في محاضرة (السرقات الأدبية والتناص) بالنادي الأدبي بالباحة أقام النادي الأدبي بالباحة محاضرة ثقافية للدكتور عبد الهادي بن أحمد الغامدي عضو هيئة التدريس بجامعة الباحة بعنوان (السرقات الأدبية والتناص) مساء الإثنين الماضي (25 رجب 1432ه) أدارها عضو اللجنة المنبرية بالنادي الأستاذ صالح بن سعيد مديس الذي عرف بالمحاضر من خلال سيرته الذاتية بعد ذلك تحدث المحاضر قائلاً : تحظى قضية السرقات الأدبية في كتب النقد والبلاغة باهتمام كبير وذلك لارتباطها بالأخلاق في الفكر الإسلامي ، ومن أهم النقاد القداماء الذين ناقشوا هذه القضية محمد بن سلاّم الجمحي (ت232ه) ، وابن طباطبا (ت322ه) ، والآمدي ت (370) ، والقاضي الجرجاني (ت392ه) ، وابن ... الخ وقد كانت القضية -أعني السرقات الأدبية- حاضرة في التراث العربي وقد حظيت بالشرح والتحليل ، بل وجعلوا لها درجات في مفهومهم مثل : الانتحال ، الإغارة ، الاجتلاب ، النسخ ، السلخ ، الاصطراف ، التضمين...الخ أما الفقهاء والمشرِّعين المسلمين -قديماً وحديثاً- لم نجد لهذه القضية عندهم حكم صريح ، ولم نجد في المكتبة العربية ما يعالج تلك الظاهرة الأخلاقية غير كتاب (السرقات الأدبية) لبدوي طبانة حيث اعتبر السرقة الأدبية جريمة أخلاقية لا تقل عن سرقة الأموال العينية ، أما من حيث مراجع الفتوى فنأخذ على سبيل المثال رأي الأزهر الذي يرى بأن الاقتباس بكل أنواعه من كتاب أو مجلة أو مرجع جائز شرعاً ولا شيء فيه بشرط أن ينسب إلى كاتبه ومصدره ....الخ. أما مصطلح (التناص) فقد برز حديثاً في تاريخ النقد الأدبي تحديداً في منتصف الستينات على يد الناقدة البلغارية جوليا كرستيفا حيث عرَّفته (أن كل نص هو عبارة عن فسيفساء من الاقتباسات ، وكل نص هو تشرب وتحويل لنصوص أخرى) ، إلا أن البداية الحقيقية ترجع إلى أستاذها سيخائيل باختين وإن لم يذكر هذا المصطلح صراحة ، وقد التقى حول هذا المصطلح النقدي الجديد عدد كبير من النقاد الغربيين وتوالت الدراسات حوله وأضافوا له أصنافاً أخرى كالناقد الفرنسي (جيرارجانيت) ورولان بارت ولا سيما في كتابة لذة النص ، بعد ذلك اتسع مفهوم التناص ، وأصبح بمثابة ظاهرة نقدية جديدة وجديرة بالاهتمام والدراسة وشاعت في الأدب الغربي ، ثم انتقل الاهتمام بتقنية التناص إلى الأدب العربي مع جملة ما انتقل إلينا من ظواهر أدبية ونقدية غربية. وأما بيان الفرق بين السرقة الأدبية والتناص فقد ذكر النقاد ثلاثة فروق أساسية هي : 1- على مستوى المنهج : فالسرقة تعتمد المنهج التاريخي بينما يعتمد التناص على المنهج الوظيفي. 2- على مستوى القيمة : فناقد السرقة الأدبية إنما يسعى لإدانة السارق وناقد التناص يظهر البعد الإبداعي. 3- على مستوى القصدية : ففي السرقة تكون العملية قصدية واعية بينما في التناص تكون لا واعية. وفي ختام المحاضرة أتيحت الفرصة لعدد من المداخلين ومنهم الأساتذة علي صبحيه ، عبد القادر سفر ، د.منى جاد ، د.أحمد المطروحي ، د.محمد عبدالرحمن يونس ، سعد الكاموخ ، سعد الحارثي تراوحت المداخلات بين النقد والاستيضاح والاستشهاد. واختتمت الأمسية بكلمة لرئيس النادي الأدبي بالباحة الأستاذ حسن بن محمد الزهراني الذي أشاد بالمحاضرة والمداخلات وأعلن عن عدد من الأمسيات والنشاطات التي ستقام خلال صيف هذا العام وفق برنامج التنشيط السياحي كما قدم درعاً للمحاضر.