ان لكل انسان مغناطيس ذاتيا ينبعث من داخله على شكل قوة او جاذبية تنتشر وتشيع بين الناس.. وهذا المغناطيس هو سحر الشخصية الذي يكشف لنا عبداللطيف شرارة اسرارها ويعطينا ارشادات حين نقوم بتطبيقها لنصل الى نتائج ايجابية قيمة في بناء الشخصية وفرضها على الآخرين بصورة عفوية هادئة. يتساءل الكاتب في كتابه (سحر الشخصية) فيقول للقارىء: أيكون تأثير المرء في غيره من الناس سلطة خاصة يحرزها القلة الافذاذ من البشر؟ ام هو نتيجة تمارين سرية خفية يقوم بها المرء في معزل عن المجتمع ويجيب عن تساؤلاته نقلا عن علماء علم النفس بان هناك وسائل فردية لتحسين الشخصية يمكن تلخيصها فيما يلي: ان التجارب التي يمر بها الانسان والعقبات التي تعترضه تجعله يكتشف نفسه ويسعى الى تقويتها بالانتباه والاجتهاد والمثابرة. ان تطبيق الارشادات والمراس المستمر من شأنه ان يقوي المرء على تحصيل النفوذ الشخصي وزيادة تأثيره على الآخرين. ان الغليان النفسي (ونعني به النشاط النفسي وحرارة الارادة وقوتها) يوصل الى القوة المغناطيسية التي يطمح لها أي إنسان يرى معظم علماء النفس أن سحر الشخصية انما هو للاخلاق العالية والصفات الشريفة كالاستقامة والطيبة والمثالية وعادة ما يتصف بهذه الصفات العباقرة والموهوبون. هناك عوامل اخرى كالمظهر الخارجي (الشكل والنظرة والصوت والهدوء والثبات) والمظهر المعنوي (كالذوق والتربية والابتسامة والمثابرة).. لاخراج المغناطيس الشخصي من داخلك عليك ان تفجر ينابيع القوة النفسية فلا ترض ان تكون حياتك النفسية باردة وتأثيرك الشخصي باهتا سقيما عليك ان تثور على نفسك كلما رأيتها تجنح الى الخمول او يخامرها شعور بالكآبة واعزم على أن تقاوم ضعفك فلا تخضع لاية صعوبة تواجهك وحافظ على ثورتك الداخلية وقرر ان تزيد في قواك وان تبلغ الغاية القصوى في القدرة على العمل وان تنال المنصب الذي ينسجم مع ميولك وقدراتك. ليكن لديك خطة مدروسة لحياتك كلها ولتكن هذه الخطة مستوحاة من قدراتك المدفونة ومبنية على الواقع والاحداث والتجارب قابلة للتعديل مقسمة لمراحل وامض في تنفيذها بكل حزم واصرار غير آبه بما قد تسمعه او تراه من محبطات. اعتزل الناس لفترات قصيرة ومعينة وتأمل نفسك وافكارك حاول الاسترخاء والتفكير بعمق ثم اعمل كل ما ينتهي اليه تفكيرك الهادىء المطمئن الصافي بعد الدرس والتقرير وتذكر ان الذين يتكلمون دون تفكير هم الذين لا اثر لهم في المجتمع ولا سحر في شخصيتهم فاذا اردت ان تنقل خبرا ما لاحد عليك ان تفكر في الخبر نفسه وفي طريقة عرضه والفائدة من نقله والاثر الذي سيتركه الخبر في نفس المتلقي. لا تنشد الاستحسان ولا تبحث عن الشهرة ولا تفكر في ان تحرز رضا الناس وتصفيقهم.. ينبغي لك ان تهتم بالخير لنفسه وبالعدل لنفسه وبالنزاهة لنفسها فهذا هو الاستقلال النفسي الصحيح. انبذ الانا ولا تذكرها للاخرين لان افكارك وعواطفك الخاصة وحوادث حياتك الشخصية امور لا يهتم بها الاخرون الاهتمام الذي توليه انت. اعمد الى طريقة الايحاء الذاتي في بناء شخصيتك واجتهد ان تكون الافكار التي توحيها الى ذاتك من الطراز الاخلاقي الرفيع وابتعد عن احقادك وشهواتك وليكن جل اهتمامك في الاحتفاظ بالاستقلال النفسي وما يفرضه عليك الشرف والخير والعدل والانصاف وضع نصب عينيك حقيقة انك انت قائد نفسك ومصدر سلوكها فالافكار افكارك فاحسن قيادة نفسك. كن دائما منتبها فشخصيتك ليست الا فكرة تحتاج الى انتباه منك واستغراق في درسها وبنائها وتطبيق القواعد العملية التي مرت عليك لتصبح حقيقة لها قوتها وسحرها.. وان كنت تبحث عن السعادة فلا تبحث عنها بعيدا انها فيك في تفكيرك المبدع لكل خير وفي ارادتك وتصميمك على بلوغ السعادة @@ سحر أحمد رحمة الدمام