استئصال ظاهرة الارهاب واجتثاثها داخل المملكة ليس امرا صعبا كما يتبادر الى اذهان رموز تلك الظاهرة الذين غرروا بمن غرروا به لارتكاب جريمتهم الشنعاء في الرياض, فما بذله رجالات الامن والدوائر المختصة وكذلك ما بذله المواطنون والمقيمون من تعاون للمحافظة على امن هذا الوطن واستقراره يؤكدان من جديد ان سعي الدولة الدؤوب لاجتثاث بؤر الارهاب في المملكة مكلل بالنجاح, وان اولئك الضالين الذين تحركهم رموزهم المنحرفة لن ينجوا من العقاب, فهم يعلمون وغيرهم من الخارجين عن اصول العقيدة الاسلامية وعن الاعراف والتقاليد والقيم الانسانية ان المملكة منذ تأسيسها على يدي الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى العهد الراهن آخذة في الضرب بيد من حديد على كل مارق وعابث يسعى إلى الفساد في الأرض وتخريبها, كما ان اولئك الضالين يعلمون علم اليقين أيضا ان أية جريمة مهما صغر حجمها أو كبر لم تسجل منذ عهد التأسيس إلى يومنا الحاضر ضد مجهول, او يطوى قيدها لعدم العثور على الجناة, بل تبقى اضابير القضايا الجنائية وغيرها مفتوحة إلى ان يتم العثور على مرتكبي اي جريمة وتقديمهم إلى العدالة لتقول كلمتها الفصل فيهم وفي أعمالهم الاجرامية, ولاشك ان انزال اقصى العقوبة باولئك الاشرار المخربين سيكون درسا جديدا لمن تسول له نفسه الامارة بالسوء المساس بأمن هذه الديار المقدسة والعبث بأرواح مواطنيها والمقيمين على أرضها, فمن نافلة القول ان بؤر الارهاب في المملكة سوف يتم اجتثاثها حماية للارواح والممتلكات وترسيخا لاستمرارية النهج القويم الذي تسير عليه الدولة بتطبيق مبادئ وتعاليم الشريعة الإسلامية في كل امورها وشؤونها, واولئك الذين باعوا ضمائرهم لشياطينهم بثمن بخس سوف يقفون امام العدالة للاقتصاص منهم, غير ان من الضرورة بمكان رغم المساعي المشهودة التي تبذلها المملكة لاحتواء تلك الظاهرة داخل أراضيها ان تستيقظ دول العالم دون استثناء من غفوتها وتدرك انها ليست محصنة من أفاعيل تلك الظاهرة الخطيرة التي لا دين لها ولا وطن ولا جنس, فلابد والحالة هذه من عمل دولي جماعي لمكافحة الارهاب والتصدي لأخطبوطه الرهيب الذي بدأ يزحف على كثير من اقطار وامصار العالم شرقية او غربية, ودون تكاتف دولي مدروس لمكافحة تلك الظاهرة وملاحقة رموزها في كل مكان فان خطرها سيظل ماثلا على مختلف الساحات مهددا ارواح البشر وممتلكاتهم ومنجزاتهم الحضارية.. فالتحرك الدولي لمكافحة تلك الآفة أضحى ضرورة لابد من تحويلها إلى واقع مشهود قبل ان يستفحل الداء ويعز الدواء.