كثيراً ما سمعنا وقرأنا ما يشبه المرافعات الحقوقية عن أولئك المتهمين بالتطرف الديني لدينا، ملخصها أن هذا الانتماء لا ينطوي على أفكار ذات خطورة تستحق كل هذا التحفظ وكل هذا التحذير وكل هذا الاستنفار، وأن سلوكيات هؤلاء لا تتعدى أن تكون خيارات شخصية تجنح للتزمت التقوي الذي لا يضر (إن تم التسليم بالضرر) إلا صاحبه في نهاية الأمر، وأن صاحبه لا يستحق عقابا أكثر من أن يتحمل نتائج خياراته على نفسه خاصة، وعلى ذويه عامة. ومن هنا، فكل تقييد لحرية هؤلاء المتطرفين التكفيريين يُعدّ - في نظر هؤلاء المنافحين عنهم - ظلما صارخا يجب أن يتوقف، وأن يخرج هؤلاء دون قيد أو شرط ؛ ليمارسوا حياتهم الطبيعية في الفضاء العام. ؤلاء وأمثالهم يعتقدون بالتقليدية عن معرفة بكل مقولاتها، وعن إدراك لمآلات تلك المقولات. ولهذا لن تصبح اعترافات التكفيري بلسانه موضع استنكار منهم، بل ربما أصبحت موضع تقدير، باعتبارها شجاعة عجز عنها الآخرون. وهنا نقول. لا رهان على هؤلاء في مثل هذا الفضح الإعلامي، وإنما الرهان على من يحتفظون بتصوّر آخر عن التقليدية في المقابل، كان المهتمون - مدنيا - بمكافحة الخطاب الإرهابي يعون الخطورة البالغة التي يمثلها هؤلاء التكفيريين. ومن ثم فهم لا يرون ضرورة التحفظ على هذه العناصر الخطرة فحسب، وإنما - إضافة إلى ذلك - يرون ضرورة تجاوز ذلك إلى معالجة واضحة وصريحة وحاسمة مع المنظومة التقليدية التي يمتاح منها هؤلاء التكفيريون جوهرَ خطابهم التكفيري، والتي هي المرجع التشريعي الذي يتكئون عليه في تمرير أفكارهم، ونقل المخاطَب الأول من حالة التدين الطبيعي إلى حالة التدين المدموغ بالتكفير الصريح، أي تكفير كل من لا ينتمي لهذه التقليدية في كل شيء، حتى ولو في تلك التفاصيل التي علقت بها إبان تموضعها في التاريخ، وخاصة خلال فترات الصراع. الناس قد سمعوا من المتعاطفين - لهذا السبب أو ذاك ! - مع التكفيريين الإرهابيين وعرفوا ما لديهم (على اختلاف في طبيعة التلقي)، كما سمعوا منا نحن معشر الكتاب والمثقفين الذين ينتمون إلى الرؤية المدنية التي تقطع بصورة واضحة مع خطاب التطرف الديني، وترى أن المسألة الإرهابية أكبر من خطر هؤلاء الإرهابيين الأمني المتمثل في احتمال الحشد والتجييش لممارسة العنف تكفيرا، ومن ثم تقتيلا وتفجيرا. كما سمع الناس من فريق ثالث ينتمي إلى ذات المدرسة العقدية التي ينتمي إليها هؤلاء التكفيريون، وهو الفريق الذي يعلن - بل ويبالغ في الإعلان ! - عن اختلافه مع هؤلاء التكفيريين في الفصل الأخير من المسيرة التكفيرية (وهو الفصل المتخصص في تنزيل الرؤى والأفكار على الواقع. الفصل العملي)، بينما هو يلتقي معه على الأسس والقواعد وطرائق الاستدلال، تاركا المشهد مفتوحا على كل القراءات المتفحصة التي تشهد بأن الإرهابي أصدق منه في الوفاء