جاءت تفجيرات الرياض معبرة وبوضوح على ان فكر التشدد وفقه التكفير يقودان في النهاية الى استخدام السلاح والى شطب النفس البشرية من الحياة لتغيير مجتمعنا بالقوة وجره الى النفق المظلم بقصد تفكيك المؤسسات الرسمية والمؤسسات المدنية.. انهم بوضوح يريدون ان يستنسخوا تجربة الجزائر وجرائم الترويع التي نقرأ عنها كل يوم!! الان بعد ما حدث على الجميع من مسئولين ورجال دين وفكر وثقافة ومواطنين ان ينزعوا عنهم اي مداراة وان يعلنوا رأيهم فيما حدث دون تهوين ودون تبرير وان يسموا الاشياء بمسمياتها وعندما تستبين الاراء ويتحمل كل شخص مسئولية رأيه وفكره وما يعتمل في صدره نبدأ بعدها فكرة الحوار وتصحيح المفاهيم مع ان هؤلاء الارهابيين لايؤمنون بالحوار ولايقيمون اعتبارا للاختلاف في الفكر والرأي والاجتهاد.. كل ما يطلبه المواطن في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ المملكة هو ان لايتشاطر علينا البعض ويدينوا ماحدث مع كلمة (لكن) وهي المبرر الشرعي لمن يضع يده مع الارهاب والفكر التكفيري و(اليد) الثانية مع الحكومة والمجتمع انه النفاق والبلاء التكتيكي الذي يتبعه المتعاطفون مع الارهابيين ليساعدوا هؤلاء ويشرعوا مواقفهم وسفك الدماء. لانريد نحن ككتاب رأي ومثقفين في هذه اللحظة الفارقة في وطننا سوى ان تكون اراء ومواقف الجميع معلنة على رؤوس الاشهاد وان لاتتم مصادرة الرأي الصالح بحجة عدم اثارة الشعور الديني لهؤلاء الارهابيين وكلنا يعلم وأول من يعلم المسئولون في الدولة ان الكتاب والمثقفين هم من تلقوا الضربة الاولى من اصحاب الفكر المنحرف وتم تكفير الكثير منهم وتم التعريض بسلامتهم الشخصية وسلامة عائلاتهم ومع ذلك وقف الجميع متفرجين اما خوفا من اصواتهم العالية في ظل ارهاب فكري وتكفيري واضح يمارسونه ويحرضون عامة الناس على من يختلف معهم في الفكر والرأي واما ممالأة لوهم القوة التي يعتقدون ان هؤلاء بصدد قطف ثمرة تشددهم باعتبار ان المجتمع السعودي سيسقط في قبضتهم.. لنقلها بصراحة ودون مواربة اننا كشعب سعودي (الاغلبية الصامتة) لن نسمح لهم بقتل أولادنا وبناتنا حتى لو وقف معهم من وقف وبرر اعمالهم أو جفل من مواجهتهم خوفا ورياء أو لمصلحة سياسية في نفوسهم.