كنا في مجلس.. ودار الحديث حول الاطباء العاملين في الكليات الطبية والاطباء العاملين في القطاع الحكومي المتمثل في وزارة الصحة والجهات العسكرية. وتركز الحديث حول الفرص المتاحة لاطباء الجامعات للعمل في القطاعات الصحية الاهلية او العيادات الخاصة ليفيدوا ويستفيدوا واذكر انني كتبت عن الاطباء اكثر من مرة.. وقلت عنهم انهم الفئة التي تستحق التشجيع والدعم لعظم الرسالة التي يقومون بها.. والمشقة الوقتية التي يعانونها.. وقلت حينذاك انني اخشى ان يتسرب الاطباء الماهرون من مستشفياتنا الى القطاع الخاص وسط اغرائهم بالمرتبات العالية او الاتجاه الى عيادات خاصة.. وبالتالي سنعاني دفع المبالغ الكبيرة للبحث عن العلاج والفائدة. وقلت حينها واعيد تكرار ما قلته ان الاطباء فعلا يحتاجون الى التشجيع وان اتاحة الفرصة لاطباء الجامعات دون غيرهم للعمل في القطاع الصحي الاهلي قد يدفع بالاطباء العاملين في القطاع الحكومي الى ترك اعمالهم الحكومية والاتجاه الى القطاع الخاص بحثا عن تحسين وضعهم المعيشي.. وحتى مع صرف ال 80 بالمائة من بدل التفرغ فان هذا قد لا يبدو كافيا امام الاغراءات التي يجدها الاطباء في القطاع الخاص.. انني فعلا اجد الآن مجموعة من الاطباء الاكفاء وذوي التخصصات المؤهلة يعملون في عيادات استشارية خاصة ويكادون يجمعون على رغبتهم في الاستقالة من وظائفهم الحكومية والاستمرار في عيادات خاصة. ومن هنا فالمشكلة تزداد وتكبر.. والمريض المحتاج لهؤلاء الاطباء هو الضحية.. حيث يبحث عن الطبيب الكفء فلا يجده في عمله داخل المستشفى الحكومي وان وجده بالكاد سيجده مرهقا نتيجة عمله في عيادته الخاصة.. والذي قد لا يستطيع اعني المريض الوصول اليه لظروفه المادية الصعبة. ان هذا الموضوع الهام يحتاج الى دراسة شاملة والحل في نظري يستدعي ان ندعم الاطباء ككل في العمل داخل المؤسسات الصحية الحكومية.. وان نتيح لهم فرص العمل عبر عيادات خاصة داخل هذه المؤسسات نفسها باسعار معقولة وخارج اوقات الدوام الرسمي.. ويصبح العائد المادي للطبيب المعالج ويقتطع منه نسبة بسيطة للصرف منها على المؤسسة الصحية نفسها وتحسين ادواتها ومرافقها. انني اتمنى فعلا ان يدرس هذا الاقتراح سعيا وراء دعم الاطباء وخدمة المرضى في ان واحد.