لمقولات التقليدية، وأشجع منه في الكشف عن موقفها الصريح من المختلفين معها - ولو في أدق التفاصيل - في القديم والحديث. إذن، سمع الناس منا ؛ كطرف أول، ومن المدافعين المتعاطفين مع الإرهاب ؛ كطرف ثانٍ، ومن التيار المنتمي للتقليدية الأثرية التي تهاجم الإرهابيين (تُهاجمهم ! ؛ بينما تاريخها متخم بمقولات التكفير التي لم يكن سلوك الإرهابيين إلا تطبيقا عمليا صادقا لها) ؛ كطرف ثالث. لكنهم لم يسمعوا من التكفيريين كفاحا إلى ما قبل أيام معدودة، لم يطرح التكفيري عليهم آراءه بشكل صريح ؛ لأنهم كانوا بين فَصِيلَين لا ثالث لهما. إما أنه مستعد للمجاهرة بآرائه والدعوة لها مهما كانت الظروف والعواقب. وهذا لم نعطه الفرصة لعرض آرائه خوف أن يؤثر في بعض السذّج دينيّا، وما أكثرهم !. وإما أنه متخفٍّ بآرائه التكفيرية الصادمة، لا يعلنها إلا في محاضِنه الدعوية الخاصة، وليس لديه أي استعداد للكشف عنها في وسائل الإعلام. طبعا، المهتمون بخطاب التكفير سمعوا وقرأوا مقولات التكفيرين مباشرة. التقوا بهم أحيانا، وقرأوا مؤلفاتهم ومقالاتهم، فضلا عن اطلاعهم الواسع على مقولات التقليدية التي يمتحون منها. كما أن من تربطهم بالإرهابيين علاقة قرابة، أو علاقة جيرة، أو أية صورة من صور الانتماء المجتمعي، كانوا يعرفون مقولات هؤلاء عن قرب، بل وعن واقع ملموس. ولهذا لم يكن ما ظهر في المقابلات الأخيرة مع الإرهابيين مفاجئاً لهم. وإن كان ثمة مفاجأة فهي لم تتجاوز حدود اندهاشهم المحدود من قدرة هؤلاء على طرح عنفهم على إعلام واسع يُقدّر عدد مُشاهديه بعشرات الملايين. بهذا يتبين أن قصدي بعدم السماع منهم متحدد في الخطاب الجماهيري الواسع الذي يشمل الشريحة الأكبر من مجتمعنا؛ حيث يوجد بيننا مَن لم يسمع بمثل هذا التكفير الجنوني من قبل، بل وربما لم يتوقع وجوده على هذا النحو المرعب، وحتى إن توقع وجوده - لمِا يتساقط إليه من أخبار من هنا وهناك -؛ فإنه لم يتوقع - بأي حال - أن يجاهر به صاحبه معتدا به غاية الاعتداد، بل وداعيا إليه على رؤوس الأشهاد. ولكي تجعل الإرهاب يتكلم بنفسه، وبلسان صريح ؛ فأنت بحاجة إلى معتوه أو شبه معتوه، يعلن عن كل ما تعتقده المنظومة التقليدية المتطرفة بصراحة من لا يضع حسابا لأي شيء ؛ مهما كان خطيرا على نفسه أو على مستقبل التقليدية ذاتها كخطاب لا يزال يحظى بنوع من القبول لدى شرائح اجتماعية لا يُستهان بها عددا وتأثيرا. أنت بحاجة إلى عقل طفولي يفضح أسرار البيت التقليدي، ويعلن - بكل جرأة السذاجة الجنونية - عن الشطر المسكوت عنه من إلزامات المنطق الاستدلالي للتقليدية، وهي الإلزامات التي يكتفي مشاهير المنتمين إلى التقليدية بالسكوت عنها ؛ نزولا على ظرف الزمان / التاريخي أو على ظرف المكان / الجغرافي / الوطني، أو على كليهما. من هنا كانت المقابلة التي أجرتها