عزيزي رئيس التحرير في الحوار الذي جمع صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب مع نخبة من المثقفين والاكاديميين السعوديين في اثنينية الشيخ (عثمان الصالح) تبادل سموه الحوار والآراء حول الثقافة واستمع لهموم المثقف السعودي. وتطلعاتهم المستقبلية لرفع مستوى الثقافة في بلادنا وتفعيل دور المثقف في المجتمع. وقد تلاقحت افكار المثقفين وتطلعاتهم مع طموحات سموه في تأسيس بنية ثقافية جديدة وايجاد مشهد ثقافي واع في بلادنا. عبر عن ذلك سموه من خلال رؤيته المستقبلية في وضع خطة خمسية للثقافة تكون مدروسة بطريقة علمية صحيحة وعلى اسس وثوابت صحيحة. ولعل ابرز تطلعات المثقفين تمحورت حول اعادة جائزة الدولة التقديرية وتأسيس صندوق مالي لدعم الادباء. وتفعيل دور المثقفة السعودية من خلال الاندية الادبية النسائية، واعادة النظر في لوائح الاندية الادبية السعودية، وتفعيل المعطل منها (كانتخاب رؤساء الاندية الادبية) وكل هذه التطلعات بحاجة الى وزارة للثقافة تلم شتات المؤسسات الثقافية المتناثرة، وتهتم بشئون الثقافة والمثقف السعودي. ولكن يظل هنالك تساؤل: هل نحن بحاجة الى وزارة للثقافة ام الى تأسيس لثقافة محلية؟ قد يبدي البعض تخوفا مشروعا حول هذه الوزارة من ان تتحول الى ادارة بيروقراطية ، تعقد الفعل الثقافي، وتهتم بتنظيم الهيكل الاداري للوزارة ، من قبل البيروقراطيين حيث حول بعض رؤساء الاندية الادبية هذه الاندية الى مؤسسات بيروقراطية تخدم فئة محدودة او تساهم في تسمين (كروش الآدباء) من خلال الولائم، التي ترهق كاهل ميزانية النادي لتظل تشكو من العجز في الاصدارات والمنتج الابداعي. وهذا ما يؤكد رؤية البعض في حاجتنا الى تأسيس مشهد ثقافي على وعي وقادر على استيعاب حركة الساحة والحياة الثقافية في المجتمع عن طريق تحقيق الحضور الثقافي على جميع الاصعدة، ومحاولة تفعيلها واخراجها من الهامشية في المجتمع والاعلام كما نراه في صحافتنا التي تمثل الرياضة فيها الجزء الاهم وتشارك الثقافة في الجزء المتبقي من الشعر الشعبي. وما يعانيه المجتمع من غياب للمسرح الوطني الذي يتناول قضايانا وهمومنا الاجتماعية بمعالجة اسلامية وتغييب دور المرأة المثقفة من قبل البيروقراطيين والسطحيين. كلها مؤشرات تدلل على تغييب الثقافة وحالة اللامسئولية عند بعض المثقفين حينما يتولون الامور الادارية. اذن المسألة ليست في التمثيل الاداري لوزارة ثقافة فقد تديرها بيروقراطية غير قادرة على خدمة الثقافة المحلية، فنحن بحاجة الى تأسيس وتأصيل لمفهوم ثقافي يتخذ زمن الانتماء لارض الحرمين، ويعيد تصدير ثقافتنا الى الوطن العربي. ومن خلال ادوار فاعلة تمارس هذه الجهود. وهذا ما لمسه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد ، ووضع يده عليه من خلال تأييد سموه لوضع خطة خمسية ومدروسة بطريقة علمية لمستقبل الثقافة في بلادنا. هاني الحجي