أوضح ابراهيم دخيل الدخيل من محطة الابحاث والتجارب الزراعية - كلية علوم الاغذية والزراعة بجامعة الملك سعود أنه من واقع تجربة عملية ( ميدانية) فانه يقدم لأمانه منطقة القصيم حلاً لمشكلة شجرة (المسكيت) من خلال التحكم في عملية التزهير بإجراء عملية التقليم على الأغصان الحاملة للبراعم الزهرية بطول متر ونصف تقريبا على ان تتزامن هذه العملية مع بداية التزهير او قبلها بفترة تتراوح من (15يوم إلى شهر) ويفضل ان تتم عملية التقليم قبلها، ويوجد علاقة كبيرة بين التقليم و زيادة الثمار او انعدامها على حسب وقت اجرائها . والمعروف أن أشجار البرسوبس تزهر مرتين خلال السنة الأولى في أواخر شهر فبراير والثانية في بداية شهر نوفمبر وكل فترة تصل مدة الإزهار فيها إلى ثلاثة أشهر تقريباً. واستهل حديثه بقوله: قبل أكثر من عشرين عاما أدخلت الى المملكة شجرة المسكيت وهو احد أنواع جنس البرسوبس من احدى دول امريكا الجنوبية، وانتشرت زراعة هذه الشجرة في اغلب مناطق المملكة بشكل عام وفي مدينة بريدة بشكل خاص، وأصبحت معلما من معالم المدينة حيث زرعت بكثرة في الشوارع والحدائق وأمام المنازل، وأثار انتشارها جدلاً كبيراً بين المواطنين، حيث لقيت هذه الشجرة حملة كبيرة لإزالتها نهائياً، نظراً لما تسببه هذه الشجرة بإصابة أفراد المجتمع بالحساسية والربو، وعدم مقاومتها للرياح. يتبع جنس البرسوبس :Prosopis sp العائلة البقولية : Fabaceae تحت العائلة الطلحية : Mimosoideae ويعرف عربيا باسم (الغاف ) ويبلغ عدد انواعه حول العالم حوالي 42 نوعاً ، ويوجد بالمملكة أكثر من ستة أنواع تقريبا منها ما هو محلي ومنها ما هو مدخل ( مستورد )من خارج المملكة وهي : 1 الينبوت Prosopis farcta 2 الغاف koelziana Prosopis وهما من الأنواع المحلية التي تمنو بصورة طبيعية في المملكة العربية السعودية . 3 الغاف الخليجي cineraria Prosopis وذكر انه كان من الانواع المحلية ويوجد في الجنوب الشرقي للمملكة العربية السعودية ، ينمو طبيعيا في سلطنه عمان والامارات العربية المتحدة وباكستان والهند وايران . 4 غاف المسكيت juliflora Prosopis 5 الغاف المكسيكي glandulosa Prosopis 6 الغاف الأبيض Prosopis alba وهذه الانواع ادخلت الى المملكة العربية السعودية من الخارج . لكن اشهرها غاف السمكيت juliflora Prosopis والذي انتشر بكثرة في أغلب مناطق المملكة . أما الوصف النباتي بحسب الدخيل : شجرة شوكية مسطحة القمة، مظلية، تصل في الارتفاع إلى أكثر من (10أمتار)، لون الساق بني باهت، يوجد به شقوق طولية، الأوراق مركبة ريشية متضاعفة طولها (610سم)، تحتوي على (12 أزواج)من الريشات مؤذنة بها(16 24 زوجاً) الوريقات، الأزهار مصفرة متجمعة في نورة سنبلية طولها (58سم)، الثمرة قرن لونه أبيض مصفر طوله (415سم) ، البذور صغيرة ملتصقة باللب القرني لونها بني . وبالنسبة للفوائد والاستخدامات : شجرة ملائمة للبيئة الصحراوية تتحمل الجفاف الشديد ودرجات الحرارة العالية، تزرع للزينة والظل في الحدائق العامة والمتنزهات والطرقات وتستخدم لتثبيت الكثبان الرملية وكمصدات للرياح، الثمار علف جيد للحيوانات حيث تحتوي على نسبة عالية من البروتين والسكر . وفي أمريكا الوسطى والجنوبية يصنع منه الخبز بعد طحنه ، إنتاج الصمغ ،الخشب يستخدم في النجارة وهو مصدر للوقود والفحم ، زيادة تخصيب التربة الزراعية عن طريق تثبيت الأزوت الجوي كغيرها من البقوليات الاخرى ،الازهار قيمة في إنتاج العسل ويعتمد عليها مربو النحل في المملكة العربية السعودية ويفضلها النحل على غيرها من الاشجار وينتج منها العسل الجيد بغزارة. ونستفيد عند إجراء هذه العملية أكثر من فائدة منها : 1 القضاء على عملية التزهير من خلال قص الأفرع الحاملة للبراعم الزهرية المهيأة للتفتح ، ويلاحظ أنها تتناسب عكسيا مع عملية قص الأفرع الزهرية؛ فكلما زاد طول الفرع المقطوع قل أو انعدم ظهور الأزهار التي هي أساس مشكلة الإصابة بالحساسية التي طالت معظم ساكني مدينة بريدة والتي تتكرر سنويا . 2 السيطرة على الانتشار غير المرغوب فيه لأشجار البرسوبس بالقضاء الأزهار وعدم تكوين الثمار وإنتاج البذور التيى تعتبر هي الوسيلة لتكاثرها ، خصوصاً إنها تعتبر من النباتات الغازية وهي معروفة بسرعة تكاثرها وانتشارها بشكل يصعب إزالتها والتخلص منها . 3 زيادة قدرة النبات على مقاومة الرياح من خلال تقوية الساق الرئيسة بعد تقليم الافرع الزهرية مما يقلل الحمل عليه ، وتعود اسباب عدم مقاومة النبات للرياح والجفاف إلى زيادة ري النبات وعدم تقسيته ، وهذا مايلاحظ على الاشجار التي نمت بصورة طبيعية في بعض الاودية والشعاب او على الطرقات معتمدة على مياه الامطار حيث تظل خضراء صامدة قوية جداً متحملة كل الظروف الصعبة التي تمر عليها. 4 يعتبر وقت التقليم قبل هاتين الفترتين للتزهير مناسباً لنمو البراعم بصورة جيدة من جديد بخلاف الأشهر الحارة مثل شهر يوليو وأغسطس حيث يؤدي تقليم النبات في هذه الأشهر إلى احتراق البراعم (النموات الجديدة ) وموت الشجرة بالكامل نظراً لشدة الحرارة والتقليم الجائر ، كما حصل في بعض شوارع بريدة في الأعوام السابقة . ويختتم حديثه بقوله : بهذه الطريقة يمكننا تحويل هذه الشجرة إلى شجرة مثالية بالتخلص من عيوبها وعدم هدر أموال الدولة نتيجة الإزالة التامة لأشجار قائمة اثبت ملاءمتها لمناخ المملكة وصرف عليها اموال طائلة وإحلال أشجار بديلة ربما لا تكون أفضل منها. ولا يجب ان يكون هذا الحل دافعا لزيادة زراعة هذه الشجرة بل يجب تقنين زراعتها وإكثارها في حدود وأهداف تخدم الغرض الذي تزرع من اجله ، ويفضل التركيز على الأنواع المحلية في عملية التشجير بدلا من الأنواع المدخلة من خارج المملكة ، والله من وراء القصد والهادي الى سواء السبيل .