تعتبر الاشجار بالنسبة للمدن كالاطار بالنسبة للصورة ولتعدد النواحي الجمالية فيها وكثرة اشكالها وألوانها وطريقة تفرعها وطبيعة نموها واختلاف الوان واحجام اوراقها وازهارها وتباينها في مواعيد التزهير جعل لكل شجرة شخصيتها الذاتية وطابعها الخاص الذي يميزها عن غيرها ويجذب انظار المارة اذا ما زرعت في الشوارع او الحدائق العامة بغرض التجميل. وغرس الاشجار في الجزر الوسطية للشوارع او الجانبين على الارصفة او في حارات الكباري او الجزر الوسطية الكبيرة او الحدائق كمجاميع كل ذلك يضاعف من جمال المدن ويزيدها بهاء وبهجة. ويتم اختيار الاشجار التي يتلاءم نموها مع البيئة والظروف المحلية او التي يمكن اقلمتها لتناسب هذه الظروف. والاشجار المستخدمة للظل لايمكن تجاهل اهميتها وضرورتها لحماية الانسان من ضوء الشمس خاصة صيفا كما انها تلطف الجو وتحمي المدن اذا ما زرعت كمصدات للرياح في الجهات التي تهب منها الرياح. الشروط الواجب مراعاتها عند تخطيط المدن لامكانية تشجير الشوارع: 1- يجب ألا يقل عرض الشارع المراد تشجيره على الجانبين عن 12 مترا. 2- يجب ألا يقل عرض الرصيف المراد تشجيره عن ثلاثة امتار حيث ان الاشجار المزروعة على الارصفة عند اكمال نموها وكبر حجمها تؤدي الى تغطية الشارع وقد تؤدي الى ان تكون مصدر متاعب في الشوارع التجارية التي يرغب اصحاب المحلات بها في اظهار واجهات محلاتهم ولوحاتهم الاعلانية. اما الارصفة فقد عملت ليسير عليها المشاة بيسر وامان كما يفسح مجالا لنمو اشجار مظللة تحمي رؤوس المشاة في الشمس. والشجرة تشغل مساحة 1م من عرض الرصيف لهذا فقد وجد عمليا ان ثلاثة امتار وهي عرض الرصيف هي اقل مسافة يسمح باستخدامها في التشجير. مواقع الحفر للاشجار بالنسبة للرصيف: اختلفت آراء المهندسين حول موضع الحفر للاشجار على الارصفة في الشارع فقد حبذ البعض ان تكون هذه الحفر داخل الارصفة بالقرب من المباني لكي يكون الرصيف واسعا للمشاة ولو ان هذا قد يؤدي الى متاعب عند كبر حجم الاشجار وتفرعها وتهدد المباني لقربها من الاساسات. من اجل ذلك فقد رأى اكثر المهندسين ان وضع الحفر المخصص للاشجار يكون على بعد نصف متر من بردورات الرصيف باتجاه الشارع وهذا يسمح للاشجار بالتفرع المناسب دون الاضرار بالمساكن المجاورة مع قيامها بالاغراض المزروعة من اجلها واهمها التجميل والتظليل دون ان نلجأ الى الحد من تقليمها او نموها. كما ان اختيار مواقع الحفر المخصصة للاشجار على الارصفة بالقرب من هذه الارصفة بترك مسافة مناسبة يسمح بتمديد واصلاح شبكات المرافق العامة من مياه وكهرباء وهاتف. وهناك ارصفة مبلطة وجميلة ولا تسمح بالحفر حفر للاشجار كارصفة الكباري العريضة وهذه يمكن تجميلها بغرس اشجار في براميل كبيرة او احواض اسمنتية لكي لا تؤثر عليها الرياح ومن الاشجار التي تستخدم في هذه الاحواض الاسمنتية الفيكل حليدز وكذلك نوع نخيل الواشنطونيا. وفي حالة اتساع عرض الرصيف بحيث يزيد عرضه على 8 امتار تزرع اشجار مختلفة الانواع والالوان ومواعيد التزهير. ونظرا لصعوبة دراسة العوامل والأسس التي تبنى عليها عملية اختيار الاشجار المناسبة للاماكن المراد تشجيرها لذلك ينبغي ألا تكون الدراسة فردية بل يجب ان تكون جماعية تقوم بها لجان متخصصة وواعية ولديها المام كامل بخصائص الاشجار من حيث طبيعة نموها وسرعته وطريقة تفرعها واستدامة او تساقط الاوراق واشكال والوان ازهارها والبيئة الصالحة لنموها ومتانة اخشابها لتفادي سقوطها على المارة مع دراسة صلاحيتها للغرض الذي زرعت من اجله. كما يجب ان يكون لديهم المام ببعض الظروف المحيطة بمكان زراعة الشجرة مثلا توجد شوارع تجارية وشوارع للنزهة وشوارع تستخدم في اوقات معينة اكثر من غيرها كالشوارع المؤدية للمدارس او الجامعات. كما يجب ان تراعى فتحات المباني المطلة على الشارع واشارات المرور ومواقع تتبعها على الجانبين او الوسط. ايضا اعمدة الانارة للشوارع واشكالها كما تدرس مواقع تمديدات المرافق العامة الاخرى. لذا فان التشجير داخل المدن يعتبر من العمليات الهامة التي يجب ان تؤخذ في الاعتبار عند تخطيط الشوارع في المدن والتقدم العمراني في اتساع لمخططاته السكنية.