في الدقيقة الخامسة عشرة والثانية الخمسين يأتي الصوت الذي يوقف ذاكرتك ومشاعرك "الزم موقعك" لتعيش أشد لحظات الفخر والحنين لأن تضحي بروحك لهذا الوطن. مهمة العوجا الملحمة الفنية الآسرة التي انتجتها وزارة الدفاع لتروي مواقف مجد خلدها الحد في يوم التأسيس العظيم الذي أصبح فرصة سنوية اتصالية مبهرة تتنافس فيها العقول الوطنية لإنتاج أفضل قصصها وترويها، فكيف إذا كانت هذه القصة على وجه التحديد حقيقية وحدثت بالفعل في عام 2018 حينما أطلقت هذه المهمة لإنقاذ النقيب فهد الحقباني والنقيب عبدالله الزير بعد سقوط طائرتهما في الحد الجنوبي وفي أقل من 21 دقيقة تم إنقاذهما، في القصة الكثير من أوجه الإنسان السعودي الخير في قول النقيب للطفل "ارجع لأهلك" والتآزر العظيم بين أبطالنا البواسل حفظهم الله وغفر الله لشهدائنا الذين دافعوا عن الوطن بالدماء والأرواح. في يوم التأسيس أقول "الزم موقعك" وفكر جيدا بسعوديتك فلا تندفع في الصراعات الوهمية التي تريد أن تنزع منك وقارك وهيبتك، وتذكر "حنا هل العوجا ولا به مروات شرب المصائب مثل شرب الفناجيل"، والعوجا على اعوجاجها الجغرافي إلا أنها وحدها من استقام بها العالم وكانت السراط القويم لنهج الحضارة السعودية الخالد.. ولقيمتها التاريخية يعتزي بها الرجال في لحظات الحرب واشتداد سعيرها، فهي كالبوصلة لقلوبهم والزاد لأرواحهم التي تدافع عن الوطن في ميادين القتال والبسالة. حبيبتي نجد عيني فيك معذورة؛ قالها الفيصل -أدامه الله- ونحيا بها ولأجلها اليوم، إن هذه الرمزيات المعنوية التي تتجسد في كل عام وذكرى التأسيس في ظل مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ما هي إلا أهازيج وطنية خالدة. كل عام والوطن بملكنا وقادتنا بخير، وكل عام وجنودنا البواسل في عز وكرامة.. وزارة الدفاع لم تكتفِ بأن تكون الدفاع بالدم لكن دافعت اليوم بالفكرة والشعور وتصدرت بإنتاجها الفاخر قلوب الناس قبل أعينهم.. والحمد لله على عظيم فضله.. ودمتم بوطن يحبكم وتحبونه.