وفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله باختياره لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية خلفا لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله فقيد الوطن والأمتين العربية والإسلامية. والأمير أحمد ليس بالغريب على أروقة الوزارة، وليس بالبعيد عن صناعة القرار فيها لسنوات طويلة أمضاها سموه نائبا لوزير الداخلية، خبر فيها كل مراحل تطور الوزارة ونمو قطاعاتها بطول وعرض الوطن، وكان دائما شريكا لسلفه الراحل في كل صغيرة وكبيرة مرت بها الوزارة طيلة هذه السنوات. والأمير أحمد بن عبدالعزيز نهل من مدرسة الأمير نايف يرحمه الله الكثير مما يعجز المقام عن حصره، وهو قد تخرج من مدرسة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود يرحمه الله كما هم جميع أبنائه الملوك والأمراء. لقد عرفت الأمير أحمد عن قرب، فقد تربيت في كنفه وكنت قريبا منه طيلة حياتي، أنهل من معين طيبه وحكمته، فهو مدرسة في كل فضيلة وحكمة وحزم يرافقه لين جانب، وعطف وحب كبير لأبناء هذا الشعب الكريم، يحنو على صغيرهم، ويوقر كبيرهم وينزله منزلته، يتواضع تواضع الكبار العظماء، وما خبرته إلا مبتسما في وجه كل من يقابله، باشا في وجه المحتاج يصغي له ويربت على كتفه، ويمسك بيده حتى يطمئن على حصوله على حاجته، حازما متى ما اقتضى الأمر الحزم والشدة لا يتوانى في حق الله، ولا يتساهل في حقوق الناس، ولينا متى ما استدعت الحاجة للين والعطف والرحمة، رجل أمن من طراز رفيع، ومثقف من طراز نادر، وحكيم لا تفوته شاردة ولا واردة في كل ما يتعلق بأمن وأمان الوطن والمواطن، يسأل عن كل شيء، ولا يترك مجالا للاحتمالات، ولا يقرر أمرا إلا بعد دراسته وتمحيصه. الأمير أحمد خير خلف لخير سلف، نسأل الله له العون والتوفيق في مهامه الجسام وأن يكون خير عون لأخيه سيدي خادم الحرمين الشريفين في كل خير.