المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    فرصة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «آثارنا حضارة تدلّ علينا»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أرصدة مشبوهة !    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    «المرأة السعودية».. كفاءة في العمل ومناصب قيادية عليا    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    رسالة إنسانية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأكاديمي والباحث الدكتور عبد المحسن القحطاني يروي تجربته .. أطالب بقانون صارم يطبق على الجميع في المستشفيات الحكومية والاهلية
نشر في البلاد يوم 02 - 03 - 2013


حوار : شاكر عبدالعزيز - تصوير - محمد الأهدل :
ضيف حوار البلاد اكاديمي بدوي حتى النخاع.. أزعم أنني طوال حديثه معي كنت الاحظ مخارج الالفاظ وهي تخرج سليمة من ناحية اللغة العربية تماما وهو بذلك سوف يخفف كثيراً من مهمة زملائي المصححين بالجريدة عبر هذا الحوار.ضيفنا المثقف والباحث السعودي والاستاذ الجامعي الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس نادي جدة الادبي السابق والمثقف السعودي الذي ارتوى من «ماء بئر» في بيت شعر من قرية صغيرة تبعد عن الرياض مائتين وخمسين كيلو متراً هي «رويضة العرب» واستطاع بجهده واجتهاده ان يدخل الى مدينة الرياض الواسعة بكل ما فيها من مدنية واضواء ويحصل على الدكتوراه .. اليوم يفتح لنا الدكتور عبدالمحسن القحطاني خزائن افكاره ليتحدث على سجيته وصراحته وشفافيته التي يعرفها الجميع عن كل شيء يهم الادب والثقافة والفكر والمواضيع الحياتية الاخرى في بلادنا.
قلت في البداية للدكتور عبدالمحسن القحطاني الاديب والاكاديمي رئيس نادي جدة الادبي السابق حدثنا عن مبنى النادي الادبي الذي نعتز به فهل ترى ان هذه التوسعة الجديدة تستوعب الفعاليات الثقافية الكبري؟
** اعتدل الدكتور عبدالمحسن القحطاني وهو يحدثني من داخل مكتبته الثقافية العامرة بالعديد من المجلدات والمخطوطات وقال:
فكرة المبنى الجديد بدأت من علاقة تطورت مع اسرة الشربتلي وحينما رأيت جهودهم في العمل الخيري التطوعي قلت لهم «مؤسسة والدكم» اهتمت بالانسان بدءاً من ولادته الى كهولته الى الوفاة - فبنت له مدرسة ومسجداً وجامعاً ومقبرة - فماذا - صنعت له بالهم الثقافي - هناك - مطبوعات كان يطبعها والدكم في حياته وهي كثيرة - واقترح عليكم - ان تتبرعوا ببناء «قاعة» لنادي جدة الادبي والنادي في مدينة ذاخرة بالثقافة قلت هذا الكلام للسيد ابراهيم شربتلي وبعد دقائق هاتف اخاه السيد عبدالرحمن شربتلي فوافقوا على بناء القاعة بخمسة ملايين ريال ثم بدأت المخاطبات وحين وضع سمو الامير خالد الفيصل حجر الاساس قالوا ان التصميم يكلف «عشرة ملايين ريال» واعلنوها بالموافقة وبعد ان انتهينا من بناء القاعة والقاعة السفلي كانت ستكون «ردماً من التراب» فاقترحت عليهم ولماذا لا تكون «قاعة» للفنون التشكيلية والرسوم والعرض وبعض الجلسات فوافقوا وبدأوا يخططونها بالخرسانة وبعد ان انتهينا من المدرج الاول كان التصميم (مسرحياً) والارتفاعات من اول المسرح الى آخره ثلاثين سنتيمترا ولكن قاعة تريد تصنع منها نشاطاً ومسرحاً وسينما تحتاج الى ابعاد اخرى وبعد ان انتهينا اقترحت عليهم ان يبنوا دوراً للمكاتب ودرسوا الموضوع والمقاول كان موجوداً فوافقوا على بناء دور والدور يقال انه كلفهم اكثر من اربعة ملايين لانه على 1175 متراً وبه ديكورات ومكتبة - وهم قالوا لي ان التكلفة وصلت الى 16 مليون ريال وهم الذين تولوا البناء ولم يكن للنادي الا ان يستلم المفاتيح ولكني كنت معهم طوبة طوبة ولخلفيتي في المسرح والسينما كانت لدي اقتراحات اخذوا بها ووضعنا «الكواليس» اسفل المسرح لتغيير ملابس الممثلين والموسيقيين وحمامات ولها بوابات ومدخلين ونجحت الفكرة والحمد لله.واتمنى ان يمتلئ المسرح وان تمتلئ القاعة وفي يوم الافتتاح افتتح الامير خالد الفيصل المبنى الجديد واتوقع ان هذا المسرح من اكبر القاعات التي تشهدها الاندية الادبية في المملكة وهو انجاز رائع لجدة وهو ليس لعبدالمحسن القحطاني ولكن اقول اننا نعتمد على العقلانية والمصداقية من يتبرع سيقدم «تبرعه» اذا عرف ان من امامه صادق فيما يقول سيدفع اليه ما يريد.
