المؤتمر العالمي عن «ظاهرة التكفير» المنعقد في المدينةالمنورة الذي يفتتحه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية يعبر بوضوح عن موقف المملكة الرسمي والشعبي من ظاهرة التكفير التي خلخلت المجتمع الإسلامي بعد ان استغلها مجموعة من المحسوبين على الدين بخلفية أيديلوجية سياسية. فالمملكة حيث تطبق الشرع الإسلامي وتسير على منهج الاعتدال تقف موقفا حازما من اولئك التكفيريين الذين يشيعون فكرهم ويغررون به الشباب لمحاربة فكر الاعتدال والخروج على روح الشريعة ومبتغاها في تأصيل كل ما هو معتدل ومتسامح. الفكر التفكيري أداة بيد مجموعات إرهابية غررت بالشباب وعرضتهم للمحن وقذفت بهم في مواطن الفتن كما شهدنا ذلك عند القاعدة كتنظيم إرهابي استغل الفكر التكفيري للتحريض على الدول والمجتمعات والزج بالشباب الإسلامي ومنه السعودي لمحاربة دولهم وتكفير العلماء الشرعيين الذين يمثلون صمام الأمان لمجتمعاتهم ودولهم. سعت المملكة بكل قوة وحزم للوقوف بوجه الفكر التكفيري وفضحه أمام الرأي العام لاعتقادها أن آفة التكفير تهدد الأوطان وتقسم المجتمعات وتشجع على الارهاب ولذلك التزمت ببرامج طبقتها طوال السنوات الماضية أوقفت هؤلاء المضللين وقدمتهم للمحاكمات العادلة المباشرة وهي جادة في المضي بسياستها بمحاربة الفكر الضال والقضاء على جذوره والمؤتمر دليل على جدية المملكة في محاربة الضالين ومن يعملون على زعزعة أمن مجتمعاتهم وبلدانهم ولعلنا في المملكة من أولى الدول التي انتبهت إلى ظاهرة التكفير وخطورة مفاهيمها على الأمن وقامت ببرامج توعوية وإجرائية سواء في المدارس أو المساجد أو الإعلام للحد من الظاهرة ومنع تغلغلها في جسد الوطن ونجحت في مسعاها بعد أن قدمت العديد ممن اعتنقوا هذا الفكر الضال للمحاكمة. أي فكر يستبيح دماء المسلمين هو فكر ضال وتكفيري على الدول العربية والإسلامية أن تتعاون فيما بينها للقضاء عليه وتجفيف منابعه والوقوف بحزم ضد تفشيه في جسد الأمة الإسلامية. إننا ببساطة بلد وسطي في منهجه يستمد جذوره وحصانته من الإسلام المعتدل الذي يفشي ثقافة الحوار والتسامح والانفتاح على الحضارات الإنسانية وأي فكر تكفيري لن نسمح له بالحياة في بلاد الحرمين الشريفين بفضل يقظة مجتمعنا وعلمائنا ومشايخنا وإعلامنا المسؤول.