إحدى القنوات الشهيرة مع تكفيري إرهابي يقبع في السجون منذ أكثر من ثمانية عشر عاما فرصة لتعرية خطاب التكفير بلسان خطاب التكفير. أي أن الإرهابي قال بنفسه عن الخطاب الديني المتطرف المنتمي للتقليدية ما كنا نقوله عنه منذ أكثر من عشر سنوات، وكنا نجاهد - بمئات المقالات -؛ لنثبت - بكل صور الاستدلال - ما تبرّع الإرهابي بالاعتراف به على الملأ، وبكل صراحة ووضوح، بل وبحماسة لا حدود لها. وبهذا نجد أنه اختصر - بغبائه الفريد، وفي غضون ساعة وربع فقط - كل تلك المقالات التي كانت تحاول كشف حقيقة أنهم هكذا يعتقدون تضليلا وتكفيرا، بل وهكذا يخططون لتنفيذ ما يعتقدونه جازمين تقتيلا وتفجيرا. هنا، وقبل أن أسطّر شيئا من مقاربتي للمقابلة التي فاجأت كثيرين بصراحتها الشديدة، لا بد من التأكيد على أننا - في كل محاولاتنا كشف وفضح خطاب المتطرفين التكفيريين - لا نراهن على إقناع المنتمين للتقليدية عن قناعة بمقولاتها التكفيرية، أي أولئك الذين يعرفون كل ما تنطوي عليه مقولاتها وطرائق استدلالاتها من تكفير صريح. فهؤلاء لايختلفون عن هذا التكفيري الصريح إلا في كونه أهوجَ متهورا لا يضع حسابا لأي شيء، بينما هم تكفيريون صامتون (الصمت نسبي، أي لا يعلنون عن هذا التكفير في كل الأماكن ولكل الناس، وإنما - فقط - في بعض الأماكن ولبعض الناس) يعتقدون أنهم مع هذا التكفيري في خندق عقائدي واحد. الرهان الحقيقي / العملي هو الرهان على عقول وضمائر الأغلبية الساحقة من الجماهير التي تؤمن بالتقليدية في مقولاتها العامة ذات الطابع التسامحي، بينما هي لا تعرف شيئا ذا بال عن التراث العقائدي المتخم بالتكفير للمنظومة التي تتماهى معها؛ لأنها لا تأخذ إلا ما هو مطروح علانية، وما هو مطروح علانية لا يتجاوز ما هو مقبول في هذا الفضاء الانفتاحي الذي لا يمكن أن يتسامح مع خطاب مُستعد - في بُنيته الاستدلالية - لتكفير 99% من المسلمين. ولهذا يجري تغييب الشطر التكفيري (بأساليب شتى، ومنها أن لا تتحرج عن عرض الفكرة التكفيرية في تعميم مبطن) ؛ لحساب عموميات تقع في نطاق المشترك العام بين المسلمين، مع تعمد انتقاء العموميات التي لا تتعارض مع الخصوصية التكفيرية ولا تنفيها - استدلاليا - بأي حال. أي تتركها عموميات أشبه ما تكون بالتمهيد أو التوطئة لاستثارة مقولات التكفير وتعزيزها عندما تسمح الظروف، أو لتوظيفها - بالتساوق مع متتاليات التأثير - في بعض محاضن التجنيد للتنظيمات التي تنهض على إيديولوجيا التكفير. إذن، لا بد من التفريق - في مثل هذا الرهان المعرفي والإنساني - بين من ينتمي للتقليدية عارفاً بكل مقولاتها، ومؤمناً بصوابيتها التامة، وبين من يتماهى مع التقليدية في مسارات التدين العامي وشبه العامي، دون أن يكون مطلعا على تلك المقولات التكفيرية، أو دون أن يكون مستعدا - حال الاطلاع