رويضة العرب
انت بدوي من الصحراء وانتهيت الى كرسي الجامعة استاذاً للدراسات العليا ماذا يمكن ان تقول عن مراحل هذه المسابقة؟
- مراحل كثيرة جداً تعرضت لها وكل الموجز في هذا الصدد انني لم اعش في الصحراء «الا متفرجاً» لا معايشا فانا عشت في مدينة الرياض ولدت خارج الرياض على بعد 250 كيلو مترا من الرياض في منطقة يقال لها «رويضة العرب» ونحن نبعد عن الروضة بعد ذلك بخمسة عشر كيلو مترا ولم يكن لدينا قرية ولكن لدينا فقط «بئر ماء» وولدت هناك في بيت «شعر» ولم تكن هناك قرية ولكن انتقلت وانا صغير الى مدينة الرياض ومنها انطلقت حتى حصلت على الدرجة العلمية.
المحيط الثقافي في صدأ
دكتور عبد المحسن حدثنا عن احوال الثقافة والمثقفين في بلدنا - اين هم الآن؟ من الواقع الثقافي المحيط بهم؟.
- المحيط الثقافي في صدأ والمثقفون فيه ما يشبه النجوم فالفضاء يسع الجميع باختلافاتهم ومناقشاتهم وحواراتهم فالساحة تسع الجميع وعلى الباحث ان ينظر الى المكان الذي يريده او الى «النجم» فسيجده لكن ان يتوجه لزاوية ويغفل زوايا فهذا سيظلم الثقافة وسينظلم المثقفين.
رئاسة النادي الأدبي
توليت رئاسة النادي الأدبي بجدة حدثنا عن هذه التجربة بكل ما فيها من ايجابيات وسلبيات؟
- الحديث في هذا الموضوع يطول وقد جلست في نادي جدة الادبي عضوا ثم رئيساً ولم آتِ خلواً من الفكر ولا من الهوى ولا من التخصص ولا من التفاعل مع المنبر الثقافي فقد كنت عميداً لشؤون الطلاب بجامعة الملك عبدالعزيز بجميع ما فيه من انشطة ثقافية وادبية واجتماعية ومسرح وفنون شعبية وتراث مجموع من الاندية تتواجد في شؤون الطلاب وانشأت في هذا الوقت مع زميلي الدكتور محمد نصيف والدكتور عبدالله حمود الحربي وكانا وكيلين ليّ، قبل ثلاثين عاماً ثم بعدها جئت عميداً للقبول والتسجيل اتعامل مع الشباب اتعامل مع مشاكلهم وقبولهم واحتياجاتهم - فانا - لم آت غير ملم باطراف الموضوع فسهلت عليّ القضية، ادارة الحوارات سهلة تنظيم الحوارات سهل بالنسبة لي حتى اعطتني هذه المحاولات نوعاً من البصيرة والهدوء وعدم الانزعاج.ويضيف الدكتور عبدالمحسن القحطاني قائلا اي منظومة في الحياة لها سلبيات وايجابيات وانا أرغب للاندية ان تكون مؤسسات مدنية والا ندخل في «البيوقراطية الادارية» فبقدر ما تتخلص من هذه القيود بقدر ما تكون اكثر حركية وانتاجا ولم اكن رد الموضوع او المعاملة بل كنت اذهب بنفسي للامير سواء كان الامير خالد الفيصل او الامير مشعل بن ماجد لاستعجل القضية وهم يؤيدون ذلك بإصرار لانهم يعرفون ان البيروقراطية التحتية هي التي قد تعطل .وقد قلت لسمو الامير خالد الفيصل «انا في نادٍ تحت قيادتك ومن العيب ان يبطئ النادي في موضوعه الثقافي لانهم سوف يحملونني المسؤولية وكيف لا وانت ابو الثقافة واميرها ورئيس مؤسسة الفكر العربي فماذا يقال فيها؟..وفعلا الامير خالد اي موضوع آتي به اليه استخلصه فاذا أزف الموعد وخفت الا تأتيني الموافقة اذهب اليه ولا اخرج الا بتلبية المطلب.
