أيحق لنا في هذا الزمن المضطرب ان نحلق بأمانينا نطلب لها مرفأ, لا تقبل منازعا حتى لو كانت نوارس بيضاء؟ امان حسبها انها تطرد صورا ظلامية تغشى الوعي والروح فينهض السؤال الكبير ماذا حدث؟ واين الحقيقة؟ ومن يستر العورات في زمن الزيف والدجل؟ والأكاذيب الكبرى. امان تطوف حولي فأحيا بها، استنشقها اتوق الى غد يحمل حقيقة تحيلها وجودا يشاركني فيه من ينكرها علي اليوم، من يرى فيها حلما طوباويا لا وجود له في عالم تغيرت لغته فما عاد العقل يحركه بل الحقد والاضغان القديم منها والمستحدث. ان اكثر ما يثير العجب من يرى بعين غيره، فقد اخذ من التبلد والتراخي ان فقد ابسط مقومات التعقل فهو غير قادر على النظر والتبصر ويكفيه انه صدى وظل، اسير ما يرددون ولم لا فأعذب الاصوات تنشد ومن ورائها الجوقة، حتى الحلم هناك من يحلم ونحن له تابعون؟ كيف لأمة ان تنهض وهي تلغي العقل وتحرم الحلم؟ هل لنا ان نحلم بعراق جديد تنضوي قومياته وطوائفه في نسيج جديد لا يخترقه اجنبي دخيل، يتحصن ضد الفتن و الفيروسات الضارة، عراق يبني حضارة المستقبل يباهي بها الحضارات ويحفظ لها عهد الاجداد ويزكي بسموها ملايين الضحايا ممن قدموا دماءهم مدادا وارواحهم صفحات وسنوات النفي ومرارة الاغتراب حروفا تضىء التاريخ ولا تنطفىء. هل لنا ان نحلم بان يرفع الآخرون كلهم اياديهم عن العراق فالعراق للعراقيين؟ هل لنا ان نحلم بان نجرب التفاؤل ولا نلغي الحذر؟ من الاماني ان يتوقف اصحاب الأفواه الكبيرة عن الكلام فقد حان الوقت ان يسكت الجميع ليستمعوا لاهل العراق انفسهم فهم اقدر وما كان سكوتهم عن عي او خرق، لكنه الظلم والخسف الذي حل بهم اكثر من ثلاثة عقود. من الاماني ان يجرب الناس اصواتهم يدرسونها قبل ان يصدموا الناس بها؟ من الاماني ان تلف عالمنا العربي حمائم بيضاء تصدح بأغنية حب ترفرف بأجنحة تسامح وحرص على الاخ حمائم لا وحوش كاسرة تنهض وتفترس. من الأماني ان نتخلص من مقولات مسبقة متوارية في الغرف الظلماء داخلنا مستوحشة تنتظر خيط العنكبوت تتسلقه في اقرب فرصة ونحن نعلم انه خيط واه ليس أضعف منه لكن من استسلم للوحش داخله لا يريد ان يتحقق بل لا يكترث فهو يتابع بنشر سواد نفسه يلطخ الآخرين دون هوادة. هل نبالغ ان تمنينا له عودة الوعي؟ هل لنا ان نحلم بأن تكون تجاربنا بكل ضراوتها وقساوتها منطلقا لخبرات تنهض وتستفيد من العبر لا ان تحيلها الى خزائن الكتب تاريخا يدون ولا يقرأ. من الاماني ان تستقر مجتمعاتنا العربية ويعم الرخاء في كل بقعة فلاحسد ولا رياء، حتى تفقد قنواتنا الفضائية التليفزيونية مادتها المسمومة فهل نحلم برقي لغة الحوار في تلك القنوات من الفضائيات التي تبنت الاعلام تجارة لا رسالة؟ أكثير علينا ان تكون من امانينا تغير سياسة تلك الفضائيات لتغدو عامل تجميع لأمة العرب لا سيف بتر للاخوة العربية؟ اكثير علينا ان تكون من امانينا الا يكونوا عونا لأعداء الأمة الذين يفرحون بفرقتنا وشقوتنا؟ سيل من الأماني بعضها قد يقارب الواقع وكثير يحبس في حروف الاماني.