أوصى امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد ال طالب في خطبة الجمعه امس المسلمين بتقوى الله وأن يستمسكوا من الاسلام بالعروة الوثقى وأن يتذكروا أنهم فى دار عمل يختبرون.. ففى غد حساب وجزاء وجنة أو نار . وقال فضيلته ان فى مسيرة السائرين الى الله والحاثين خطاهم على منهاجه وسبيل هداه والداعين الى دينه القويم والتمسك بصراطه المستقيم فى سيرهم ومسيرهم عقبات وخصوم لايخلص منها الا من أراد الله له الثبات وأن المتأمل فى التاريخ يرى فى فترات منه غلبة الاسلام وظهوره وعز المسلمين وفى فترات أخرى يرى انحسار مده وهيمنة غير المسلمين ويرى ضعفا داخليا وهوانا خارجيا وتداعيا من الامم وتسلطا من الكفار كما هو واقع هذه الحقبة من الزمن حتى انه ليكاد يتسلل اليأس والاحباط الى نفوس بعض المسلمين ويتساءل الحائر الم يكتب الله العزة والنصر لهذه الامة والصغار والذلة على الكافرين وينسى هذا المتسائل قول الله عز وجل (هو الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) وما يماثلها من الايات الكريمة التى تبين أن هذه الدار دار ابتلاء وامتحان للمؤمنين وليست دار جزاء وخلود وأن الايام دول وأن الفوز والفلاح ليس بتحصيل الرخاء فحسب وانما عملك فى الشدة والرخاء والمنشط والمكره. وأضاف قائلا .. أيها المسلمون واذا كان قدر الله لجيل من الامة أن يعيشوا فى مرحلة من ضعفها وفترة من فتورها وظهور غيرها عليها فان المتعين التعلق بما يثبتها على دينها لان الاسلام فى زمان قوته كفيل بذاته فى ثبات أهله أما فى زمن الانكسار وعهد الانحسار فهذا هو زمن الابتلاء الذى يميز الله فيه الخبيث من الطيب والصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق وكلما زاد الضعف وكثرت الفتن استطال عنق النفاق وظهر المنافقون وربما جاهروا بما فى قلوبهم وأظهروا خفايا صدورهم. وبين فضيلة امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ ال طالب أن من أسباب الثبات على دين الله تجديد الايمان بهذا الدين وملء القلب منه باليقين اليقين التام بصدق وأحقية مانحن عليه والايمان الجازم بصواب مانعتقده فمن امتلأ قلبه ايمانا بعقيدته وقناعة بصحة منهجه لم تزعزعه الخطوب ولم تثنه الكروب وهذا هو موقف النبى صلى الله عليه وسلم فى دعوته حين حاربه الاقارب قبل الاباعد وطورد وشرد وحوصر وقوطع وطلب للقتل واجتمع عليه الاحزاب لكن ذلك لم يثنه عن مراده حتى بلغ دين الله.