ارجو من الاندية ألا تتثاءب
النوادي الادبية في بلادنا هل أدت الدور المطلوب منها؟ وهناك نقد يوجه لها من الواقع ما هو المطلوب منها في المرحلة المقبلة؟
- على الاندية الادبية الا تتثاءب وعلى الاندية الا تتكاسل وتكون منتجة مع هذا الانتاج سيكون هناك سلبيات ولكن ما هي الايجابيات؟ الايجابيات اذا كانت اقوى واكثر فأهلا وسهلا بها فانا لا انظر الى السلبيات بقدر ما انظر الى الايجابيات ازهو بها والسلبيات اتعلم منها.
الجامعات السعودية لا تشارك في حل قضايا المجتمع المدني ما رأيك في هذا التساؤل الذي يطرحه الناس؟
** اولا انا دائما اكره التعميم لانه قديما قيل اذا اردت الا تكذب ولا تصدق فعمم فالتعميم غير مطلوب لكن علينا ان نبحث الوضع في جامعة هل ادت دورها الاجتماعي هل خرجت من سور الحرم الجامعي الى المجتمع هل ساهمت في البحث او الدراسة في تغيير المجتمع السريع هل واكبت هذه الحركة هذا ما يجب ان يسأل عنه وتسأل عنه كل جامعة وانا اسمع الآن عن جامعات لها سبق (مع انها ناشئة) لكنها (ولدت شابة) ولم تولد طفلة وهذه جامعات تقرأون عنها وتعرفون عنها الكثير.
خريج الجامعة هل هو «ضعيف مقبول جيد ممتاز» انت ما رأيك في هذا التوصيف؟
- للوهلة الاولى اختار «الممتاز» لكن هل الدرجات هي مقياس حقيقي «لشخصية الرجل» لتكوينه هذه «ايماءات» لكنها لا تؤخد مأخذ القبول والقناعة وانما تكون عربوناً للفحص والاختبار على كل الاصعدة.
لابد من قانون صارم
ما هي وجهة نظركم حول «خصخصة» المستشفيات الحكومية التي نجد فيها بعض الاخطاء الفادحة وتلوثا في الدم وما شابه وهناك رأي عام عن عدم الرضا لما يحدث في هذه المستشفيات أنت ما رأيك؟
- قل في سؤالك هل اذا ادار هذه المستشفيات القطاع الخاص «نجحت» ونحن لدينا مستشفيات في القطاع الخاص لها «اخطاء لكن تريد ان يكون هناك «قانون» صارم يطبق على القطاع العام والقطاع الخاص والحكومة ترفع يدها تقديراً واجلالا لهذا القانون بحيث يكون الاقوى ويطبق على الحميع ويكون له قوة في التطبيق فإذا عرف الانسان بهيبة هذا القانون فسوف يحسب لذلك تماماً لان القانون لا يخادع ولا يخذل ولا يكذب ولا يستطيع الانسان ان يدخل الى انسان آخر فيسترق حاله ويكون ضعيفاً امام ذلك فاذا جاء القانون فيطبق على الجميع ونحن دائما نحتاج في كل تصرفاتنا الى قانون يحترم من الجميع في اي شيء في حياتنا - فإذا - وضعنا هذا القانون وطبق على الجميع اصبحنا امامه «سواسية» واصبحنا امامه «فاعلين» لتجنب السلبيات.
