لاشك ان انفراد واشنطن بقرار الحرب لايصب في روافد مصالحها كما اكد على ذلك سمو وزير الخارجية اثناء حضوره اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية, ومرد هذا التأكيد او التحذير ان العمل العسكري المنفرد بمنأى عن موافقة أممية سيتحول الى عدوان صارخ ضد الشعب العراقي وليس حربا كما تقتضيه تقاليد الحرب وأعرافها المعتادة, وبالتالي فان إفرازاتها ستغدو خطيرة للغاية ليس على سلامة وأمن واستقرار العراق فحسب, بل على استقرار المنطقة بأسرها, وسوف يزرع هذا العدوان ان حدث بالفعل مساحة شاسعة من كراهية العالم للولايات المتحدة, وقد بدت مظاهر تلك الكراهية في تلكم التظاهرات الحاشدة من البشر التي طافت معظم عواصم الدول الاوروبية والامريكية, والخطر يكمن في تحول هذه الكراهية الى انتقام قد يأخذ اشكال التدمير والتخريب لمصالح الولاياتالمتحدة داخل حدودها وخارجها, وتلك اشكال رغم عواقبها الوخيمة الا انها متناقضة تماما مع الحملة العالمية التي تقودها واشنطن لاحتواء ظاهرة الارهاب, فالعمل المنفرد ضد العراق ان حدث فانه لن يفسر من قبل دول العالم بانه شكل من اشكال الحرب تنفيذا لقرار أممي معلق, بحكم انه حدث خارج نطاق موافقة مجلس الأمن, بل سيفسر بطبيعة الحال على انه عدوان سافر ضد العراق, وضد الارادة الاممية ايضا, وليس من سبيل للتخلص من هذه الورطة الا بتسوية الازمة سلما عن طريق الاممالمتحدة بمواصلة المفتشين الدوليين أعمالهم لنزع اسلحة الدمار الشامل بحوزة العراق ان كانت في حوزته سلما, وبذلك تنأى الولاياتالمتحدة بنفسها عن الخوض في عمل عسكري منفرد ضد العراق ستكون افرازاته السيئة وخيمة على الأمن والسلم الدوليين, بحكم ان تغيير نظام الحكم من خارج حدود اي دولة وليس من داخلها يعد انتهاكا صارخا لمواثيق الاممالمتحدة, وان كان ثمة تفكير في التغيير فلابد ان يقوم به العراقيون انفسهم وليس الولاياتالمتحدة, فتغيير نظام الحكم بالقوة العسكرية سابقة خطيرة سوف تؤدي دون شك الى اصابة الاستقرار العالمي برمته في مقتل.