في الوقت الذي تحتفي الدول باليوم العالمي للمتاحف الذي أطلقه المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) عام 1977، تحاول مافيات سرقة الآثار وتهريبها تفعيل نشاطها في العراق وسورية ومصر ولبنان واليمن وتونس وفلسطين، مستغلّة الأوضاع الأمنية التي تعصف بدول المنطقة وغرق الشعوب في دوامة الهروب من الموت والبحث المضني عن لقمة العيش وسعي الحكام وأصحاب القرار وراء المناصب وكسب المال، على حساب التاريخ والحضارات وذاكرة الأوطان التي لا تقدر بثمن. الجميع متآمر على التاريخ في المنطقة، ويحاول الانتقام منه عبر تدمير الآثار والمتاحف أو تهميشها أو تشويهها أو حتى عرقلة بنائها. وهنا نستثني دول مجلس التعاون الخليجي التي تنهض نهضة علمية في بناء المتاحف وتوسيعها والتنقيب عن الآثار، في محاولة واضحة لربط هذه الدول بجذور عميقة مع الأرض الغنية بالنفط وترسيخ تاريخ يُكتب الآن لجيل المستقبل. وفي كل عام تفتح المتاحف العربية كما تفعل متاحف العالم، أبوابها، للزوار مجاناً في 18 أيار والأسبوع الذي يليه وتزخر الجامعات بالمحاضرات والندوات، من دون التنبه إلى أن تاريخنا المحفوظ في المتاحف والآثار يتآكل كما تتآكل العظام المدفونة، ويتراجع بدل أن يتقدم وينهض في منطقة اخترعت الأبجدية وكانت عنواناً للتاريخ. وكأن الإهمال والسرقة والفساد المستشري والاحتلال الإسرائيلي لا تكفي تلك الصروح الشاهدة على وجودنا، كي يصبّ التطرف والتسلّح والديكتاتوريات جامّ غضبها على المتاحف ناسفة كل خيط يربطها بالإبداع والذاكرة والتوثيق والحضارة، لتُحيلها رماداً يتناثر في الهواء كما تتناثر ذرّات الجراثيم غير المرئية وتحيلنا نحن أهل هذه المنطقة إلى مرضى مصابين بفقدان الذاكرة لا مستقبل لهم. - حضارات العراق للبيع في «متحف» السوق السوداء - المتحف الفلسطيني... من يبنيه؟ - المتاحف المصرية... متى تنتهي القطيعة مع الجمهور؟ - «تاريخ» سورية تحت النار - أجوبة جوهرية