المدارس الاهلية
لماذا لا تترك المدارس الحكومية بهذه الميزانية الضخمة المتوفرة لها لكي يديرها القطاع الخاص السعودي؟
انا أريد ان يشعر الموظف بالمسؤولية الملقاة على عاتقه وبقوة القانون وانا اركز على هذه الكلمة لاننا شعب مختلف الثقافات مختلف الاماكن مفتوح الابواب للجميع فاذا لم يكن هناك قانون واضح وقوي سنظل في سلبيات سواء كنا «حكوميين» أو «أهليين» فالمدارس الاهلية ليست خلوا من السلبيات لان احفادي كلهم في مدارس اهلية لعلهم يبحثون عن عناية افضل لكن انا وابنائي درسنا في المدارس الحكومية ولم يدخل منهم الى المدارس الاهلية الا واحد او اثنين ولفترة بسيطة في مدرسة اهلية ومن ثم حولته الى المدارس الحكومية ونجحوا ومنهم الدكتور والضابط والمحامي.
الخادمة في مجتمعنا
مشكلة في كل بيت سعودي «الخادمة الاجنبية» هل لك من رؤية لتنظيم عملية استقدام الخادمات في بلادنا؟
- هذه المشكلة تعود إلى النقلة التي حدثت في المملكة العربية السعودية أو «الطفرة» سببت لنا صداعاً مزمناً. وهذا الصداع أوجب أن نكون مستهلكين لامنتجين» ، فحينما كنت طفلاً.. كنت لا أرى إلا سعودياً يبني بالطين واللبن ولا أرى الا أكلاً من المزرعة وجريداً من «النخلة» ليسقف به وخشبا للأبواب وكل هذه الحرف يقوم بها السعوديون، بعد ذلك بسنة جاءنا بعض «اليمنيين» وأصبحوا يعملون في الحفر واللبن والعمالة الحرفية، في هذا الوقت كان كل الفرانين في الرياض سعوديين، وكان ابن صاحب الفرن في حارتنا زميلا لي وأخاف أن يسبقني لقوته «في العلم» وكنا في المرحلة الابتدائية وكان ممتازا في الفصل وأراه مع والده يساعده «في الفرن» وهذا ليس عيباً، وقد سبق لي أن طرحت ورقة في مدينة الملك عبدالعزيز قبل عشرين عاماً وقلت إننا نحن الآن ابتلينا «بالكلمة» التي تقول عقبال الدكتوراه وما عرفوا أننا لو تخرجنا كدكاترة لأصبحنا أفشل شعب في العالم، وسيصبح شعبا فاشلا ومجتمعا ومنظومة غير متكاملة، أنا أريد من هذه المنظومة بدءاً من الموظف الصغير إلى الوزير الكبير، من هذا البلد المعطاء، والأعمال الخطيرة والقرارات المهمة «المطبخ الأول عند السكرتارية» مثل سكرتير الوزير أو سكرتير رئيس الشركة فهو يصنع شيئاً كثيراً وهذه مشكلة، فنحن الآن حتى القرار ليس في أيدينا كاملاً فالشاي الذي يقدمه لك «غير سعودي» وأصبحنا نرفض أن نستيقظ من صدمة الطفرة إلى فرحة العمل.
مرتب الأستاذ الجامعي هل يوفر له حياة كريمة تساعده على البحث العلمي والتحقيق في مجال تخصصه؟
- هناك زيادات في رواتب الأستاذ الجامعي لم نلحقها. نحن عشنا على المرتبات الأصلية ومع ذلك عشنا. هي قضية أن يكون الأستاذ مع هذه المجموعة مع المنظومة، هل يتساوى بحسب قدرته ومؤهلاته، وغير معقول أن تعطي استاذ الجامعة مرتبا عاليا جداً والجندي الذي يحرسك تعطيه مرتباً ضئيلاً وضعيفاً، وهذا لا يجوز، لأن، الأفضلية ليست على اطلاقها - تعرف أن الجنود الذين يحرسون «الثغور» بالفعل افضل من أساتذة الجامعة في حالة الحرب، لكن استاذ الجامعة أفضل في أنه ينير الفكر ويفتح الآفاق أمام الناس فهو لا يدعي أنه الأول في كل شيء دوماً، فالضابط له دور والطيار له دور وأيضاً والمهندس له دور وحتى المهن البسيطة لها دور في ذلك.
