فلسطين بالخرائط والوثائق احدث اصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب وهو دراسة توثيقية هامة لتاريخ فلسطين اعدها الكاتب الاسلامي بهاء فاروق وضمنها عدة وثائق تاريخية هامة خاصة بالنزاع العربي الاسرائيلي.. يتتبع المؤلف الاحداث التي مرت بها فلسطين منذ عام 2500 قبل الميلاد حتى يومنا هذا ويستعرض اسماء فلسطين التاريخية التي اطلقت عليها عصور مختلفة ومنها ارض كنعان نسبة إلى القبائل العربية السامية الذين بسطوا سلطتهم على البلاد عام 2500 قبل الميلاد، واسم المهاجر ابراهيم عليه السلام على فلسطين حيث اقام فيها سيدنا ابراهيم عليه السلام بعد خروجه من بلده اور في العراق عام 1800 قبل الميلاد وفي عام 1148 اطلق اسم فلسطين على فلسطين وذلك نسبة إلى جماعات البليست او بالستا وهو اسم مكان في ابيروس في اليونان او بلستين الذين سكنوا غزة وما جاورها قادمين من جزيرة كريت وهذه الجماعات اختفت كجنس بشري وبقي اسمهم علماً على هذه البلاد. بالاضافة لاسماء اخرى وردت في التراث العربي والاسلامي مثل الارض المقدسة وارض المحشر والمنشر وارض القبلة الاولى. ثم ينتقل المؤلف للحديث عن القدس في الفكر الديني الاسرائيلي ويكشف عن حقيقة راسخة في الوجدان الاسرائيلي وفي العقيدة اليهودية وهي ان الاسرائيليين يعدون الارض المقدسة "ارض الميعاد" ويرددون باستمرار: لا معنى لاسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل، ويوضح المؤلف ان حرص اليهود على القدس دفعهم إلى العمل المحموم من اجل جعلها يهودية مائة في المائة وبدأت مشاريع تفريغها من سكانها منذ اليوم الاول الذي احتل اليهود فيه القدس الغربية عام 1948 ثم القدسالشرقية عام 1967. ثم استعرض المؤلف العصور المتعاقبة التي مرت بها فلسطين بدءاً بالوجود الكنعاني في فلسطين في الالف الثالثة قبل الميلاد وانتهاء باعلان دولة لليهود عام 1948 في فلسطين والقرارات الصادرة عن منظمة الاممالمتحدة بشأن التقسيم والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة والتي لم تنفذها اسرائيل إلى يومنا هذا بل سعت إلى تكريس المزيد من الاحتلال وفرض سياسة الامر الواقع. ثم تحدث عن المذابح التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في حق الفلسطينيين داعماً ذلك بالصور التي تجسد الانتهاكات والمذابح التي يرتكبها يومياً الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطينيين بالاضافة تدنيس المقدسات الاسلامية وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك الذي تسعى اسرائيل إلى هدمه وازالته نهائياً من الوجود لبناء هيكل سليمان مكانه. ثم يفرد المؤلف فصلاً خاصاً للحديث عن القدس عبر التاريخ ومن خلال الوثائق والادلة التاريخية يؤكد المؤلف ان الوجود الاسرائيلي في القدس وجود عابر لا يعطي أي حقوق دينية لليهود في القدس او في ارض فلسطين. ثم يخلص المؤلف إلى ان قضية القدس بابعادها الدينية والسياسية تمثل جوهر الصراع العربي الاسرائيلي وما يطرح من مشاريع اسرائيلية عبر التفاوض انما يعمل على تكريس الامر الواقع الصهيوني وينتقص الحق العربي الاسلامي فيها ويشير المؤلف إلى ان عملية تفاوضية تتم خارج نطاق الضغط العملي على الاحتلال عبر الانتفاضة والمقاومة الفاعلة لن تتمكن من استرجاع حتى الفتات من الحق العربي السياسي السيادي والديني والانساني في مدينة القدس.