استضاف نادي الباحة الأدبي محاضرة بعنوان قراءة جديدة لقضايا نقدية قديمة.. السرقات الأدبية نموذجاً " ألقاها د. عبد الهادي أحمد الغامدي أدارها الكاتب إبراهيم شحبي الذي رحب بالحضور وقدم المحاضر وأشار إلى أن قضية السرقات الأدبية أصطلى بنارها الأقدمون وأحرق جحيمها المحدثين.وفي مستهل محاضرته تحدث د. الغامدي عن بداية السرقات الأدبية وأصولها وفرق بين التأثر والاقتباس وتوارد الافكار والسرقة. وقال المحاضر ان مسألة الاستفادة من جهود الآخرين وعن عصارة أفكارهم وتجاربهم لا يعد من السرقة في شيء إلا أن السرقة والخيانه هي بالإغارة على جهودهم ونسبتها إلى نفسك دون الإشارة إليهم أو الإحالة عليهم هذه هي النظرة الشرعية لهذه القضية. وهذا مما يساند ويعاضد ما نحن فيه وذلك أن الإنسان أي إنسان لابد وأن يفيد من غيره، وأن يتعلم من الآخرين مما يكون خبراته وتجاربه، فكم من كلمة قالها قائل قد سمعها من غيره، وكم من عبارة نطق بها كان قد قرأها في كتاب أو نحوه، وكم من لفظ تفوه به قد أفاده من غيره فهل نسمى مثل هذا الصنيع من السرقات والإغارة وهذا ما يؤدي بأن الأفكار حق شاع، ولماذا نسمى الإعجاب بفكرة ما، أو الركون إلى رأي ما من قبيل السرق والتزيد. وان نظرة لكتب تفسير القرآن الكريم والفقه والأدب واللغة وغيرها يتوقف عندها القارئ فيرى أنها استنساخ حرفي من الكتب التي سبقت ومع ذلك لا يعد هذا من السرقة الفكرية، ولكن الأوائل احتفظوا بأصول التأليف وطرافة الأفكار وجديتها، ولعل المرء يسأل نفسه، وخلص المحاضر إلى أهمية موضوع السرقات في النقد الأدبي واشتغال القدماء به إلا أننا نجزم أن هذا الاشتغال لم يكن في حقيقته متودجهاً لخدمة الأدب في عمومه، بل اعترته عوامل نفسيه وعصبية وحركت هذا الاشتغال شعوبيات ومناصرات مما جعل هذه القضية تتسع اتساعاً عظيماً من فرط تزايد بعض النقاد وحملهم كل توارد أو تشابه أو اقتباس أو تأثر محمل السرقة والانتحال مما دفع شلة منهم إلى تسفيه الشعراء والأدباء عامة والنيل من آثارهم بغرض ودون غرض، لذا ليس من النصفة أن ننساق وراء هؤلاء النقاد ولا أن نسير في ركابهم أو حتى نتعلق بآرائهم التي هي بلاشك تقبل الجدل بل في بعض الأحيان رد تلك المقوالات التي تناقلها الأدباء وسطروها في كتبهم، فالأديب تخضع ثقافته لأسلوب ثقافي معين ولمدرسه معينة ولمذهب من المذاهب الذي يسير في ركابه ويترسم خطاه ومازلنا نسمع إلى وقتنا هذا بأنصار القديم أو الحديث أو المذهب الرومانسي أو الكلاسيكي أو الواقعي فهل نوقع تهمه السرقة بكل من تبع مذهباً أو صار إلى مدرسة اننا أن فعلنا ذلك لا نسلم من غوائل وتعطيل مستمر أن نكون مقلدين لآراء من سبق دون أن يكون لنا أسلوبنا الخاص الذي يتفق مع ثقافتنا بعد ذلك بدأت المداخلات التي كان أولها للقاص يحيى العلكمي الذي تمنى على المحاضر أن يكون أكثر أطلاعاً بالقضية وأكثر عمقاً في الطرح وأن يفرق بين المصطلح القديم الحاضر بالحاضر والجديد التناص في المقارنة بين النصوص كما تساءل العلكمي عن حماية المؤلف وقال أين تقف هذه المقولة من السرقات الأدبية. وتحت عنوان " كيف نتعامل مع السرقة الأدبية" ألقى الكاتب إبراهيم مضواح الألمعي كلمة أكد فيها على التأني والتمهل قبل أطلاق الأحكام حتى لا يظلم الكتاب بعضهم بعضاً وطالب بالتعامل مع المنجزات الفكرية والإبداعية بقدر عال من الحساسية. واستشهد برأي الناقد محمد مندور في التميز بين الأشياء لأن ليس كل تشابه سرقة. وذكر الألمعي الحضور بالجدل الذي دار حول رواية الجزائرية أحلام مستغانمي وما قيل حولها من أن كاتبها قد يكون نزار قباني أو واسيني الأعرج أو الشاعر سعدي يوسف. وفي مداخلته اعترض الكاتب علي مغاوي على رأي المحاضر في عدم الاهتمام بأدب الآخرين من غير العرب وقال ان هذا الأدب به من الشواهد ما يحفزنا على قراءته..