نظرة من قريب
الأندية الأدبية تعمل على دعم الأسماء الأدبية المعروفة ولكنها تغيب عن دعم الاتجاهات الأدبية والثقافية لدى الشباب ما رأيك؟
- دائماً الأشياء على اطلاقها لا أقبلها.. أنا أقبل أن تأتي على كل نادٍ لنرى، هل اكتفى بما قلت أم أنه أهل على الشباب ودعاهم، ودائماً.. نطلق كلمات أنا وأنت لم نقم باحصاء الأندية الأدبية ولم نزرها جميعاً ولم نطلع على نشاطها كلها ..ولقد كانت لي اتصالات مع الأندية الأدبية بالمملكة ولا بد أن يعمم للشباب برنامج ولكني اذا دعيت إلى تقديم بحوث أو محاضرة أو القاء فسوف يتهيب «الشاب» وكنا في الصيف نضع للشباب وأحدهم دربناه على الوقوف لأول مرة على المنبر قال انني حينما أمر على النادي ارتجف «خوفاً منه» وهو طالب ولكن بعد أن دخلت هذا النادي أحسست أنه «أمٌ رؤوف» فنحن نفتح الأبواب ودع الشباب يأتون ويتكلمون وبالأمس في الأمسية الثقافية كان لدينا طالب في الثانية من أجمل الطلاب ومن أحسنهم صوتاً وأداءً في المسرحية والمحاضر لم يبلغ الثالثة والعشرين من عمره وقد دهش الجميع لذلك.
حوار مع الأبناء
الدكتور عبدالمحسن القحطاني .. أنت كناقد أدبي متميز وابنك الدكتور «بدر» جراح متميز في العظام كيف تحدثنا عن دوائر الحوار بينكما ومحاور النقاش فيما بينكما؟
- استطيع القول إن إنسانا حاصال على الدكتوراه مثل الابن «بدر» ليس خلواً من الثقافة بل هو يقرأ ويطلع ولديه من مساحات التواصل ما احتاج أنا اليها والحوار بيني وبينه قائم، فأنا أبصم له بالعشرة في تخصصه وبعده لا أعالج ولا أختر «حبة دواء واحدة» الا عن طريقه، لأنه «جراح عظام» وقبلها «طبيب عام» لكنه يسأل زملاءه في التخصص في غير تخصصه مثل طبيب القلب وطبيب الباطنة ويسأل طبيب الأنف والأذن وطبيب العيون وهو لا يقول ولكنه في الأخير يقول «لي» أعمل «ولا تعمل» وأنا عندما أصبح في مقام المريض أكون مريضاً مطيعاً جداً، والحوار بيني وبينه مفتوح ومع الأبناء الآخرين وعندي الدكتور «فيصل» جولوجيا هندسية وفي المزرعة الخاصة لي لا أحفر بئر إلا بعد أخذ رأيه لأنه متخصص.. ويعرف الأماكن التي ستجف فيها المياه..
عقبال الدكتوراه
نشرت احدى الصحف أن هناك 700 رسالة دكتوراه مزورة يحملها بعض السعوديين وهدفهم هو الحصول على لقب «د» .. أنت ما رأيك؟
- أنا مبسوط من هذه الحركة لنشرها لأن مشكلتنا «عقبال الدكتوراه» التي جعلتنا نتسابق في هذا الموضوع زيفاً، رجل لا يغادر البلد وجالس ولا تدري في يوم من الأيام وهو حاصل على «الدكتوراه» وربما لا يكون رابعة ابتدائي - ولأنه- لا يمر على الجامعات فلا يكشف لكن «الجامعة» من أول ما يتقدم اليها تكشفه على الفور وتكشف أوراقه وهو لذلك لا يتقدم للجامعات بل يريد «لقب فقط» وأي انسان يتعب ويحصل على الدكتوراه ولا يدرس فهو مثل الطبيب الذي لا يعمل فلو أخذ دكتوراه حقيقية وعن جهد وتوقف فلا فائدة - لأن الدكتوراه هي المفتاح وليست النهاية.
