الجيل القادم يتشكل بين أروقة الجامعات ، وعادة ما يكون مسرح الأحداث السياسية منها والاجتماعية مقاعد الجامعات وبين الأروقة والمدرجات .. وقد مثلت الحركة الطلابية منذ السبعينيات في الكويت حياة مغايرة للوضع الاجتماعي وأفرزت وعيا مختلفا نتلمسه اليوم في الشارع المحلي وبين الديوانيات.. لكننا اليوم حينما نتجول في جامعة الكويت ( كلية العلوم) .. نتساءل كيف يفكر شباب الجامعة في الكويت اليوم وماذا يدور بالشارع الكويتي.. ربما نحمل بعض الإجابة هنا مع هذه الشريحة. الحل الأمثل الدكتور رضا حسن عميد كلية العلوم شبّه الاستعدادات النفسية للطلاب في الكلية بالوضع العام للشعب الكويتي. فالكلية شريحة من المجتمع الكويتي الذي تسوده حالة من الطمأنينة تجاه الأوضاع الأمنية السائدة.. وقال ان على أرض الكويت اليوم أقوى جيوش العالم مما يبعث على الطمأنينة لدى الناس جميعا. ويضيف "كنت في زيارة إلى جدة في الأسبوع الماضي وكان الجميع يتساءل عن ما اذا كانت الدراسة ستتوقف في الكويت.." وحينما نفكر هل نحن بحاجة لإيقاف الدراسة وتأجيج المشاعر لدي طلبة المدارس والجامعات نجد أن الحل الأمثل اننا نستمر حتى نشعر بضرورة اتخاذ قرار إيقاف الدراسة. وفي حال وجود الحرب واستمرار الدراسة قال الدكتور رضا اننا نتوقع أن هناك خططا أمنية في حال اندلاع الحرب من خلالها يتم تقييم جميع المواقف الخاصة بالدراسة أثناء الحرب والقرار يصدر من قبل مجلس الوزراء ووزارة التربية وعلى ضوئها ربما تتوقف الدراسة للمدة المحددة.وحول كيفية تعويض هذه الأيام الخاصة بالتوقف قال : سوف نقوم بتعويضها في الفترة الصيفية. وحول أخطار الحرب المتوقعة قال: ان أعضاء هيئة التدريس هم بشر قبل أن يكونوا علماء وإنسانيتهم التي تتحكم في رؤيتهم للوضع العام. و حول الثقافة العلمية التي يتميز بها أعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم فقد قاموا بتكريس أنفسهم لإعطاء معلومات لجميع من يطرق أبوابهم سواء كانوا طلبة أو عاملين في الكلية من خلال المعلومات المتوافرة حول تفادي الحرب البيولوجية وكذلك الكيماوية وكيفية تفادي القلق. وعن النتائج السلبية التي قد تنتج من خلال الحرب قال اننا لا نستهين بالحرب مهما كانت نوعيتها ووجود عدة جهات كل يحمل اختصاصه وتوزيع المسؤولية على الجميع.. ولو اتضح أن هناك أي خطر على مواطن سنجد أن الجهات تتحرك بموجب المسؤوليات التي حددت لها. حضور ملحوظ الدكتور حسين العوضي العميد المساعد للشؤون الطلابية تحدث عن الحضور الطلابي للجامعة وأكد أن الطلبة في الجامعة متواجدون والحياة عادية جدا بالنسبة للجامعة ولا يوجد غياب وذلك من خلال الكشوف الخاصة بالحضور والانصراف والقاعات مليئة بالطلبة كما ترى في الجامعة هناك كثافة في الحضور.. وحول التوتر النفسي وانعكاسه على الإختبارات قال ان الأختبارات الماضية كانت تحمل نفس النتائج سواء بالنسبة للضعفاء أو بالنسبة للمعدلات المرتفعة ولم تكن هناك مفارقات نستطيع أن نقول بأنها بأسباب الحرب والتوقعات.. الوضع هنا ملئ بالاطمئنان من خلال التواجد العسكري المكثف وعدم توقع أي احتلال فقط حرب اعتيادية ونتمني أن تنتهي سريعا. طالبات كلية العلوم لعلها كانت جولة سريعة في الحرم الطلابي بجامعة الكويت حيث كان الوقت يداهمنا أثناء الدراسة وبين مرح الطلبة الذين تشعر بأنهم للوهلة الأولي يزورون معرضا سنويا يقام في الجامعة وليس معرضا للتهيئة النفسية للحرب والمعركة القادمة. تهاني - طالبة سنة ثانية لعلها كانت أكثر أحساسا بمجريات الحرب فقد كانت تصرخ للوهلة الأولي لا نريد حربا ولا أتوقع حربا. فالحرب يعني قتلي وجرحي .. لوحت بيديها أنا لا أتوقع بأن تكون هناك حرب رغم كل ما يحدث ورغم كل هذه الحشود العسكرية لقد كنت في المستشفي - تهاني - وقد شاهدت الجرحي والمصابين من أثر الحروب استعدت في ذاكرتي الأزمة رغم اني لم أكن في الكويت ولكني أخاف بأن تحدث الأزمة "يمكن أموت لو صار فيه حرب" أمل الرشيدي طالبة سنة ثانية لعل أمل كانت أكثر جرأة من بقية زميلاتها - أنا كنت هنا أيام الغزو وأهلي لم يخرجوا من الكويت - فتاة