في مهارة وخفة كان ( جبير) يمضي بحذائه ذى العجلات , وفي سرعة ورشاقة كان يسابق كل الزملاء في ذلك الحي , اعتاد (جبير) يوميا على الذهاب الى الساحة المجاورة لمنزلهم , والتي يلعب فيها الأولاد ألعاب الكرة , وذلك كي يستعرض مهارته في المشي والجري بذلك الحذاء , كان من بين أولاد الحي (ناهس) الذي طالما تفوق على الباقين في لعبة كرة القدم , ولكنه تمنى يوما ما أن يحصل على مثل حذاء (جبير). في أحد الأيام تعرف (ناهس) على (جبير) بعد انتهاء اللعب , وفي طريق العودة للمنزل قال(ناهس): انني أرغب في أن أمشي بحذاء مثل هذا يا (جبير): فهل تسمح لي باستعارته غدا على ان أعيده لك في نفس اليوم؟ وباستغراب رد (جبير) حسنا , ولكن قبل هذا يجب ان تتدرب على استعماله جيدا , والا فإنك تعرض نفسك للخاطر , اجاب (ناهس) بشيء من التحدي : (أجل, لا تبالي لذلك . فقط أعطني إياه. في اليوم التالي , كان (جبير) وفيا بوعده , وفيما حمل (ناهس) الحذاء ذا العجلات منطلقا الى منزله , كان يقول في نفسه ,: كيف أمشي به اول مرة . و(سيدربني ؟) ولكنه صمم على ذلك لوحده. وفي المنزل , وبعد ان ربط خيوط الحذاء واستعد للانطلاق وضع يده على الحائط و شيئا فشيئا استطاع الوقوف , تعثر وسقط , لكنه قام بكل حماس , وبعدها انزلق بسرعة وانحدر من اعلى السلم للأسفل , ونظر الى نفسه مصابا بجروح خفيفة , وعدة خدوش , تألم لهذا وقرر أن يعيد الحذاء ل (جبير) , وفي اليوم التالي ذاته توجه اليه , تبدو آثار الكدمات عليه , وقال له : (يا صديقي إنني لم اتمكن من تدريب نفسي على ركوب هذا الحذاء , فهل لك أن تساعدني في ذلك؟) بالطبع ضحك( جبير) لحال (ناهس) ولكنه قرر مساعدته وفي ملعب الحي قال له : اسمع يا (ناهس) اولا , لابد ان تربط الخيوط جيدا , بعدها تقف وقوفا سليما وتحافظ على اتزانك وألاتحاول المشي بسرعة و ففي البداية حاول المشي جالسا , بعدها أمسك بيدي , ثم حاول الابتعاد والسير وحدك إذا استطعت نفد (ناهس) هذه الخطوات على مدى اسبوع كامل ليصبح بعدها ماهرا في المشي بالحذاء , والجري به أيضا , وطلب من والده أن يشتري له واحدا مثله , وبالفعل طاب ذلك من والده بعد ان عرف انه تدرب كثيرا بمساعدة صديقه (جبير) ولكن كانت نصائح الوالد هامة جدا , حيث قال له: ( إن هذه الرياضة مفيدة , ولكن سأسمح لك فقط بممارستها بعد أن تنتهي من أداء واجباتك اليومية , ولابد ان يكون ذلك في المكان المناسب كالملعب مع أصدقائك , وان لا تسير به في الشارع مطلقا , لأن في ذلك خطورة على حياتك وتعريض السيارات للأذى). (ناهس) كان مطيعا سمع كلام والده , بعد ان أصبح محترفا في المشي بالحذاء ذي العجلات , كان يلتقي كل يوم أربعاء بصديقه (جبير) عند الكورنيش , ويمارس الاثنان هذه الرياضة المفيدة , بكل مهارة ورشاقة مستمتعين بذلك بعد عناء أسبوع مدرسي طويل. @@ ربوع الزريع من المحرر ثمة تقدم في السرد فهناك تكثيف ونمو رأس للحدث وتقليل من النبرة الوعظية في انتظار كتابة قصص أطفال واعدة.