجون ان القوات الامريكية التي قامت بشن هجومين على عدد من المزارع خارج تكريت وجدت مناظير ليلية متطورة من صنع روسي وبنادق قناصة اضافة الى معدات عسكرية خاصة بالحرس الخاص لصدام. وقال: تمكنا من مصادرة شاحنة تحمل على متنها اكثر من 800 الف دولار حاول ركابها الهروب من الموقع المحاصر وحاليا نتواجد في موقعين آخرين.. واعتقد باننا قبضنا على30 عنصرا من الحرس الجمهوري الخاص بصدام. وتابع في خلال الايام الثلاثة او الاربعة المقبلة ستسمعون عن عدد اكبر من المسؤولين العراقيين الذين القينا القبض عليهم في اليومين الاخيرين وهي بعض الاعمال الكثيرة التي يقوم بها رجال ونساء قوة (الحصان الحديدي) الخاصة دون اصابة اي منهم. واضاف المسؤول العسكري الامريكي قامت ثلاث مجموعات عراقية بتنفيذ هجمات غير منظمة ودون جدوى في منطقة شمالي العراق وهذه المجموعات تشكلت من الموالين لحزب البعث والمتشددين الاسلاميين والعراقيين الفقراء الذين تلقوا اموالا لمهاجمة القوات الامريكية وادت هجماتهم الى قتل 11 جنديا امريكيا في الاسابيع الثلاثة الاخيرة.. وهو عدد قليل باللغة العسكرية وستكتشفون ان 99 بالمئة من الاراضي العراقية باتت حرة وآمنة وان المواطنين العراقيين يمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي. وختم أوديرنو ان التحقيقات مع المعتقلين ساعدت في الحصول على معلومات مفيدة حول الاماكن التي يوجد فيها مسؤولو حزب البعث. وكرد فعل على الهجمات المتفرقة ضد الجنود الامريكيين قررت الفرقة الرابعة مشاة تصعيد حملاتها إلى الشمال من بغداد وحتى تكريت مسقط رأس صدام حسين والتي يعتقد أنها مازالت على ولائها للرئيس العراقي المخلوع. وقامت الفرقة الرابعة مشاة الاسبوع الماضي بأكثر من 50 حملة مداهمة أسفرت عن اعتقال أكثر من 400 موال لصدام وهم من الذين شنوا هجمات متفرقة ضد القوات الامريكية ما بين بغداد وتكريت. وأضاف الجنرال نشهد أنشطة عسكرية في منطقتنا بأسرها ولكنني أراها غير مؤثرة عسكريا .. إنها محدودة للغاية وعشوائية جدا ولذلك فهي غير مؤثرة . وتابع إنني لن أقلل من مقتل أمريكيين في القتال .. ولكن من المنظورالعسكري فإن المقاومة غير مؤثرة .. فليس لها أي تأثير على الطريقة التي ندير بها الامور يوميا في العراق . وقال أوديرنو إنه يتوقع أن تستمر قوات التحالف في مداهماتها في المستقبل القريب . وأضاف أنه إلى جانب أنصار صدام، فإن الجنود الامريكيين واجهوا مقاومة من الاسلاميين والمجرمين العاديين وبعض الاشخاص الذين دفع لهم حزب البعث أموالا لمهاجمة الجنود الامريكيين. بدوره قال ارى فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض ان استمرار تعرض الجنود الامريكيين للاعتداءات فى العراق يعود الى (عناصر غير منضبطة وهى من مخلفات تركيبة حزب البعث وصدام حسين الديكتاتورية) ووصفهم بانهم لم يعرفوا فى حياتهم سوى ارتكاب اعمال القتل. ونقل راديو العالم الآن الامريكى أمس عن فلايشر قوله انه ليس هناك اى ادلة على وجود تنظيم لهذه المجموعات حسب تقرير وزارة الدفاع الامريكية.. مؤكدا فى الوقت ذاته على ان الرئيس جورج بوش حذر دائما من ان قوات التحالف ستواصل مواجهة المخاطر بعد انتهاء المعركة الرئيسية فى العراق. واشار فلايشر الى ان الرئيس بوش مصمم على اكمال مهمة مساعدة العراقيين فى بناء عراق جديد مؤكدا ان القوات الامريكية ستبقى فى العراق الوقت الضرورى لانجاز هذه المهمة.