تختلف تقيمات النساء لكمية دورتهن الشهرية، بعضهن يشكين من غزارة الدورة دون أن يكون ذلك حقيقيا، وبعضهن قد لا يلتفتن إلى ذلك إلا بعد أن يشخص عندهن فقر الدم الناشئ عن غزارة الدورة. ولذا، فإن هناك بعض المؤشرات التى تساعدنا في التأكد من ذلك، منها: الحاجة إلى استبدال الفوط الصحية كل ساعة أو ساعتين، و الحاجة إلى وسيلتين من وسائل منع دم الحيض من تلويث محيط الجسم كاستخدام فوطتين صحيتين معا، أو استخدام فوط صحية و سدادة في وقت واحد. كذلك فإن استمرار الدورة مدة تزيد على سبعة أيام، أو خروج قطع دم متجمد قُطر أكثرها يزيد على اثنين سنتيمتر، كلاهما مؤشر مهم على غزارة الدورة. و البعض يجدن أن الدم ينتشر، بحيث يلوِّث الملابس الداخلية، أو الفراش خلال النوم، كما أن اضطرار الأنثى لأخذ اجازة مرضية بسبب الدورة، أو التوقف عن الأنشطة اليومية كالرياضة، أو الإحساس بالوهن دون مؤشر على سبب 0خر، يزيد من احتمالات غزارة الدورة، و أخيرا ظهور أعراض فقر الدم كالوهن، و ضيق التنفس، والدوار ومثل ذلك. بعض الدورات تكون غزيرة دون سبب مثل الدورات الأولى بعد إنقضاء النفاس، أو الدورات الأخيرة قبل الوصول إلى سن انقطاع الطمث، و أكثر النساء لا يوجد لديهن سبب عضوي لذلك. و لكن هناك أسباب يجب البحث عنها عند التأكد من غزارة الدورة الشهرية، منها أسباب عامةٌ كبعض أمراض الدم التي تمنع تخثر الدم، أو تعاطى أدوية تزيد سيولة الدم. أما الاسباب الموضعية، فتشمل الأورام الليفية، و مرض بطانة الرحم الهاجرة، أو وجود الداء الإلتهابى الحوضى، و السببان الأخيران عادة ما يترافق معهما آلام شديدة خلال الدورة، وخلال العلاقة الزوجية. و أقل الاسباب، هى وجود مرض خبيث في الرحم، و لذا فإن ابتداء هذا العرض بعد سن الخامسة و الأربعين، يستدعي أخذ عينة من باطن الرحم، بالإضافة إلى عمل صورة بالموجات الصوتية في كل الأحوال. في أغلب الحالات لا يوجد. سبب يستدعي علاجا خاصا، و يمكن البدء بالعلاجات العمومية. خط العلاج الأول استعمال مضادات الالتهابات اللاسترويدية ( NSAD )، و هي أدوية شائعة التداول لأسباب كثيرة، فهي شديدة الفاعلية في تخفيف الألم، وتخفيض الحرارة، و كذلك تقلِّل كمية الدم المفقودة خلال الدورة الشهرية، وميزاتها استعمالها خلال أيام الدورة الشهرية فقط، كما أنها لا تقلِّل من الخصوبة لمن يخططن للحمل. و لكن يجب التأكد قبل استعمالها، بأن المريضة لا يوجد لديها مشكلة في وظائف الكلى، و خاصة إذا كانت من مرضى ارتفاع ضغط الدم، كما يجب أن تتعاطاها المريضة بعد الوجبة الغذائية، لتفادى حدوث حموضة، أو تقرح في المعدة. (يتبع)