عليها - للاعتقاد بها كمقولات تمتلك الحد الأعلى من الصواب الديني. إن التعاطي الفكري والإعلامي مع هاتين الشريحتين / الفريقين لا بد أن يكون مختلفا، ليس تبعا لاختلاف منطلقات التصور فحسب، وإنما لاختلاف درجات الاقتناع أيضا. وأنا هنا لا أتحدث عن محض تحليل مجرد، أو حتى عن قراءة على قراءة، وإنما حديثي من تجارب مباشرة / شخصية مع هؤلاء وهؤلاء، حيث رأيت فيها المتدين العامي (والعامي هنا قد يكون متخصصا، متوفرا على أعلى الشهادات العلمية، ولكنه عامي فقط في مستوى اطلاعه على التراث الديني التقليدي) جاهلا بالمقولات التكفيرية، وعندما تكشفها له يصاب بالصدمة أو ما يشبه الصدمة، ويبدي استعداده للبراءة من هذه المقولات، وفي بعض الأحيان، للبراءة من التقليدية برمتها. بينما رأيت المتدين المطلع على تراث التقليدية بكل ما فيه، والمنتمي إليها عن قناعة بمنطقها الاستدلالي (المنتهي بالتكفير ضرورة)، يُراوغ كثيرا، ويحاول التبرير، وممارسة الاعتذار التكتيكي عن تلك المقولات، دون أن يحكم - صراحة - بخطئها ولو في حدودها الجزئية، فضلا عن أن يُدين التقليدية ؛ باعتبارها منبع التبديع والتضليل والتكفير، أي منبع كل صور النفي والإقصاء في عالمنا الإسلامي. لا زلت أذكر يوم قُتل قائد تنظيم القاعدة، الإرهابي (يوسف العييري) في مواجهة مع الأمن قبل أكثر من عشر سنوات. كان اسمه على قائمة المطلوبين بوصفه قائد التنظيم الإرهابي، وكان معروفا في الأوساط التقليدية بطرحه الفكري / الشرعي المنافح عن خطاب التكفير. أي أن تهمة الإرهاب والانتماء لتنظيم القاعدة لم تكن تهمة أمنية فحسب، بحيث يمكن للمتعاطفين معه نفيها أو - على الأقل - التشكيك بها، وإنما كانت مما يعلن به هو عن نفسه، بل ويفتخر بها مريدوه، حيث كانوا آنذاك يتداولون طرحه الهزيل جدا بوصفه العالم الشرعي لتنظيم القاعدة، إلى درجة أنهم كانوا يسمونه بال " الشيخ. يوسف ". (وهو - حسب بحث توماس هيغهامر عن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب - الرجل الذي بنى العمود الفقري للتنظيم، انظر خاصة ص 255 وما بعدها، حيث يتضح دوره الكبير والمحوري في بلورة تنظيم الإرهاب). في ذلك اليوم، و في الساعة التي تم فيها تداول مقتل هذا الإرهابي، كنت أقف مع شيخ تقليدي ظاهره التسامح، وسيرته تزدهي - شهرة - بدماثة الأخلاق، وقد لاحظت عليه أنه حزين لمقتل هذا الإرهابي، فسألته صراحة. لماذا أنت منزعج لمقتل إرهابي تعلم أنه قائد لتنظيم مسلح؟ فرد. لماذا يقتلونه، لماذا لم يتركوه يهرب، يذهب إلى حيث يشاء، الرجل كان هاربا، لم يكن هو الذي هجم عليهم... إلخ. هذه اللغة التبريرية الحزينة. وطبعا، لا بد أن نأخذ في اعتبارنا أنه كان يقول هذا وهو لا يريد أن يُعرف عنه أي تعاطف مع الإرهاب، وخاصة في حضوري، وإلا لأيده صراحة. المهم، قلت له. هذا قائد تنظيم مسلح، وقد أعلن عنه في قائمة المطلوبين، فكيف يُترك يذهب إلى حيث يشاء؟ رد قائلا - بحزن شديد ممزوج بتبرير واضح -: لو تركوه ربما ذهب يجاهد في العراق. قلت، وماذا عن التنظيم المسلح الذي يقوده؟ قال. لا أظنهم يفعلون شيئا إلا إذا تعرّض لهم الأمن، وهنا من حقهم أن يردوا..إلخ. الحوار الذي يتضح فيه أنه لا يعي ما يقول، وأن الأسى والحزن والتبرير لهذا الإرهابي وتياره هو ما يُوجّه حديثه اللامنطقي واللاواقعي. من المهم هنا ملاحظة أني أتحدث عن متسامح قياسا بغيره، وإلا فقد سمعت من المتعاطفين مع الإرهاب من يسأل عن عدد الأجانب/ غير المسلمين في كل عملية ؛ ليبررها أو يتحفظ عليها ؛ وفق نسبة الأكثرية إلى الأقلية. ولهذا وجدت هذا التقليدي المتسامح، وخاصة بعد توالي الأحداث الإرهابية، يقرر أنها خطأ ؛ دون أن يجرّم فاعليها !، أي يرى أنها أضرت بالإسلاموية المحلية ؛ إذ شوهت صورتها وقيدت حركتها، دون أن يعتقد أن فاعليها مجرمون يستحقون العقاب، فهم في نظره مجتهدون أخطأوا الطريق الأمثل، هم - في نظره - مجرد أناس طيّبين سلكوا طريقا فتبين لهم أنه مليء بالعقبات، ولهذا عليهم أن يجرّبوا طريقا آخر ؛ لعل وعسى، ومجتمعهم هو حقل تجاربهم تكفيرا وتقتيلا وتفجيرا. أوردتُ هذا كمثال على الموقف الحقيقي للتقليديين من الإرهابيين الذين يقفون معهم على أرضية عقائدية واحدة. لا يستطيع التقليدي - حتى لو أراد - أن يُدين التكفير ومن ثم الإرهاب من أساسه. نعم، قد يدينه من أطرافه، حيث يضحي بهذا الغصن أو ذاك من شجرة الحراك التقليدي ؛ لتبقى الشجرة حية قادرة على النمو والتمدد والإثمار. مرة أخرى، وكنت برفقة أحد مشاهيرهم، وهو - أيضا - كان لا يُجاهر بالتكفير، بل كان كالأول متسامحا في ظاهره، وعندما عرضت عليه - مستنكرا - مقولات هؤلاء الذين يكفرون كل الحكومات الإسلامية - باستثناء طالبان - ويرون كفر الدول الإسلامية وكل من ينخرط فيها، لم يستنكر ولم يجرؤ على التأييد الصريح، بل ترك الباب مواربا في لغة هي أقرب إلى التأييد، فقد قال بالنص. " معهم أدلتهم ". ما يعني أنهم عنده - على أسوأ تقدير - متأولون أخطأوا، مع أن ظاهر العبارة يدل على أنهم لديه على صواب ؛ لأن من تحكم أن معه الأدلة (أدلة، وليس دليلا واحدا!) فهو المصيب. إن هؤلاء وأمثالهم يعتقدون بالتقليدية عن معرفة بكل مقولاتها، وعن إدراك لمآلات تلك المقولات. ولهذا لن تصبح اعترافات التكفيري بلسانه موضع استنكار منهم، بل ربما أصبحت موضع تقدير، باعتبارها شجاعة عجز عنها الآخرون. وهنا نقول. لا رهان على هؤلاء في مثل هذا الفضح الإعلامي، وإنما الرهان على من يحتفظون بتصوّر آخر عن التقليدية، تصور لا يرى أنها مدرسة تكفير بالدرجة الأولى، بل ربما اغترّ بها وصدق ما تقوله عن نفسها - في ادعاء عريض - أنها أرحم الخلق بالخلق!. (يتبع)