الاثنينية علامة فارقة
ماذا تقول عن اثنينية عبد المقصود خوجة المعروفة وأنت أحد أعمدتها الرئيسية؟
- اثنينية عبدالمقصود خوجة أصبحت علامة فارقة في ثقافتنا وفي اشراك الثقافة في البلد وأصبحت متكئاً لأصحاب الدراسات العليا لأنهم يجدون في الاثنينية ما لا يجدونه في غيرها من الكتب لأن المكرم يأتي في حالة من الاعتراف فيعترف بأشياء لم تسمع من قبل وهذه فرصة للباحث حينما يتولى دراسته أن يعتمد على الكتب أو موقع الاثنينية، ورأيت كثيراً من طلابي وبين يدي الآن رسالة دكتوراه اقرأها تعتمد على كتب الاثنينية - ودائماً - يحدث ذلك ويأتيني الطلاب وأساعدهم من الكتب التي طبعتها الاثنينية وبصراحة الاثنينية لم تذهب هباءً وليست كلاماً يقال فينسى وإنما كلام يسجل ويطبع وهذا سر بقائها والاثنينية قمة في الصوالين الأدبية.
يا سلام.. يا سلام
يقال إنك بدأت هذه الأيام مرحلة العودة إلى «خيمة البادية» من خلال مزرعة جديدة قمت بشرائها خارج مدينة جدة فهل هذا الحنين يخاطب وجدانك؟
- فاعتدل محدثي الأكاديمي الدكتور عبدالمحسن القحطاني وقال مبتسماً:
«يا سلام.. يا سلام» .. تصدق انني اذا ذهبت اليها «أنام في شرب» والشرب مكان مزروع بالحشيش واتلذذ برائحته وبالفضاء، ومن غير شك انني لم أكن مزارعاً ولكني نشأت في الرياض على أصوات «المكن» الذي يستخرج «الماء» من الآبار، بل أنها علمتني حركة مموسقة جعلتني فيما بعد أدرس «موسيقى الشعر العربي» كله بسبب المواتير وأصوات الخيل وحديث الأشل.. النخل الجريد كلها تصدر أصواتا جميلة ومموسقة، وقبلها ما تعلمته عند «مطوع» من قاعدة تعتمد على مخارج الحروف والمسافات النطقية لها فشكل عندي الايقاع وكل هذا شكل عندي «الايقاع» وجعله نشيطاً، فأصوات «مكن الماء» و «السواني» ولم تكن فترة طويلة واستخدمت المواتير فيما بعد - هذه الأصوات الجميلة علمتني الكثير.
الصالونات الأدبية
حدثنا عن الصالونات الأدبية ومدى جدية هذه الصالونات وما تقدمه لإثراء الحياة الثقافية في بلادنا؟
- لقد قدمت محاضرة عن «الصوالين الأدبية» في معرض الرياض للكتاب في العام قبل الماضي ونشرت البحث في احدى الصحف - فعلاً - أنا تتبعت هذه الصوالين في جدة يوجد «خمسون صالونا» ما بين نسائي ورجالي.. أين هي منها «ما مات طفلاً» ومنها ما بقي في ذاكرة النسيان ومنها «ما ظل يراوغ حول نفسه وأنا آتي بالأدنى ومنها ما تألق واستمر ولكن «يخاف عليه أن ينتهي بانتهاء مؤسسه «مرضاً أو موتاً» ودعوت وخالفني كثير أنها تكون مؤسسات لتستثمر وليست عملاً فردياً الابداعات يأتي بها الافراد ولكن هذه الصالونات تكون مؤسسات ويشكل لها مجلس وتستثمر بعد الوفاة ولكن هذا سيتحقق «الأمر عصي» - وأنا - الآن حينما جمعت أبنائي قلت لهم ذلك من منكم سيتولى أمر الأسبوعية الثقافية - وكان فيصل- قال أنا أتولى ادارتها إن شاء الله وقلت له «على بركة الله - حبذا- لو استمرت ومعي ذلك أبنائي معي دوماً في الاسبوعية.
