صاحبي قال لي: لقد زرت وزارة الداخلية، قاصدا مكتب صاحب السمو الملكي الامير محمد ابن نايف بن عبدالعزيز في الوزارة، وعند لقائي بسموه، شعرت بالحفاوة وطيب الخلق في هذا الرجل، فهو ينتزع إعجابك، ويختزل المسافة بينه وبينك باستقباله الرحب، وبابتسامته النقية، التي تخفي خلفها ذكاء لماحا، ومقدرة عالية في قراءة كل ما قد تخفيه عيناك واستباق ما قد تقوله شفتاك.. عجبت أيما إعجاب بذلك الرجل القادم دون ضجيج، عبر اروقة وزارة الداخلية، ليدلف الى مكتب أنيق متواضع.. ثم يقف بجانب احد المكاتب محاطا بمجموعة من السكرتارية النبهاء، يسجلون ما يمليه عليهم من اوامر بعد ان يعرف منك ما لديك باصغاء وصبر وأناة. واضاف: يشعرك هذا الامير بانه يعرف عن مشكلتك اكثر مما تعرف، وبالتالي يقوم بتوجيه سكرتاريته بما يتوجب عليهم ان يتخذوه. قلت: ذلك هو صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.. مساعد وزير الداخلية للشئون الامنية. فصاحبي دفعته ظروف عملية الى اللجوء لسموه شارحا دعواه.. ومع ان تفاصيلها كانت مكتوبة على الورق الذي قدمه، الا ان سموه بابتسامته الآسرة ورحابته وتواضعه الكريم جعل صاحبي يكرر امامه ما قالته ورقته، ووجد من سموه ما أرضاه وأزال لحظات التكلف ورهبة الزمان والمكان. يقول صاحبي: أخذ الأمير يصغي إلي باهتمام، ويسأل باستيعاب، ثم مال الى سكرتاريته.. يوجههم بما يراه حلا لما شكوت منه، وهذا اللقاء لم يستمر اكثر من دقائق لأترك المجال لطابور من المراجعين خلفي، ينتظرون ان يقدموا دعواهم.. أو شكواهم.. وسموه واقف لمدة طويلة يصغي لكل واحد منهم في شكواه، ويعالج كل قضية دون كلل او ملل.. وأجمل مافي اللقاء ان سموه يستقبلك مبتسما ويودعك مبتسما، نازعا فتيل آلامك او شكواك او أوهامك. قلت: نعم ذلك هو سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشئون الامنية.. ظاهرة معاصرة.. فيها العزم والحزم.. فيها اللين، حتى يكون اللين حاجة.. وفيها الشدة، حين تكون الشدة دواء، وأتمنى ان تكون هذه الخلق المتواضعة منتشرة بين مسئولين في قطاعات أقل أهمية، ويتبوؤها أناس اقل منزلة.. ولاعجب ان يصبح الامير محمد هكذا، فهو تربية نايف بن عبدالعزيز.. بارك الله فيه نموذجا حضاريا لمسؤول يعيش هموم الناس.. ويحاول إرضاءهم، وكأني بصاحبي يقول: لقد حطم سمو الأمير محمد تلك المقولة التاريخية التي تقول: رضا الناس غاية لاتدرك.