الاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط في ضوء التصعيد الخطير الذي يوحي باقتراب حرب وشيكة ضد العراق هي مبعث قلق كبير ليس للدول العربية والاسلامية فحسب, بل لجميع دول العالم دون استثناء, وقد ابدت القيادتان السعودية والمصرية في مباحثاتهما يوم امس الاول بالرياض قلقهما البالغ من مجريات الاحداث في المنطقة, واحتمال تفجر الاوضاع فيها, ويبدو ان الزمن يمضي في غير صالح العراق الذي تأمل الشعوب العربية والاسلامية وكافة الشعوب المحبة للعدل والسلام والاستقرار ان يعي خطورة الوضع ويركن الى التجاوب المطلق مع الاممالمتحدة لنزع فتائل المواجهة الخطيرة التي لن تعود اضرارها الفادحة على العراق وحده وانما ستطال شعوب المنطقة باسرها, والامل يحدو العالم بأن تبذل كافة الاطراف المعنية جهدا واضحا وحثيثا للتوصل الى حل سلمي للازمة العراقية يكون من شأنه ايقاف طبول الحرب قبل قرعها, فالكارثة ستغدو بحجم مهول ان وقعت, وعلى المجتمع الدولي ان يسارع لايجاد حل منطقي عبر القنوات السياسية والدبلوماسية, بشكل يدفع العراق الى الالتزام بانفاذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة تجنيبا له من ويلات كارثة وخيمة النتائج, لاسيما ان هذا الشعب المنكوب مر بسلسلة من الحروب المدمرة انتهت الى حصاره اقتصاديا, وتضييق الخناق عليه حتى يرضخ للقرارات الاممية, ولاشك ان الاممالمتحدة وهي الجهة المعنية بحفظ الأمن والسلم الدوليين لابد ان تتحرك سريعا لانقاذ الوضع, وانتشال المنطقة باسرها من افرازات وانعكاسات حرب ثالثة محتملة في الخليج قد لاتكون هذه المرة باسلحة تقليدية عادية, وهنا تكمن الاخطار الحقيقية على منطقة مازالت تغلي بموجة متصاعدة من التوتر بفعل العدوان الاسرائيلي على الأمة العربية, وهي ليست في حاجة الى مزيد من التوترات الاضافية.