ثقافة النظافة عند الناس
النظافة في جدة متردية ماذا تقترح للارتقاء بها؟
- نحتاج نحن كمواطنين إلى ثقافة «النظافة» إن صح هذا التعبير ونحتاج من الأمانة أن ترسخ مفهوم «ثقافة النظافة» عند الناس وألا تقوم بسحب المخلفات فقط بدون التأثير في السكان عليها أن تضع كتابات تخص النظافة أين تضع المخلفات وربما يضعون مثل البلدان الأوروبية أكثر من «قفص»، قفص للزجاج وقفص للمعدن وقفص لأشياء أخرى والذي أحببته أن الأمانة لا تعتمد على تنظيف الشارع وكنسه فقط - لأني - أريدها أن تعالج قبل أن تسكن المرض، وأن تضع علاجا وقائيا قبل أن يأتي المرض - فهي - الآن لا تعالج الا النزيف الذي هو المخلفات ويجب أن تكلف الشركات بهذا النوع من التثقيف للمواطنين والمقيمين.
المرور في جدة
مشكلة المرور في جدة مؤرقة ماذا ترى من حلول لهذه المشكلة؟
- إذا لم تنشط عندنا وسائل نقل غير النقل الفردي سنبقى في ضنك مهما عملنا، لأن المواطنين والمقيمين يملكون «سيارات» فإذا تحرك ثلاثة ملايين فرد فسوف تتحرك ثلاثة ملايين سيارة إذن لا بد أن يكون هناك «نقل جماعي» في المدن وليس هناك حل في المدن إلا هذه الأساليب الجماعية في النقل وعندما نملك وسائل نقل جماعي «نظيفة وحلوة عند ذلك الإنسان لا يركب سيارة بل يستعمل «النقل الجماعي» بدقة ومواعيد ويترك سيارته ليوفر البنزين ويوفر السيارة والسائق عنده يجب أن يوجد نقل منظم، ويدربوننا على أن نترك سياراتنا ونستعمل «النقل الجماعي».
لمن تقرأ
لمن تقرأ ومن هم أساتذتك؟
- أساتذتي كثر.. وقد مررت بمراحل كثيرة ودرست بدءاً من الجثو على الركب «عند مطوع» وانتهاءً برسالة الدكتوراه كلهم أساتذتي، لكني لا أنسى اثنين في الابتدائية أذكرهما جيداً واحداً منهم مصري يقال له «سرحان» والثاني سعودي يقال له «علي» وهذا أقلده مشية وهيئة وشكلاً «وأحاول أن أقلد هذا الأستاذ وكنت أروح وأغدوا وأقلده في «مشيته» ومعجب به وبكيت من أجله لأنني رأيته بعد ان أخذت درجة الماجستير وأنا أغادر وزارة المعارف وجدته كاتبا «صادر ووارد» ولم أتحمل واعطيته الورقة وعلى بابه بكيت كيف هذا المربي القدير الذي نقله «وقف» لو بقي في التدريس لكان له شأن هذا في الابتدائي وفي المعهد العلمي كان أساتذتي كثر لكن على رأسهم استاذي وشيخي «الشيخ ناصر الشثري» المستشار في الديوان الملكي وهو رجل صاحب حظوة وعلمني في المعهد العلمي كيف استقبل النص «أمد الله في عمره» وعلى مستوى اللغة العربية منهم كثر منهم عبدالرحمن رأفت الباشا «رحمه الله» سوري وعبدالمقصود أبو صالح، و»المفدى» كفيف والمنيف كان يدرسنا في الكلية ومجموعة من الأساتذة ومن زملائي في الدراسة عبدالله عسيلان اسبق مني بسنة، وأستاذي محمد بن سعد بن حسين كان من زملائي، وفهد الأطرم وهو دكتور ومستشار بالديوان الملكي وغير اسمه إلى «فهد العزام» وعبدالله الحامد، وحمد القاضي قبلي بدفعة ومنهم معي زميلي وصديقي فهد الرويتع.
الرحلة إلى الحجاز
ولكن ماذا تقرأ اليوم؟
- في الأسابيع الماضية ظللت أقرأ بعمق «ابراهيم عبدالقادر المازني» وشكيب ارسلان وقرأت لإبراهيم المازني في الرحلة إلى الحجاز وقرأت لشكيب ارسلاني «ارتسامات اللطاف» قرأتها أولاً وكتبت فيها بحثاً تحت مسمى «مكة تكتب نصاً» ثم المرة الأخرى وقرأت «الارتسامات اللطاف» وكتبت فيها بحثاً وكتبت «مكة بين فلمين».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.