في كل يوم يرسخ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لقاعدة البقاء للاصلح ، لم يعد المنصب وجاهة فقط بقدر مااصبح في عهد الملك المصلح تحديا وسباقا مع الزمن لاثبات الجدارة والقدرة على قيادة التغيير والمشاركة في العمل على توفير الحياة الافضل للمواطن السعودي والنهوض بقدراته واعطائه الفرصة للمشاركة في صناعة الحلم السعودي وذلك حتما سيؤدي إلى نجاح النموذج السعودي في التنمية البشرية والانتقال من نادي الدول النامية والعالم الثالث الى نادي الدول المتقدمة. سيقود د.عبدالله الربيعة مشروع التحدي الاكبر باصلاح نظام الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية في ظل التباين بين مستشفيات ومراكز تخصصية على مستوى عالمي في المدن الرئيسة وبين غياب نظام جيد وفعال للرعاية الصحية الاولية في ضوء الفشل المتكرر لنظام مراكز الرعاية الاولية الموجودة حاليا واستياء عام من تدني مستوى الخدمات الصحية والملاحظ بشدة في المدن الصغيرة والمناطق النائية وازدياد الاخطاء الطبية الناتجة عن غياب الجودة النوعية في الخدمات الطبية وفي ضوء تذمر واسع بين الاطباء الاستشاريين السعوديين من سياسة المماطلة حول تعديل اوضاعهم الوظيفية والمهنية واسلوب الملاحقة البوليسية التي ضيقت الخناق على الكفاءات الوطنية وحرمت الوطن من فرصة الاستفادة من قدراتهم مقابل سياسة غريبة انتهجتها الادارة السابقة قادت الى تضخم رواتب الاطباء المتعاقدين بحجة حاجة القطاع الصحي لخدماتهم، زيادة لاتليق بمؤهلاتهم. التحدي الصعب سيكون في وضع استراتيجية موثقة وواضحة المعالم للسنوات العشر القادمة مقسمة على مراحل ويتم احاطة المواطن السعودي بما تم انجازه منها. المواطن السعودي في ضوء ميزانيات الخير التي تشهدها مملكة الانسانية والمراكز الطبية المتقدمة التي اسستها يستحق أن يحظى برعاية صحية جيدة دون معاناة أوعناء والأطباء من أبناء الوطن المؤهلين تأهيلا عاليا في أفضل المراكز الطبية العالمية ويخدمون هذا الوطن يستحقون تحسين وتنظيم أوضاعهم الوظيفية وآلية مشاركتهم في تقديم الخدمة الصحية سواء في القطاع الحكومي أو الخاص وفي ضوء إعطائهم الأولوية في المميزات. هذا ينطبق كذلك على الكفاءات الوطنية في التخصصات الصحية الأخرى من صيادلة وتمريض وفنيين. نجاح أي ادارة يعتمد على اختيار اعضاء الفريق من المؤهلين والمتميزين وترجيح كفة الإنتاجية والإبداع في الأداء كسبب للاستمرارية، ويحتاج الدكتور الربيعة الى القضاء على اسلوب الشللية والتكتلات التي تمكن بعضها البعض من مناصب محورية وهو سبب مهم في تعثر التغيير في هذا القطاع الحيوي والمهم منذ سنوات طويلة واللجوء إلى معادلة كيفية اختيار الافضل من خلال البحث الجيد للكفاءات بناء على سيرتهم الذاتية وانجازاتهم السابقة وابعاد اي عوامل تاثير في هذا القرار مبنية على العلاقات الشخصية والعوامل الجغرافية والانتماء، حينها سينجح في تكوين فريق من القياديين الذي يستطيع ان يحقق معهم حلم اصلاح نظام الرعاية الصحية. ألخص نصيحتي لمعالي وزير الصحة في التالي: 1- تاسيس قاعدة معلومات صحية عن الافراد والامراض وسرعة تطبيق نظام الملف الالكتروني والبطاقة الصحية الذكية لان المعلومات الدقيقة والصحيحة هي المؤشر الصحيح لتقييم الوضع الحالي وتوجيه السياسات الصحية المستقبلية الاتجاه الصحيح وتقليل الهدر في الامكانات المادية المتاحة حاليا وتوظيفها التوظيف الصحيح باستخدام نظام التكويد وفوترة الخدمات. 2- تاسيس خدمة طبيب الاسرة وافساح المجال للقطاع الخاص لتوفيرها مقابل رسوم تتحملها وزارة الصحة للمواطنين وشركات التامين الصحي لغير المواطنين ويستفاد من تجربة الدول المتقدمة مثل كندا والولايات المتحدةالامريكية في افساح المجال لشركات طبية او مجموعات من اطباء الاسرة لتوفير هذه الخدمة وتشجيع الاطباء السعوديين لخوض هذا المجال مقابل مميزات مالية خاصة في المدن الرئيسة كمرحلة اولى. 3- وضع نظام عمل للاطباء السعوديين يجمع مابين العمل الحكومي واعطاء فرصة العمل في القطاع الخاص من خلال مؤسسات صحية خاصة أو فسح المجال لفتح عيادات ذاتية للاستشاريين السعوديين توفر الخدمة للمريض بناء على نظام محاسبي دقيق يتقاضى الاستشاري السعودي اجره عن الخدمة مقابل تقديم فاتورة العلاج لوزارة الصحة والتي يمكن لها من خلال ذلك من وضع ضوابط تحدد المسؤولية وتمنح للطبيب رخصة العمل بناء عليها وتحاسب من يقصر أو يسيء استخدام هذا النظام وهومشابه لما هو معمول به حاليا في الدول المتقدمة. 4- ضرورة وجود استراتيجية واحدة للرعاية الصحية يشارك في تنفيذها جميع القطاعات والعمل على التنسيق فيما بينها في قرارات توفير الخدمات التخصصية بدلا من التنافس الذي يخلق التكرار في بعض الخدمات التخصصية جدا والمكلفة مثل زراعة الاعضاء ومراكز القلب والاورام ولاتخدم المريض. 5- الاستعانة بالمتخصصين لوضع استراتيجيات وطنية لحصر الامراض المزمنة ووضع آليات التشخيص المبكر لها وتوفير العلاج اللازم لها مع وضع أهداف قياسية للتقليل من نسبة الاصابة بهذه الامراض على مدى عشر سنوات القادمة مثل الفشل الكلوي وامراض القلب والسكر والامراض المعدية. ٭ طبيب استشاري