منذ إعلانها ارتداء الحجاب، وجدت الفنانة السعودية وعد نفسها في قلب الجدل ومواجهة الجماهير، ليس فقط بسبب القرار نفسه، ولكن بسبب التساؤلات حول مستقبلها الفني والتقلبات التي أحاطت بمسيرتها منذ بداياتها، وحتى هذه اللحظة. فهل يكون هذا التحول قناعة نهائية؟ أم امتداداً لسلسلة التحولات التي عرفت بها وعد، وجعلتها واحدة من أكثر الأسماء إثارة للنقاش في المشهد الفني الخليجي؟ منذ دخولها عالم الفن، لم تكن وعد مجرد فنانة تؤدي الأغاني، بل كانت شخصية جدلية، دائماً ما تثير الاهتمام بأسلوبها المختلف ومواقفها الجريئة. فعلى الرغم من نشأتها في بيئة محافظة، اختارت طريقاً لم يكن سهلاً، ودخلت مجال الغناء وسط تحديات كبيرة في تلك الحقبة، وصلت إلى حد الصدام العلني مع عائلتها. بل إن حياتها الشخصية شهدت لحظات درامية، كان أبرزها حادثة الاعتداء عليها على المسرح من قبل شقيقها الراحل سعود -يرحمه الله-، الذي عارض مسيرتها بشدة وظهورها على الإعلام، وهو ما زاد من تسليط الأضواء عليها كفنانة ترفض الانصياع للقيود الاجتماعية التقليدية آنذاك. لكن المفارقة أن وعد، التي بنت شهرتها على كسر المألوف، عادت اليوم لتضع نفسها في مساحة مختلفة، إذ تعلن رغبتها في مسح الصور القديمة ونسف أرشيفها، وتطالب جمهورها بعدم تداولها، في خطوة تعكس تحوّلاً نوعياً، لكنها في الوقت ذاته تثير تساؤلات عن مدى استمراريتها في هذا المسار. من الناحية الفنية، لا تزال مسألة الجمع بين الفن والحجاب محاطة بالكثير من الجدل، خصوصاً في العالم العربي، حيث ينظر كثيرون إلى الفن على أنه مرتبط بالصورة والأداء البصري، وهو ما يجعل فكرة الاستمرار بالحجاب تحدياً صعباً. أخبار ذات صلة
«زينة رمضان» تكسو شوارع القاهرة استعداداً للشهر الكريم بعد وفاة 82 شخصاً.. بريطانيا تحذّر من استخدام حقن إنقاص الوزن وعد لم تعلن حتى الآن نيتها الاعتزال، لكن التجارب السابقة لفنانات خضن هذه التجربة تكشف عن سيناريوهين متوقعين: إما محاولة البقاء في الساحة الفنية بأسلوب جديد يتماشى مع مظهرها الجديد، أو الابتعاد تدريجياً وصولاً إلى الاعتزال الكامل. لكن في حالة وعد، فإن تركيبتها الشخصية تجعل من الصعب توقع مسار ثابت، فهي لم تكن يوماً فنانة تقليدية، بل اتسمت مسيرتها بالكثير من التقلبات، سواء على المستوى الفني أو الشخصي. قرار وعد بالحجاب جاء فجأة، كما كان دخولها عالم الغناء مفاجئاً في بيئة محافظة، وكما كانت مواقفها الحادة في مواجهة العائلة والانتقادات غير متوقعة. لذلك، يظل السؤال المطروح: هل هو تحول نهائي؟ أم مجرد فصل جديد في مسيرة فنية لم تتوقف يوماً عن صناعة الجدل؟ في النهاية، تظل وعد واحدة من أكثر الشخصيات الفنية التي يصعب وضعها في قالب واحد. فكما بدأت مسيرتها بالتمرد على المعتاد، ربما يكون تحولها الأخير أيضاً تمرداً من نوع آخر، لكن على ماضٍ صنع شهرتها. الأيام القادمة وحدها ستكشف إن كان هذا التحول قراراً نهائياً، أم مجرد محطة جديدة في رحلتها الفنية التي لم تكن يوماً خالية من المفاجآت والجدل.