عاشت ربما أزمات لهذا أصبحت أكثر صمودا من الداخل فطلبنا منها أن تعيد لنا ذاكرة الغزو ولكنها ذاكرة طفلة عمرها ثمانية أعوام لم أكن أخرج الى الشارع فكنا نخاف وموجودين في البيت - يمكن الخوف كان لدى أهلنا أكثر ولكني كنت اشعر بهم وأشعر بذلك في عيون أبي وأمي المتلهفة علينا والتي كانت تحاول أن لا نغيب عنها لحظة واحدة . لكنهم كانوا مصرين على البقاء فالكويت كانت باقية في دمائنا وأرواحنا ونحن لا نترك وطننا مهما كان الثمن . وحول اي نوع من الخوف يسكنها حاليا قالت أمل : لا أتخيل بوجود حرب وهناك احساس بالامان فالكل موجود هنا والحماية مضاعفة (حتي أمي في البيت ما سكرت الغرف للحين) بمعني لم نستعد لأي طارئ يمكن أن يحدث. ولكن أكيد بنحاول أن نأخذ احتياطاتنا ونحن في الداخل ولا نفكر حتي بالسفر . وحول وضعها في الكلية قالت الحمدلله أنا مستمرة في نفس طريقتي من المذاكرة ولكن أحاول أن أبتعد عن الأخبار لأنها تبعث التوتر وتجعلنا نخاف لهذا نبتعد عنها كي نستطيع أن نذاكر ونستعد فالاختبارات على الأبواب أبتسمت وهي تتحدث عن الاختبارات بينما كانت رفيقتها تغريد تهمس بجانبها أي أختبارات وهذا الوضع. تغريد المنصور -السنة الثانية تقول : الوضع مخيف السيارات في كل مكان والمصفحات والجنود في كل مكان وكأننا دخلنا الحرب.هل هناك حرب بالفعل - هكذا تساءلت - ومن يعتقد بأن لا يوجد حرب في ظل هذه التعبئة كان هذا جواب أمل التي كانت تنظر بان الحرب مهما كانت فهي بعيدة وتضيف تغريد انني اخاف من المستقبل أخاف أن يصيبنا شيء ولا نعرف أين نذهب حينها ولا اعرف كيف أتصرف رغم كل هذه التوعية التي سوف أنساها حينما تحدث الأزمة وتصيح صافرات الانذار. طلبة الكلية عبدالله العنزي - طالب كلية العلوم سنة أولي لا أشعر ان هناك أزمة إلا في وسائل الإعلام - كان يتحدث والثقة تكاد تشع من عينيه - ويقول: الحياة الجامعية تسير بشكل جيد ونحن نستعد للاختبارات ولا نشعر بأن هناك أي أزمة ممكن تحدث مؤكد أنها حرب أمريكية عراقية ليست حربنا - وليس لنا دخل بها . كذا كان ينظر الطالب عبدالله الذي يوافقه مجموعة من الطلاب نفس المرحلة ونفس العمر والحديث على أنها حرب لا تخص الكويت بالدرجة الأساسية ولكنها تخص الأمريكان ما تخصنا "احنا" هكذا تنظر شريحة كبيرة من الطلاب الي ذلك .وحول الاستعدادات قال العنزي ان الاستعدادات غير ضرورية حاليا خصوصا أننا نشعر بحالة من الأستقرار النفسي . الطالب علي عبدالله اليافعي سنة ثالثة يقول: توجد حرب وهذا شيء منتهى منه حاليا ولكن هل هذه الحرب متكافئة هل هي حرب تستحق كل هذه الحشود هل هي حرب يمكن أن تأخذ منا الكثير وتمنحنا الكثير .. هذا ما ننتظره وننتظر أن نراه في المستقبل خصوصا بعد الحرب. اليافعي كان يخاف من تناقض القرارات وماذا سيحدث مع هذه الاجتماعات الخاصة بمجلس الأمن . لعلنا ننتظر شيئا جديدا. سعد السعدي طالب سنة ثالثة : ربما كانت وجهة نظره حول استعدادات الكلية للطوارئ والتجربة غير مكتملة . فالجميع يشعر بالأطمئنان من خلال الأماكن الترفيهية والتمشيات ولا يوجد لدينا أي نوع من المشاكل. لهذا نخاف لو حصل أي مكروه فجأة كيف يمكننا التصرف خصوصا ونحن في الكلية. مشاري الهولي سنة ثالثة :لعل مشاري كان يختلف مع بقية الزملاء الذين حاولوا - ربما - مجاملة الصحافة - مشاري كان صريحا ومتجهما من ناحية التوعية التي يعتقد انها غير متوفرة من قبل الجامعة لا يوجد كتيبات ولا توجد لوحات ارشادية والمخارج غير واضحة يمكن فقط عملت التجربة مرة واحدة ولم تكرر ويقول مشاري: ان الجامعة تتحمل كل مكروه يمكن ان يصيب أي طالب في الجامعة لم يعرف كيف يتصرف فنحن نعيش المحاضرات بشكل طبيعي ولا يحاولون ان يشعرونا بأن هناك أزمة حرب قائمة على الأبواب. الحرب قادمة وهي مجرد أيام وساعات ولا نعرف ما يحمل لنا المستقبل في هذه الحرب التي قد تحمل كل انواع الأسلحة وتساءل في ختام حديثه هل كانت الحملة الأمينة بمستوي الحدث.. لعل مشاري جعل كلامه خاتمة لحوار الطلاب الذي سنتواصل معه في كليات اخري ووجهات نظر أخري تعطينا رأيا ربما آخر. الحياة طبيعية في الجامعة