المشكلة: د. فهد كل عام وانت بخير بمناسبة السنة الجديدة القادمة وكم كنت أتمنى ان تكون رسالتي في موضوع افضل مما هو مرسل لك ولكن ارجوك لا تضحك مني ومن رسالتي وحتى ان ضحكت منها فلن الومك لأني انا نفسي لا اعرف كيف اتخلص من غيرتي وهذه هي مشكلتي الاساسية فأنا فتاة مخطوبة منذ أشهر فقط ولكنني اشعر بالغيرة بشكل دائم لدرجة الخوف على علاقتي الزوجية فيما بعد منها والمشكلة احيانا يا دكتور فهد انني اغار على اشياء ربما لا تكون مهمة او ذات معنى في نظر الآخرين ولكني لا اعرف لهذا سببا. لقد تعرضت لمواقف عديدة احرجت فيها بسبب غيرتي علما بأنني انسانة مسالمة ومتوفر لدي كل ما أريده فماذا أفعل كيف استطيع التغلب على هذه المشاعر المزعجة التي اشعر معها بانني سوف افقد اقرب الناس لي. ارجوك دكتور فهد هل أنا طبيعية بسلوكي هذا أم اني بحاجة للذهاب لطبيب نفسي . هل تستحق حالتي ذلك ارجوك اعلمني. المرسلة سارة ح ف الرد: لا أخفيك يا سارة باني ضحكت بيني وبين نفسي ليس بسببك طبعا ولكن تلك الغيرة التي هي مشكلة فعلا وخارجة عن ارادتنا. وقبل الدخول في تفاصيل الموضوع والحل اريد أن أخبرك ان ما تشعرين به هو شعور طبيعي لايستدعي هذا القلق الكبير أو الذهاب للطبيب النفسي الا بعد ان تتخذي أنت بعض الاجراءات العملية اولا , ومن ثم لكل حادث حديث. أنت يا سارة لم تخبريني ان كنت قد حاولت التخلص من تلك الغيرة أم لا من قبل وما وسائلك في ذلك؟ احيانا نحن لا نوفق في تعديل سلوك لا نرغبه الى آخر نحبذه والسبب ليس فينا نحن بل في الطريقة التي نستخدمها والتي قد تكون خاطئة او مبالغا فيها أو أن يكون وقتها غير مناسب ناهيك عن الأجواء نفسها احيانا تكون غير ملائمة وغير مشجعة لنا للاقلاع عن سلوك ما نود تغييره داخل أنفسنا. ولكن يا سارة ينبغي أن نعرف ان الانسان الغيور في حالة خوف مستمر من فقدان علاقته بالشخص الذي يحب ويعتقد بان راحته وسعادته متوقفة على حب واهتمام الشخص الآخر فقط وهي تحدث بين الاصدقاء والأزواج والمحبين بل انها تصل أحيانا لدرجة مزعجة جدا يتدخل فيها هذا الانسان الغيور في كل صغيرة وكبيرة في حياة الطرف الآخر وهذا هو الأمر غير المقبول. ويؤكد علماء النفس على ان الغيرة هي بمثابة ردة فعل طبيعية للدفاع عن الذات فاذا زادت عن حدها يصاحبها الاحساس بالقلق والغضب , أما إذا كتمت مشاعر الغيرة فقد تؤدي الى الشعور بالذنب والخجل. ان المطلوب يا سارة لكي تتغلبي على الغيرة اتباع الخطوات التالية للسيطرة عليها: 1/ خصصي وقتا منتظما بين الحين والآخر لتقييم واعادة تقييم علاقاتك واسألي نفسك ان كانت غيرتك منطقية أم لا., اقصد هنا بشكل عام. 2/ إذا وجدت نفسك تراقبين وتتحسبين وهذا وارد بالمناسبة فالأفضل أن تبوحي للشخص الآخر بما يجول في خاطرك. 3/ ضعي (خطة طوارئ) على مستواك طبعا وسجلي الخطوات المفيدة والهادفة التي تتخذينها في حالة إذا ما خسرت علاقتك. 4/ اجعلي حياتك مليئة بالعمل المثمر والنشاطات والهوايات المسلية خارج نطاق علاقتك لكي تبعدي تركيزك عن مشاعر الغيرة. 5/ حافظي على الصداقات المخلصة لأن الخوف من الوحدة يزيد من مشاعر الغيرة. 6/ امنحي نفسك أوقاتا تخلوين فيها الى نفسك وتعلمين قيمة ومتعة الخلوة مع النفس من وقت لآخر. 7/ لا تقارني علاقتك بقصص الحب المثالية التي تشاهدينها في الأفلام او تقرئين عنها في الكتب والروايات. وكما قلت لك من البداية يا سارة فشعورك هذا طبيعي وكونك فتاة فهذا يجعله طبيعيا أكثر ولكن قبل كل شيء تذكري أن الغيرة ليست تملكا فقط بل حبا وهناك فرق بين الاثنين أهم شيء تضعينه في اعتبارك هو البعد عن كل مكامن الغيرة من تصرفات او اقوال ولا تحاولي ان تنبشي وتسألي عن أشياء انت في غنى عنها لانها سوف تخلق لك مشاكل أنت في غنى عنها ولا تقولي لنفسك دائما بأنك غيورة لأن هذا يؤكد عليها بداخلك وهذا ما لا نريده أليس كذلك؟ وفقك الله وأراح قلبك وإن شاء الله نسمع عنك أخبارا حلوة.